23 ديسمبر، 2024 3:36 م

شكراً لكم جميعاً

شكراً لكم جميعاً

الشكر فضيلة جميلة توجب كمال إنسانية الإنسان , وهو عرفان النعمة وإظهارها والثناء بها . وكلمة شكراً هي ابسط شيء اقوله للسياسيين الفاسدين والمجرمين , تعبيراً عن امتناني واحترامي وتقديري لجهودكم العظيمة , التي بذلتموها في تسهيل او الاشتراك مع الارهاب في استباحة دماء الابرياء , وسرقة ثروات العراق الجريح , واقف عاجزاً عن التعبير واشعر بالقصور , امام التعب وسهر الليالي والمعانات الصعبة التي كنتم تعانونها , كل هذا المجهود كان من اجل الاسراع في سن القوانين , التي تخدم مصالح الشعب! , والتصويت السريع عليها !.
في الانتفاضة الشعانية عام 1991م , وبعد سيطرت المعارضة على تسعة محافظات في الفرات الاوسط والجنوب , حيث كانت قاب قوسين اوادنى من تحقيق النصر , وإسقاط نظام صدام المجرم , في حينها ناديتم شعار (ماكوا ولي إلا علي ونريد قائد جعفري) , لم يكن الهدف من هذا الشعار , اقامة دولة الإمام علي علية السلام , دولة العدل والمساواة , دولة النزاهة والشرف والإيمان الحقيقي , لكن هدفكم من هذا الشعار , هو اقامة دولة المحاصصه والنهب والقتل بأسم الدين , والاستفادة من هذا الشعارات المذهبية في تظليل عامة الناس , فبهذه الافعال افشلتم الانتفاضة واسقط الالاف الشهداء , بسبب استحماركم والغباء المركز الموجود في عقولكم . وبعد احد عشر عام , عدتم الى العراق مرة ثانيه واجتمعتم مع لصوص الداخل من اجل المساهمة في بناء البلد كما زعمتم , البلد الذي دمرته حروب المقبور صدام وحزبه الدامي . وكان أمل الفقراء والمحرومين بكم كبير جداً . الجميع كان يتوقع ان الوضع في العراق سوف يتغير نحو الرقي والرفاهية , وأننا سوف نطوي صفحة الماضي وأحزانه , ونعيش حياة كريمة فيها تطور على جميع الاصعده , لما نملكه من ثروات نفطية هائلة . فصار كل مواطن عراقي يحلم بحلم , يأمل ان يتحقق في السنوات القادمة , سنوات الخير والإزدهار الخيالية , التي كان يبني عليها مستقبلة ومستقبل ابناءه , كل هذه الأحلام والأماني تبددت , عندما اصطدمت في جدار لصقت عليه دعاية انتخابية , مكتوب عليها الائتلاف العراقي الموحد(555) !!؟؟؟ . تشكل هذه الائتلاف المشؤوم , في سنة 2005م , للدخول في الانتخابات بقائمة واحدة , تجتمع فيها كل الكتل والأحزاب الشيعية , خدعوا الشعب في هذه الانتخابات البرلمانية الاولى , والصقوا اسم المرجعية بهذه القائمة , وبالتواطئ مع بعض وكلائها في وسط وجنوب العراق , من الذين خانوا الأمانة والمذهب , حينما نادو من مكبرات صوت الجوامع والحسينيات , انتخبوا هذه القائمة (555) فإنها مؤيده من المرجعية .غالبية الناخبين في حينها لم يعرفوا معنى الديمقراطية والانتخابات وهذه المصطلحات الجديدة . الانتخابات والعملية الانتخابية , هي شي جديد على العراقيين , بعد ربع قرن من الظلم والاضطهاد , وانعدام ابسط حقوق الانسان , في زمن صدامي اجرامي يحرق الحرث والنسل . فهب الناخبون للتصويت لهذه القائمة , وهم يحدوهم الأمل بغد مشرق ومستقبل زاهر , لأنهم كانوا يتوقعون الخير من هذه الوجوه النيرة !!! , التي يظهر على ملامحها التقوى! والإيمان! , وجوه الساجدين الراكعين , وجوه دائماً نراها تبكي على مصائب اهل البيت عليهم السلام , فشكراً لكم يامنافقين . وبعد تسلمهم مناصب في هذا الدولة , بدأت المشاكل بينهم تزداد , فانطفأت الشمعه والموحد تحول الى اجزاء , كل جزء يحاول بلع الجزء الاخر , العامل المشترك بين هذه الاجزاء هو القتل والسلب . فشكراً لكم ياسياسيين الصدفه على تشكيل هذا الائتلاف , الذي اصبح بلاء على العراق والعراقيين , ائتلاف القتله والسراق وعديمي الاخلاق . بجماجم الاطفال والشباب , جمعتم ثروات طائلة , استيلائكم على القصور والأرضي التي يبلغ سعرها مليارات الدنانير , استطعتم تملكها بسهولة , من خلال استخدامكم الصلاحيات الحكومية , التي استأمنكم الشعب عليها , وأقسمتم على كتاب الله انكم سوف تعملون وفق القانون والدستور , فشكراً لكم ياسارقين . قتل بعضكم البعض من اجل المشاريع والمقاولات وبدأت بينكم التصفيات الجسدية والاغتيالات . تركبون السيارات المصفحة ذات الاسعار الخيالية , تمرون في التقاطعات المرورية وتشاهدون الطفل الشيعي والمرأة الشيعيه جالسين يمدون ايديهم ويستجدون الناس , كم عائلة باتت بدون عشاء , وكم عائله انهار عليها سقف بيتها في الشتاء , عوائل فقدت شرفها بسببكم , فشكراً لكم يااوغاد ياانذال . مئات القتلى من المواطنين الابرياء يسقطون شهداء يومياً , بسبب السيارات المفخخة والأحزمة والعبوات الناسفة , وانتم الجبناء ساكني المنطقة السوداء , اشجع ماعندكم التنديد

والاستنكار , ياابناء الحرام لعنة الله عليكم . محاصصه كل الوزارات والدوائر تقاسمتموها بينكم بالمحاصصه الطائفية والحزبية , وكأن الوزارة ملك صرف للوزير , يتحكم فيها على اساس مصالح حزبه او الجهة السياسية التي اوصلته الى هذا المنصب , فيفتح باب التعيين ويملأها بموظفين تابعين لحزبه , حتى وان كانوا عديمين الكفاءة والأهلية , فشكراً لهؤلاء الوزراء فاقدين الكرامه والشخصية . عشرة سنوات والإرهاب التكفيري ينحر في رقاب الشباب , ويذوق الشعب عذاب نقص الخدمات الاساسية . كل هذا الذي يحدث لنا الآن , سببه سذاجة عقولكم العفنه , مهما صليتم واستغفرتم , لن يغفر الله لكم ابداً . كيف يغفر الله للمجرمين والسارقين ؟ فشكراَ لكم ياكاذبين . عبثتم بكل شيء , حتى الثقافة لم تسلم من جهلكم وبداوة افكاركم الحزبية المتسلطة , فشكراَ لكم ياحمقى . سوف يكتب التاريخ عن جرائمكم عن فسادكم , غداً يأتي جيل جديد , يلعنكم الف مره , اهنتم كرامة المواطن , يااصحاب اللحى القذره والجباه السود تباً لكم . لقد شوهتم مذهبي ودمرتم بأفعالكم كل شيء جميل فيه.. فشكراً لكم جميعاً .

وكما قال الشاعر عدنان الصائغ في قصيدة أحزاب

باتجاهنا…

لافتاتٌ تتقدمُ

بغابةٍ من الشعاراتِ

اختلفوا

مَنْ يتقدمُ الأولَ؟

ثم تشابكوا بالأيدي

ثم بالهراوات

ثم

..

سقطتِ اللافتات

ولم نرَ نحن المحتشدين على جانبي الطريق

سوى غابةٍ من البنادق

تتقدمُ مشتبكةً