23 ديسمبر، 2024 12:31 ص

شكراً لكم … يا جمهور الفساد !!

شكراً لكم … يا جمهور الفساد !!

في زمان ومكان واحد اجتمعتا اخطر واغرب سيكولوجيا لدى الجماهير. صنفان من الناس غير ما يعرف بنظيرك الخلقي وأخاك في الدين.. صنفان متضادان بين المسؤولية واللامبالاة ..

هنا في ساحة ثورة العشرين في النجف، جمعة واحدة، ومكان واحد، وحدثان مهمان، رأيت الحدث الأول وهو (التظاهرة) تلك الفعالية التي أصبحت مملة لدى البعض،والبعض الآخر يراها “فسحة للترفيه”..

واهم ما يميزها هي قلة الحضور والتفاعل. رأيت أربعين شخصاً توقفت الحياة لديهم ليصارعون الفساد والبرد القارص في تلك الظهيرة، وهم يحملون هموم وطن جريح. والحياة مستمرة للبعض الأخر، من محال وأعمال وسواق التكسي.. لا يكترثون ولن يصيبهم شيئاً منها.. لا التعاطف ولا المهاجمة.

وبعد مرور ستة ساعات على التظاهرة، جاء الحدث الثاني ألا وهو ” تأهل الفريق العراقي إلى البرازيل”.. هل تعلمون ما رأيت؟! شاهدت شباباً وأطفالاً وشيوخ يتراكضون للساحة ذاتها.. رغم البرد فقد نُزعت الملابس وبدأت فعاليات هز ” البطن” وتكسيّر” الخصر” .. وبإعداد مذهلة، فلو تحركنا بهم نحو الموصل لتحررت.!!.

هاتين السيكولوجيتان تحدث في آن واحد من (الزمكان) الغريبين.. المتظاهرون، وأنا منهم أرى نفسي مذبوحاً على شفاه “المهلهلين”، في الساحة ذاتها ، فرحاً للمنتخب العراقي، نعم شكراً لاسود الرافدين بانجازهم هذا. ولكن هنيئاً لحيتان الفساد على جمهورهم النائم.!

من طالب بالإصلاح ولو كلمة، جاز له الفرحة، ومن مشى لساحة التظاهر حتى يتحول إلى “مايكل جاكسون”، وهو متخلف عنها في الظهيرة، لا تحق له الفرحة فبمسؤوليته ورقبته كل حدث أرهق العراق.. من الاحتلال وحتى تفجير خان سعد!! سنرى ما يصنع الله بشعب يبحث عن الفرحة ويتهرب من المسؤولية؟!