في خضّم المعاناةالرهيبة للمواطن العراقي، المسكون بعذاباته ومراراته ، تمّ الاعلان مؤخراً عن تبني “الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية” تهيئة الفيزا للمواطنين الراغبين بالسفر لدولة الامارات العربية ……
وانها لخدمة مشكورة من قبل الشركة المذكورة، لأنها تُيسّرعملياً،حصول المواطن العراقي على تأشيرة الدخول الى دولة الامارات، في ظرف زمنيّ لايتجاوز ال (48) ساعة،أَضِفْ الى ذلك أنَّ سمة الدخول كانت تصل تكاليفها سابقاً الى آلاف الدولارات ، وهنا يتبين لنا ان توفير هذه الخدمة يعد إنجازاً كبيراً ومهماً .
وهكذا عاد بمقدور العراقي الراغب بالسفر الى دولة الامارات العربية، ان يدفع (605) دولار فقط، ليحصل على التأشيرة، مصحوبة مع التذكرة طبعاً .
ويأتي الاعلان عن هذه الخطوة متزامناً مع انطلاق الخطوط الجوية العراقية لتسيير رحلاتها الى العديد من عواصم العالم المهمة مما يعكس الفاعلية والحيوية في أدائها .
وبصراحة :
اننا نحتاج الى التذكير بوجوب حثّ الأجهزة الرسمية، والمؤسسات الرسمية العراقية كافة ، على الاهتمام بتطوير برامجها وتحسين خدماتها للمواطنين، وملاحقة المفسدين، بعد أن بلغ السيل الزُبى..!!
هناك مثل صيني يقول :
” ان توقد شمعة خير من ظلام ملايين السنين .
وبدلاً من اللجوء الى الشكوى المرّة التي يعانيها العراقيون – وهم يحاولون الحصول على تأشيرات السفر اللازمة لهذا البلد او ذاك -، يتعين بذل الجهود، لتذليل المصاعب والعقبات، أمام المواطنين عبر ابرام الاتفاقيات الرسمية مع الدول لتأمين حصولهم عليها .
والفلاسفة يقولون :
” حكم الأمثال فيما يجوز وما لايجوز واحد ” ،
فكما نجحت محاولة تذليل الصعاب أمام المواطنين العراقيين للحصول على سمة الدخول الى الأمارات ، يمكن ان تنجح المحاولات الاخرى لتذليل الصعاب امام المواطنين العراقيين الذين يحاولون الحصول على تأشيرات دخول أخرى لدول أخرى …
اذن العمل الجاد والتحرك المتواصل في هذا المجال ، هو الخطوة الأولى في رحلة الألف ميل –كما يقولون –
ان حالة الاسترخاء والترهل، تكاد تسيطر على أداء معظم الدوائر والأجهزة الحكومية ،وهي ظاهرة سلبية تتنافى مع كل القيم والمواضعات الوطنية والاخلاقية، فضلاً عن قواعد الانضباط الوظيفي.
على الموظفين أنْ يضعوا نصب أعينهم، أنهم يتعاطون مهمة شريفة ، وهي مهمة خدمة المواطنين، وبها يستحقون رواتبهم ، وإلاّ فهم يتنكرون لواجباتهم وضمائرهم ويدخلون الى بطونهم مالايحّل..!!
وهنا لابُدَّ من الاشارة ان (العراقي) بالخصوص ، وكل مسلم عربي عموماً ، لايلقى في مطارات الدول العربية والاسلامية ما يلقاه رعايا الدول الاجنبية وخاصة الغربية منها .
والسؤال :
لماذا هذا التمييز ؟
لماذا يٌقدّم غير المسلم على المسلم ؟!!
لماذا يُقدّم غير العربي على العربي ؟!!
أليس قبيحاً بكل المعايير الانسانية والحضارية والاخلاقية والسياسية ان تمارس عمليات التمييز بين الناس ؟
والى متى تتم الاستهانة بالمسلمين والعرب ، في بلدان يفترض ان تكون السّباقة لاحترامهم وتقديرهم، وربما كان هذا التمييز أحد اسباب هجرة الملايين من العرب ومن المسلمين الى البلدان الأوربية، في مغامرات تودي بحياة الكثيرين منهم قبل الوصول الى البلدان التي يقصدونها ..!!
انهم يقعون فرائس إصطياد المهرّبين المحترفين ، الذين لايهمهم الاّ الحصول على الأموال، وباي طريقة، كانت، ولايرتعبون من النهايات المأساوية التي يتعرض لها الكثير من المهاجرين ..!!
وهنا أيضا : لابُدّ ان نجدّد البراءة من كل العمليات، الارهابية التي يمارسها (خوارج العصر) من التكفيريين وحلفائهم، باسم الاسلام والتي تسيء الى سمعة الاسلام وتضرّ كثيراً بالمسلمين .
ان الدول الاوربية بدأت تتحسس من تزايد عدد المسلمين فيها، ومن هنا كثرت القيود والتشديدات فيها على القادمين اليها منهم .
انهم لايفهمون ما قاله الشاعر العربي :
الذنب ذنبُ المسلمين لأنهم
شيءٌ ودين الله شيءٌ ثانِ