23 ديسمبر، 2024 9:16 ص

كان( ستار إبن صجمه ) من شقاوات الحلة المعروفين، وكان يبتز التجار والمزارعين وأصحاب المحال، بل وحتى المارة الذين يصادفهم في طريقه.

في أحد الايام اعترض ستار طريق شيخ كبير وشخصية محترمة معروفة برجاحة العقل وإحسانها الى كثير من أهالي المدينة، وصار يصرغ بوجهه ويدعي أنه يطلبه مبلغ من المال مضى على موعده إسبوع وأنه يتملص من تسديد دينه!

لم يصدق المارة وأصحاب المحلات ادعاءه، لكن الشيخ رد عليه بكل هدوء: كم هو المبلغ الذي تطلبني ؟ فأجابه الشقاوة : بأنه يطلب نصف دينار وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت، فما كان من الشيخ إلا أن مد يده في جيبه وأخرج منها نصف دينار ليعطيها له.

لما سأل الناس الشيخ لاحقا عن السبب الذي جعله يعطي هذا المبلغ الكبير، أجابهم بأن هذا الشقي تم دفعه لتشويه صورتي وإهانتي والشجار معي، ولكني إشتريت كرامتي بنصف دينار وسيقع هو في شر أعماله.

لم تمض أكثر من ساعة، حتى إعترض إبن صجمه طريق أحد صيادي الأسماك، الذي جاء الى السوق ليبيع أسماكه، طالبا منه أن يدفع ” خاوه ” لقاء الموافقة على بيعه السمك في السوق، وبعد شد وجذب وصياح، ضربه الصياد “بالكنارة ” وهي أداة صيد عبارة عن كلاب حديدي، فقتله تاركا جثته ملقاة في الشارع.

بعض الإعلاميين والكتاب يحاول أن يتقمص دور ( إبن صجمه ) ويكون شقيا في طرحه وإنتقاداته، مجندا قلمه ولسانه للدفاع عن اجندات سياسية وحزبية فاشلة وفاسدة، محاولا بكل جهده ومستعينا بدعم إعلامي كبير من أجل أن يخلط الصالح بالطالح، ليضيع فساد المفسدين وتندثر جهود الخيرين.

كثيرا ما رأينا هذا الاعلامي وهو يحاول أن يعمل بمبدأ “خالف تعرف ” وهو يجبن هذا ويخون ذاك، وينتقص من هذا ويرفع ذلك دون أن يمس المقدس الذي وضعه لنفسه، ناسيا أو متانسيا أن ما يدعيه قد ظهر زيفه وبانت حقيقته، وأن ما يردده وصل الى حد التخريف.

المضحك أنه في غمرة التجاذبات السياسية لتشكيل حكومة جديدة، تعالج الوضع العراقي المتدهور إقتصاديا وصحيا، عاد ليخرج علينا هذا ” الشقي ” بخزعبلات لا تغني ولا تسمن من جوع أو عطش، مدعيا أن من نصب السيد عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء هو السيد محمد رضا السيستاني، وعندما يطالب بدليل على صدق إدعائه يقسم بألله العظيم !

وبنفس الطريقة التي تعود عليها هذا ” الشقي ” فإنه كان دائما يترصد عمار الحكيم، ويراقب خطواته بل إنه يحسب عليه أنفاسه، ربما لأن الحكيم الشخص الوحيد الذي بكى على إبنه!

عندما كان الحكيم رئيسا للمجلس الاعلى الاسلامي كان مرما لسهامه، وحين أسس تيارا جديدا كان أول المهاجمين، وحين يذهب الى الكويت يصبح عميلا أمريكيا أما حين يسافر لإيران فأنه يمسي ذيلا إيرانيا، حين يعارض الحكومة يهاجمه وحين يشارك فيها يهاجمه، بل يقينا لومات عمار الحكيم الان سينتقده لهذا الامر!

بعد كل التهريج والافتراءات والتزييف التي مارسها هذا الكاتب، لم يلتفت له أحد من الذين هاجمهم، وظل يصرخ ليسمع صدى صوته فقط، فالقوافل كلها مرت دون أن تتأثر بذلك الصوت الصادر منه وهو واقف أعلى التلة.