19 ديسمبر، 2024 5:59 ص

كان هناك حاكم يتيم فٓقد ابويه في سن مبكرة وتعهد ان يرعى جميع الايتام وان يصرف لهم معاشاً شهرياً كي يعوضهم عن فقد اهلهم وبنى ميتماً فخماً وسُجل فيه خمسين يتيماً وفي احد الايام  ذهب بعض هؤلاء الايتام  الى حاكم الدولة يشكون اليه من ان العاملين في قطاع رعاية الايتام  غير نزيهين وانهم يسرقون بعضاً من الاموال المخصصة للايتام 
حينئذ غضب الحاكم غضباً شديداً  وطلب  من حاجبه ان يأمر له باحضارهم جميعاً امامه وتم له ما اراد حيث اصطف في بلاط الحاكم اكثر من ٤٠٠ موظف يعملون في بيت المال وبعد التحقيق معهم تبين للحاكم انهم سراق فأمر بضرب اعناقهم جميعاً وتم له ما اراد وعم السرور في نفوس الايتام والرعية لعدل الحاكم !!!! وعدم تهاونه مع السراق !!
 وبعد مرور شهر على هذه الحادثة أتى ٤٥٠ يتيم الى قصر الحاكم يشكون اليه من نفس الحال الأول واستغرب الحاكم كيف ان عدد هؤلاء الايتام قد تضاعف الى ٤٥٠ بعد ان كانوا ٥٠ وفكر  في ان موظفي القصر يخدعونه وان هؤلاء هم اولاد موظفي القصر  وجلبوهم  بقصد الحصول على منحة من الملك العادل فقرر الملك العادل ان يقتص من جميع موظفي القصر فأمر بضرب جميع اعناق موظفي القصر وتم له ما اراد
وبعد مرور اكثر من شهر سمع الحاكم صوت جلبة وضوضاء ففتح نافذه القصر ليرى اكثر من الف بين صبي وصبية وطفل وطفلة وشابة وشاب قد تجمعوا امام باب القصر وهم يهتفون اين حقوق الايتام  اين معاشنا الشهري اين ..؟ اين ..؟ ايها الحاكم العادل !!
وحينئذ قرر الحاكم ان ينزل بنفسه ليحل هذه المشكلة وسأل حاجب القصر عن سبب زيادة عدد الايتام في مملكته ووصولهم الى هذا العدد الكبير اجابه الحاجب جلالة الملك انهم ابناء مسؤولي الرعاية الاجتماعية ال٤٠٠ الذين امرت بقطع رؤوسهم وابناء عمال القصر ال ٦٠٠ الذين امرت بقطع رؤوسهم من اجل ال ٥٠ يتيماً  خاصتك !!!!!!!!!!

هذه هي ضريبة التهور والمبالغة في تحصيل الحقوق هذه هي ضريبة الثأر الهمجي غير المدروس غير المحسوب و هو مثال ينطبق على الرعونة الاميركية في محاربة الارهاب والتطرف  فمن اجل   الثأر ل٢٠٠٠ ضحية في احداث ايلول سبتمبر  خسرت امريكا ١٠٠٠٠ جندي بين قتيل وجريح   وترليونات الدولارات .. وازمة اقتصادية واستياء عارم في الرأي العام العالمي والاف الضحايا المدنيين في العراق وافغانستان وفتن مذهبية ما كانت لترى النور لولا الطيش الاميركي وبربرية رعاة البقر …
والاسوء من ذلك  حصل عندما تشظى  الارهاب فبعد ان كانوا بضع مئات يعيشون في كهوف افغانستان صاروا ملايين يجوبون شوارع كل العواصم العربية الاسلامية  كانت قاعدة واحدة وابن لادن واحد وطالبان واحدة وملا عمر واحد اما الان فالاف ابن لادن ومئات الفصائل والتنظيمات المتطرفة وملايين المتعاطفين معهم وعشرات رجال الاعمال الذين يمولوهم ..
فشكرا امريكا من فوهات بنادق مصوبة الى رأس مدني متهم بالكفر في دولة الاسلام في العراق والشام
وشكراً امريكا من حجارة في طريقها الى رأس شابة متهمة بالزنا طبق عليها حد الرجم في ولاية الرقة في سوريا
وشكراً امريكا من العاب طفلةً تركتها لتتزوج  وهي في سن التاسعة احياءاً لشريعة ذكرنا بها وزير عدل العراق
وشكراً امريكا من شمعة اضائها يتيم  يحتفل بميلاد والدته فوق شاهد قبرها
وشكرا امريكا من كفوف وداع والد لأبنه قضى ذبحاً بسكاكين حرية التعبير
وشكراً امريكا من عامل بالأجرة يلعن حظر التجوال
وشكراً امريكا من كل سيارة فخخت وكل عبوة زرعت وكل قنبلة فجرت  وكل روح حصدت في سبيل الله
وشكراً امريكا من عاشقة لن تتزوج معشوقها  لانه لا يصلي بنفس الطريقة التي يصلي بها اهلها  
وشكراً امريكا من تجار الكراسي المتحركة والعكاز والملابس السوداء وحفاري القبور لانكِ جعلتِ تجارتهم رائجة
وشكرا امريكا من كل المسؤولين والنواب و كل السراق والنُهاب 

وشكراً لكم  على شكركم أمريكا

[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات