23 ديسمبر، 2024 6:04 ص

شــيعة العــراق … وتهديدات مسـعود بـارزانــــي

شــيعة العــراق … وتهديدات مسـعود بـارزانــــي

لم يوجه مسعود بارزاني في تصريحاته الأخيرة تهديدا للسيد نوري المالكي ، بقدر ما جاءت تحذيرا لحيلفيه عمار الحكيم ومقتدى الصدر خشية أن يخالفا شروط الأتفاق و يقبلا بنتائج الإنتخابات ويشاركا في البرلمان والحكومة القادمة اذا ما أسندت رئاسة الوزارة الى السيد المالكي..! هل يعلما السيدان المجاهدان بفعلتهما هذه أنهما يضعان مستقبل شيعة العراق رهينة بيد مسعود؟ وهل يعلما أن هذا التصرف يثير حفيظة شيعة العراق لشعورهم بالإذلال؟ وهل يعلم مسعود بارزاني أن الأغلبية من شيعة العراق لايرغبون ببقاء إقليم كردستان ضمن الدولة العراقية؟
على صناع القرار الشيعي في الدولة العراقية أن يدفعوا بارزاني الى إتخاذ قرارالإنفصالو تحقيق حلم الشعب الكردي بإقامة دولته القومية وبأسرع وقت وفي هذه الفترة بالذات..! لأن هذا القرار يصب في صالح شيعة العراق يحقق لهم مكاسب كبيرة جدا ويخفف من الأعباء التي تنوء بها عواتقهم…!
 قرارانفصال الكرد سيوفر لنا نحن الشيعة 17% من ثرواتنا المسلوبة التي استحوذ عليها مسعود دون سند قانوني أو شرعي وهذه الأموال هي من نفط البصرة ونحن أولى بها من غيرنا..وإن إنفصال الكرد سيوفر لنا مناصبسيادية في الدولة العراقية مثل رئاسة الجمهورية والوزارات ونائب رئيس الوزراء و وظائف مهمة في القوات المسلحة والمؤسسة والأمنية وفي البعثات الدبلوماسية ، وفي مجلس النواب ، وفي السلطة القضائية وغيرها.. وهذه المناصب نحن أولى بها من الكرد لأننا قدمنا تضحيات جسيمة ودفعنا دماء غزيرة ولازلنا نقاتل من أجل بناء الدولة ومحاربة الإرهاب ، في حين أن مسعود البارزاني ضمن أمن الأقليم بإتفاقات سرية مع الدول الراعية للإرهاب وتحول الإقليم الى مأوى للعناصر الخارجة على القانون وقيادات حزب البعثالفاشي ، ولم يبرح مسعودواقفا على التل يتفرج علينا ويشهد بأم عينيه عمليات القتل والتفجيرات في بغداد والقتال الضاري في الفلوجة والإنبار ولايحرك ساكنا وكأن الأمر لايعنيه إطلاقا ، وكأننا ليس حلفائه كما يدعي ،ولاننسى أن نذكر أن فقدان الكرد هذه المناصب والوظائف في الدولة العراقية سيزيد من حدة الصراع بينهم في الإقليم بسبب التنافس على المناصب هناك وينشب إقتتال كردي – كردي طمعا في تقاسم الثروات ومناطق النفوذ ، ويتحول الإقليم الى منطقة ملتهبة لا تعرف الإستقرار والهدوء إلا بعد تحويلها الى أنقاض.  
أنفصال الكرد سيثير حفيظة الدول المجاورة خصوصا تركيا وبالتنسيق مع إيران على إشعال نار الإضطرابات في الأقليم بهدف إشعار الأكراد في إيران وتركيا إن الإنفصال عن الدولة لايجنون منه سوى الحروب والخراب وعدم الإستقرار والفناء وعليهم أن لايفكروا به إطلاقا وتفضيل العيش في كنف الدولة الكبيرة التي تصون لهم أدنى حقوقهم ، أي أن انفصال كرد العراق يقدم مثالا سيئا وتجربة فاشلة للكرد الذين يعيشون في الدول المجاورة وبهذا سوف يتخلون عن مطامعهم في إقامة دولتهم الكردية الكبرى.وهنا سيجد الكرد أنفسهم مضطرين للتحالف مجددا مع شيعة العراق ولكن بشروطنا هذه المرة.
إنفصال الكرد سيضعهم بالمواجهة الحقيقية مع العرب السنة المتطرفين الذين يكنون كل العداء والكراهية للكرد ، لأن الشيعة ليس أعداء للكرد إطلاقا وإنما عدوهم الأول والذيلهم معه على تماس وخصومات مستمرة وخلافات على الحدود والمناطق المتنازع عليها إنما هم العرب السنة ، فلماذا ندخل نحن الشيعة في هذا الصراع ونتحمل أعباء القتال لوحدنا من أجل غيرنا فليتحمل الكرد جانب من هذه الحرب وليأخذوا حقهم اذا كان لهم حق في أرض نينوى وكركوك ، أما نحن شيعة العراق فلا حاجة لنا أن نتدخل بهذا الصراع الدامي ونقاتل نيابة عن الكرد. كذلك إنشغال العرب السنة بالمواجهة مع الكرد سيضعف الطرفان عن الأستمرار بمشاغبة شيعة العراق.
سيعيش الكرد في إقليمهم كدولة حبيسة بين جبال وعرة ليس لها منافذ على العالم ، وإذا ما فكروا بالتواصل مع العالم وإقامة علاقات أو تصدير النفط فستكون التكاليف باهضة ويدفعون كل ثرواتهم وفوقها ديون للبنوك العالمية ولا تكفي لتحقيق ذلك..! وسيمنعهم من تنفيذ تهديداتهم لشيعة العراق كقطع المياه ومساندة الإرهاب وغيرها.
تهديدات مسعود جوفاء لا تعني شيئا لا للمالكي ولا لكل شيعي في الوسط والجنوب لأننا ندرك ونعي وبدقة ومنذ البدايةبإننا لن نربح شيئا من تحالفنا مع الكرد لكننا وقفنا معهم من جانب شرعي وأخلاقي وشعرنا بمظلوميتهم وكان من الواجب علينا نصرتهم لأنهم شعب مظلوم مثلنا ولهذا تعاملنا بحسن نية معهم كحلفاء ، وللأسف لم نستفد شيئامن هذا التحالف وهذه الشراكة سوى مزيدا من الخسائر الإقتصادية ومزيدا من الضحايا والدماء البريئة.نقول أخيرا إن زمن الأبتزاز قد ولى دون عودة وعلى قيادات شيعة العراق جميعا دون استثناء أذا ما أردوا منا أن نحترمهم كقادة في هذه المرحلة أن لا يخضعوا لكل هذه التهديدات والإبتزازات من مسعود بارزاني ، لأن الرجل يعيش حالة هستيرية وانهيارا شديدا بسبب هول الصدمة التي تلقاها من فوز المالكي بالأغلبية والرسائل التي استلمها من الأدارة الأمريكية و إيران بقبولهم بنتائج الإنتخابات ولا إعتراض على الولاية الثالثة للمالكي ، كما أنه لاشك يعاني من مشاكل داخلية في الإقليم والقلق من الأنشقاقات المتوقعة في حزبه وتمرد البيشمركة عليه..!

[email protected]