23 ديسمبر، 2024 7:04 ص

شكراً لـ (علي الاديب) على احتفاظه بـ (هاشم حسن) ..

شكراً لـ (علي الاديب) على احتفاظه بـ (هاشم حسن) ..

في بلدٍ تحكمه الأحزاب و المُحاصصات و التوافقات الطائفية والمذهبية وتسوده الفوضى الخلاقة في ظل الضعف الواضح للقانون وغياب الدور الرقابي والمؤسساتي الذي هيمن و سيطر عليه من يشغل المناصب العليا فراح يلعب بمقدرات الكفاءات والطاقات والقدرات الوطنية التي تقع تحت وطأة حكمه في وزارةٍ أو دائرةٍ أو أي مؤسسة حكومية لأنها لا تنسجم مع توجهاته وأفكاره الحزبية الضيقة .

على الرغم من أني لم اكتب بقلمي لحد الآن إلا عن من تأثرت بهم وأوقفوني عند نقطة ما وهم (هادي الربيعي الذي مات مصارعاً السرطان و ناظم السعود الذي جعله الإبداع منسياً من قبل الجميع وهاشم حسن الذي أثارتني وطنيته وشجاعة قلمه) , لذا وقبل عام تقريبا كتبت مقال عنوانه (كاتيوشات هاشم حسن لا تخشى أحداً) نُشر في صحف (المؤتمر , النهار , الحقيقة ,العراق اليوم , الشرق , الزمان ) . عن الدكتور ( هاشم حسن ) عميد كلية الإعلام بجامعة بغداد الشخصية الوطنية التي يعرف الجميع من السياسيين والأكاديميين والمثقفين و الجمهور بصورة عامة جرأتها على قول الحق الذي لا يخشى به لومة لائم أبداً مهما كان ثمنه . فكان كشفه للفساد و ما يطلبُ المُتنفذون أن يقوم به خارج السياقات القانونية مستمر بقلمه الصارخ الذي لا ينضب حبره في أعمدته اليومية المقروءةِ والمتابعة وهو يدافع عن حقوق الشعب التي صادرتها الأحزاب المتصارعة و أصبحت امتيازاتٍ باطلة لها .

هاشم حسن كان و ما زال يلوح في كل مقالٍ يكتبه بالا قيمة لمنصبه وموقعه الإداري مقابل قوله الحق وكشفه الفساد المستشري .فهاجمَ الجميع مُنتقداً سياساتهم الحزبية (المصلحية ) البعيدة عن الوطن والمواطن التي أوصلت البلاد لما عليه من خراب ودمار.

هاشم حسن أيضا لم يتملق ولم يتلون ولم يتغير موقفه يوما فهو نفسه هاشم حسن الذي عندما يقابل رئيس الوزراء أو أي وزيرٍ أو سياسي يضع النقاط على حروفها منتقداً بشدة لا مادحاً و لا متقرباً من أجل حفنة مال أو منصبٍ أعلى لتتحول بذلكَ (الصحافة إلى سخافة) كما يفعل غيره الكثير. لذا كنت أتوقع في خاتمة مقالي السابق (كاتيوشات هاشم حسن لا تخشى أحداً) وسط تحول جميع الوزارات والمؤسسات إلى امتيازات وحصص للأحزاب أن لا يستمر هذا الرجل في منصبه وعمله طويلاً مع وجود الأغلبية من المتزلفين والمتقربين للمسؤولين في يومنا هذا وهم يصورنه معارضا للتوجهات والأهداف الحزبية المنشودة . لكن اليوم وبعد نهاية أدارة الأستاذ (علي الاديب) لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي واستحداثه للعديد من الجامعات والكليات والأقسام الجديدة واحتفاظه بـ ( هاشم حسن ) القلم الوطني الحق في منصبه ومكانه الإداري عميداً لكلية الإعلام وسط أقول وتقارير الحاقدين والحاسدين له مشوهين صورته الوطنية الناصعة , أثني شاكراً على جهود الأديب خلال الأربع سنوات الماضية الذي أثبت لي وللكثيرين وطنيته وعمله من أجل بلده العراق متمنياً أن يستمر بمنصبه خلال الحكومة المقبلة وزيراً للتعليم العالي ليستحدث أكاديميةً خاصة بـ ألإعلام يكون الدكتور هاشم حسن رئيساً لها ليُخَرجَ من تحتها أجيالاً وطنيين مدافعين عن حقوق شعبهم ضدَ الطائفيين والعنصريين و المذهبيين ولتأخذ الصحافة والإعلام دورها الحقيقي كـ سلطة رابعة لا أن تتحول إلى سخافة تابعة على حد وصف د. هاشم حسن لها ..