18 ديسمبر، 2024 10:13 م

لولا بكاؤنا على مصيبة الإمام الحسين(ع) في محرّم و صفر كل عام لانفجرنا من الألم ..
نحن العراقيين ؛ داخلنا يغلي و ظاهرنا شبم !!..
دعونا نلطم .. دعونا نجلد ظهورنا بالسلاسل و نطبّر رؤوسنا بالسيوف ..
دعوا عيوننا تذرف و مفارقنا تنزف و جلودنا تتجرح..
دعونا نعاقب ذواتنا التي لوّنت أصابعها البيضاء بالحبر البنفسجي ليزيد و صدّام و هولاكو..
دعونا نلعن اليوم الذي ولدنا فيه على عراق متناحر..
العالم كله يتحرّى وطناً يتوحد فيه الشعب..
أما نحن فلا هَمَّ لنا إلّا مَلءُ جيوبنا و مَلءُ بطوننا..
نسكتُ و نهدأ عندما نجلس على كراسي المناصب
ونصول و نجول و نهوش عندما لا تكون لنا..
اللافتات التي تزدحم بها الجدران و الشوارع و أعمدة الكهرباء لم تنتشر هكذا لولا الإمتيازات..
لا واحدَ فينا يفكّر بالوطن ..
لا واحدَ فينا يفكّر بالشعب ..
الوطن وسيلة و الشعب وسيلة توصلان المرشَّحَ إلى قبة البرلمان و إلى الوزارات ..
الوزارات التي تعفّنت و تكدّرت و تمرّضت و تفسّخت بالفاسدين ..
الفاسدون الذين يتكررون لا يحققون وطناً حراً و شعباً سعيداً أو عدالةً إجتماعية..
هذا اليتيم المسكين الذي مات أبوه .. تاركاً له ذهباً أسودا على أرض السواد ، لم يمرّْ عليه سيدنا الخضر(ع) كي يغلق آباره .. مازال صغيرا ..
لم يثقب سفينته ، لم يذبح نوّابه الطالحين ، كي يولد الصالحون ..
لهذا قال العراق للعراقيين : ألم أقل لكم أنكم لم تستطيعوا معيَ صبرا !؟..
فآتوا غداءنا .. لقد لقينا من أمرنا هذا نصَبَا !!!..