23 ديسمبر، 2024 3:22 ص

شكراً لك يا فخامة الرئيس البارزاني !

شكراً لك يا فخامة الرئيس البارزاني !

قوافل الأحزاب السياسية ورؤسائها المنضوية تحت قبة الجبهة التركمانية العراقية بدأت موسم حجيجها إلى مصيف صلاح الدين لزيارة زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني السيد مسعود البارزاني رغم أننا في شهر رجب الأغر لشكره على ما قدمه من تضحيات وشهداء في سبيل الدفاع عن القضية التركمانية في المحافل المحلية والدولية ولشكره على تعاونه خلال التسعينات من القرن الماضي على دخول أزلام النظام المقبور إلى مدينة أربيل واعتقال منتسبين تركمان في الحزب الوطني التركماني العراقي وبعدها اقتيادهم مكبلين إلى بغداد واعدامهم بقرارات محكمة الثورة المشؤومة ولشكره على إذاقة الأحزاب التركمانية مرارة العلقم وغلقها بين الحين والآخر في المناطق الخاضعة لنفوذه ولشكره على الاستيلاء على أملاك مؤسسة تركمان إيلي في أربيل ولشكره على اعتقال آمر حماية الجهة التركمانية أمير عزت ولشكره على غلق المدارس التركية في أربيل وكفري ولشكره على تعاونه مع السيد رياض صاري كهية زعيم حزب تركمن إيلي على جعل التركمان أقلية في المادة الرابعة من الدستور العراقي الدائم ووضعهم في خانة الأقليات الدينية وجعل اللغة العربية واللغة الكردية لغتان رسميتان في العراق عفواً القومية العربية والكردية قوميتان رئيسيتان في العراق ولشكره على اطلاق تسمية الطابور الخامس التركي على تركمان السنة والطابور الخامس الإيراني على تركمان الشيعة ولشكره على مساعيه الكريمة والحميمة على المطالبة بضم كركوك قلعة التركمان وقلبها النابض إلى الإقليم الكردي ولشكره على ما تعرض له التركمان من قتل وسلب ونهب واعتداء وتجاوز على ممتلكاتهم طيلة سنوات سيطرة عناصر حزبه وأمنه وقواته المسلحة البشمركة على زمام الأجهزة الأمنية في كركوك والطوز ولشكره على ما قام به كما أكد رياض صاري كهية في مقابلة مع أحمد تكان كاتب عمود صحيفة يني جاغ التركية على قيام رجال البارزاني وبقوة السلاح بإجبار عباس تقي رئيس جامعة كركوك على التخلي عن وظيفته والقائمة تطول. ولكن السؤال التالي الذي يدور في خُلد التركمان وخُلد الكثيرين ما هي الأسباب الرئيسية وراء التغير الحاصل في سياسة الجبهة التركمانية تجاه البارزاني؟ وما هي الأسباب الذي دفع بكهية وغيرهم في الحج إلى البارزاني؟ من زاوية رؤيتي المتواضعة الإجابة عن السؤالين تكمن في الزيارة الأخيرة الذي قام بها هاقان تكين المسؤول عن الملف العراقي والتركماني في الخارجية التركية – المسؤول الفعلي وليس الشكلي عن الجبهة التركمانية العراقية – إلى أربيل ومنها الطيران إلى معقل الاتحاد الوطني الكردستاني ولقاء القيادي كوسرت رسول والتأكيد على دعمهم للاتفاق الحاصل بين الحزبين حول مدينة كركوك نظير حصولهم على دعم البارزاني لأردوغان في الانتخابات البلدية الأخيرة الذي استطاع خلالها اللعب بورقة الطريقة النقشبندية وبتالي كسب أصوات الناخبين الأكراد المحافظين في جنوب وجنوب شرقي أناضول الذي شكرهم أردوغان بعد الانتخابات مباشرة وهو في إسطنبول على إدلائهم لأصواتهم لحزبه بدلاً من حزب الشعوب الديمقراطي الكردي. ومعها تغيرت نبرة الوعيد والتهديد للجبهة التركمانية ورئيسها ومتحدثها علي مهدي تجاه الأحزاب الكردية المطالبة بمنصب محافظ كركوك وكذلك في تصريحات علي المفتي المتحدث الرسمي بأسم حزب تركمن إيلي. وعليه هنالك طبخة جبهوية تركية تطبخ خلف الكواليس ضد التركمان ولكن الانتخابات المحلية المزمع اجراءها خلال العام الحالي كفيلة بفضحها وتعرية المتسببين بها وقلب الطاولة على كل من يتسول له نفسه التطاول على القضية التركمانية وخطوطها الحمراء والأيام بيننا!.