23 ديسمبر، 2024 9:08 ص

شكراً سيادة الرئيس هذا هو العراق

شكراً سيادة الرئيس هذا هو العراق

ليست كلمة عادية او بروتوكولية تلك التي القاها السيد رئيس الجمهورية في مؤتمر مكة ، كانت كلمة حددت (خارطة طريق) السلام والعرب يعشقون (خارطة الطريق) منذ رددتها (كوندوليزا رايس )او (السيدة كوندي)حتى هذه اللحظة لكن ان تنطلق هذه الخارطة من العراق في هذا الظرف العصيب فهذا مالايتوقعه قادة العرب وهم يجتمعون في مكة للتوقيع على بيان اُعِدَّ مُسْبَقاً ولايُتَوقَع ان يعترض عليه أحد خاصة اذا كان هذا المعترض هو العراق لانه بلد ضعيف حالياً ويمر بانتكاسة سياسية ادت الى تشرذمه اجتماعياً ووقوعه هدفاً لحرب داخلية استنزفت ابنائه وهددت امنه واستقراره والاغرب ان الاعتراض العراقي كان على بيانٍ صاغته المملكة العربية السعودية التي يعتقد حاكمها ان نواياه لايمكن الاعتراض عليها او ان يـتأخر تنفيذها ففي عقيدته انه كان معنياً بقول المتنبي :

اذا كان ماتنويه فعلاً مضارعاً

مضى قبل ان تُلقى عليه الجوازمُ !

بَيْدَ أن الرئيس برهم صالح كان على قدر المسؤولية وكان حقاً الرئيس الذي يشغل موقعه بجدارة واستحقاق ومثله اهلٌ لتمثيل العراق فقد تكلم بلسان عربي فصيح دون فأفأة أو تأتأة صارخاً بوجه رجالات مكة :أنا على قيد العراق ولست على قيد أهل مكة !

وبقدر ماكان المؤتمر تعبوياً لدعم حربٍ تزمع اميريكا اطلاق شرارتها نحو الجارة المسلمة ايران ،كان الموقف العراقي مبدئياً وموضوعياً وعقلانياً مدركاً ان هذه الحرب لن تقع مهما طبل لها المطبلون لان رصاصة واحدة تكفي لاحراق المنطقة باسرها وعلى هذا الاساس انطلق الدكتور برهم صالح رئيس جمهورية العراق في موقفه الرافض لهذه الحرب العدوانية والرافض ايضاً لاي موقف يجعل من العراق سلعة رخيصة تبيع المواقف وفقاً لانتماءات اثنية وطائفية سحقها جميعاً بموقفه الشجاع واثبت انه رئيس للعراق وليس رئيساً لفئة دون اخرى وهو موقف يعزز الآمال بعودة الروح الى الهوية الوطنية الجامعة ، لكل ذلك اقول صدقاً: شكراً ياسيادة الرئيس فقد كنت عراقياً بامتيازوعربياً في فصاحتك بين قومٍ خانتهم السنتهم واعوجت بهم المفردات فاختاروا اردأها تاركين للمعالي نصيبها فكان العراق
شكراً سيادة الرئيس