20 مايو، 2024 2:50 ص
Search
Close this search box.

شكراً للنصيحة دولة الرئيس

Facebook
Twitter
LinkedIn

تعودنا في كل لقاء يطل به علينا دولة الرئيس ان يجتهد كما هو عادته باجتهادات واراء جديدة، الغاية منها ابعاد الهالة الاعلامية عن فشل الاداء الحكومي، على مختلف الاصعدة، الامنية والخدمية والاقتصادية وغيرها اخريات، خصوصا ونحن مقبلين على فترة انتخابات نيابية حاسمة، سيكون الخاسر الاكبر فيها هو رئيس الوزراء، لو بقي على هذا الاداء الحكومي المتراجع كل يوم. فبعد ان نال احد المقربين منه، والمتزلفين لسلطانه من مقام المرجعيات في النجف الاشرف بالامس، ظهر هو شخصيا هذه المرة ومن على شاشة الحزب الحاكم ليدلي بتصريحات نارية اعتادها المواطن العراقي، وتحديدا في ايام المحنة التي بين حين وحين يمر بها. ووجه دولة الرئيس خطابا امتلا بالنصح والارشاد لابناء التيار الصدري، وتحدث عنهم بلغته المعهودة المليئة بالخوف والارتباك، كونه يعلم علم اليقين ان الجهة الوحيدة التي لديها القدرة على ازالته من موقعه هي التيار حصرا، اضافة الى انهم الوحيدون الذين يمتلكون كل مقومات المواجهة الاعلامية والفكرية في كشف مفاسد الحكومة وفشلها دون النظر الى اتجاهها وانتماءها، لان المهم في نظر الصدريين هو النجاح، ولا يعنيهم الانتماء الى اي جهة كانت، لان الوطن في ادبياتهم لا يمكن ان تقوده قومية او مذهب، انما يجب ان يقوده المجموع. ولست هنا في كتابتي لهذه الاسطر المتواضعة لاناقش فقرة فقرة مما قاله دولته في لقاءه آنف الذكر، انما انا اقف عاجزا عن شكره لنصائحه الجميلة، وايضا اشكره لاهتمامه المبالغ فيه بالتيار الصدري الذي ما انفك يوما ما عن ذكره، سواء في اجتماعاته الخاصة، او بين اروقة حزبه، او مع شركاءه، او امام الاعلام، او امام نفسه في المرآة، او من خلال رسائله الهاتفية مع مقربيه؟!!!. وهذا ان دل على شيء فهو يدل دلالة واضحة على اهمية التيار وقوته وعظمته ونفوذه وسيطرته، فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. ولكن لدي تعليق بسيط هنا اوجهه لدولته، بصفتي اخ صغير له، ومواطن بسيط يعيش على تربة وطنه، واقول له فيه: في الوقت الذي تنصح فيه اخوتك في الدين والمذهب والوطن، ألم يكن الاولى بك نصيحة نفسك والمقربين منك وحزبك، فهم اولى بالنصيحة من غيرهم، (أتأمرون الناس بالبرّ وتنسون انفسكم)، فدولة الرئيس مطالب في ان يخلّص حزبه من المفسدين والسراق وتجار العمولات، كذلك عليه ان يلملم شمله بعد الشتات الذي حصل في كتلته مؤخرا بسبب رميه الفشل في ساحة الشهرستاني، وعليه ان يخلص حكومته من البعثيين المخربين الذين ملأوا دوائر الدولة ومؤسساتها الامنية، وعليه ان يعمر البلد ويصلحه بعد موجة الخراب الكبير الذي لحق به، وعليه ان يوفر لقمة العيش لملايين العاطلين عن العمل، وعليه ان يسكن الفقراء في منازل ولو بسيطة، وعليه ان يوفر الخدمات، فالشعب بلا ماء ولا كهرباء ولا صحة منذ سنين، وعليه ان يوفر الامن للمواطن الذي اصبح حبيس داره، وحين يخرج يتلفت يمينا وشمالا لا يعرف هل ستاخذ روحه سيارة مفخخة ام عبوة ناسفة ام كاتم للصوت مستورد من خارج الحدود. وعليه ان يدير الدولة بروح الاخوة لا التفرد، وعليه ان يراعي الجميع بصفته الاب الاكبر في هذا البلد، وان لا يعتني بجهة دون جهة، ويوفر الخير لجهة على حساب جهة، وعليه ان يكون موضوعيا في حديثه، خصوصا ونحن في شهر طاعة وعبادة، وعليه ان يكون اكثر ايمانا بالله ومخافة وان لا يقذف الناس بالبهتان والباطل، فان بعض الظن اثم. وفي الختام اقول لدولة الرئيس ناصحا، يا دولة الرئيس انت تعرف اكثر من غيرك ان بيتك من زجاج، وعليه من كان بيته من زجاج، الاولى به ان لا يرمي الناس بالحجارة. جليل النوري يوم الاربعاء الموافق للتاسع والعشرين من شهر رمضان المبارك للعام 1434

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب