23 نوفمبر، 2024 5:14 ص
Search
Close this search box.

شـعـبـك يـاعـراق … لـن يـنـتـكـس

شـعـبـك يـاعـراق … لـن يـنـتـكـس

الاستياء من الاداء الحكومي ليس مزاجآ ولا تقلبا عاطفي كما انه ليس وليد لحظة . الايام كفيلة بتحديد وتقييم هذا الاداء سلبيا كان ام ايجابي وايقنت الجماهير من جميع اطياف الشعب العراقي وقومياته ومن خلال التراكمات السلبية التي امتازت بها حكومات العراق المتعاقبة على السلطة بعد احداث 2003 ومنذ بدء المرحلة الانتقالية عند التقافز على المناصب في مجلس الحكم سئ الصيط وما اعقبته من حكومات بائسة متتالية الواحدة منها اسوء من سابقتها .
ولو فتشنا عزيزي القارئ الكريم عن اسباب الخلل الذي ادى الى ضعف الدولة وفقدان جميع مقوماتها على الاطلاق لوجدنا انه هناك اسباب عديدة متداخلة الا انه اهمها وعلى سبيل الذكر لا الحصر هي مالعبته الزمر المتهافتة على السلطة في خلق وتمرير عملية تسييس قذرة لأنتماءات اجتماعية عديدة منها وعلى رأس القائمة .. تسييس الدين .. تسييس العشائرية .. تسييس النشاطات التعليمية .. تسييس الفعاليات الرياضية .. وتسييس النشاطات الانسانية وعموم سلوك العلاقات الاجتماعية الادبية والعلمية .. فضلا عن التعثر في تسييس الخدمات والتخبط في تسييس المجالات الصحية كالتحكم في المهن الطبية وما الى ذلك من تسييس في امور الاعمار وايضا التحكم في الامور الهندسية .. ولن تسلم جميع الاختصاصات الاخرى .. ومنها تسييس وتزييف التأريخ .. والتلاعب بمقدرات الواقع الجغرافي .. والتغيير المزاجي الخطير في عموم المفاهيم الوطنية .. ناهيك عن تسييس الانتماءات الاقليمية تحت ظل حكومي مخلخل هش بحجة (الديمقراطية) التي أساء السياسيون فهمها وممارستها الذين لم يأتوا الينا الأ بالفوضوية حين مارسها الدخلاء على السياسة في اللهث وراء المكاسب الشخصية والفردية عبر الانجراف المقيت نحو المحاصصة الدنيئة .
المحاصصة التي لم تخدم الشعب بقدر ما خدمت مصالح ومنافع المتسلطين الطارئين ( المتوغلين والمتغولين ) على الحكم من احزاب متناحرة ترأسها شخصيات هزيلة تتقوى بمليشيات مرتزقة متحاملة فيما بينها. ولايفوتني ان اضيف لبصيرة قرائي الأعزاء :-
ان فقدان الاستقلالية ايضا لهذه الاحزاب ومايترتب عليه من خنوع لأوامر دول مابين اقليمية واجنبية كل ذلك ادى الى ذهول شعبنا العراقي العظيم امام هذه الظاهرة الغريبة عليه وغير المعتاد عليها. ذلك الشعب الواحد المتحد الموحد الذي لايعرف العمالة ولايعرف الانصياع ولن ينقاد ابدآ الا لسيادة العراق ورفع رايته عاليآ من خلال التكاتف الوطني سعيا الى نبذ التخندق الجماهيري ورفض كل شكل من اشكال الفئوية والطائفية عرقيا وخلقيا وعلى جميع المواقع جغرافيا . مما تقدم … فليس امرا صعبا ان نقتلع الخلل من جذوره ونستأصل جميع الأذرع من خلال قلع وانهاء دور المفوضية العليا للأنتخابات التي مارست ادوار مشينة ومازالت تتمادى في تلك الادوار بحق الشعب العراقي .
ان شرفاء العراق يتطلعون جادين الى تشكيل مفوضية جديدة مستقلة في العراق ونعني مستقلة بكل ماتعنيه الكلمة من معان وطنية تلبي طموح العراقيين جميعا بما يرمي الى انتماء صميمي للوطن والعيش بسلام وامان يزهو بالود والمحبة والتآلف الانساني . اجل احبتي الكرام … نحن بحاجة الى مفوضية معاصرة تسعى الى تنمية الخلق الانساني وتحقيق المواطنة والانتماء بلا فوارق بلا تمييز بلا مفاضلة ولاافضلية . يتعين علينا نحن ابناء العراق ان نكرس جهدنا لرفض قبول الاحزاب التطرفية ومنع تسجيلها لدى المفوضية ونبذ كافة الكتل التخندقية والعنصرية والأثنية وكل انواع التحزب بعيدا عن المحاصصة التي لم تجلب الا الويلات لأبناء شعبنا الأبي . فالاشكالية هنا اخوتي الاعزاء … تكمن في الانسياق لاحزاب مشوهة وغير واضحة في تحديد مفاهيم الوطنية التي يحتاجها المواطن والوطن , احزاب ضيقة محددة لفئة من الشعب غير شمولية . احزاب طرأت من منطلقات محصورة لشرائح كتلوية متنمرة على من حولها من ابناء شعبنا .
ان طموح شعبنا العظيم يتركز حول الانتماء لنضال وطني شمولي ينهض بالامة :-
نضال موحد يضم ويجمع المواطنين من جميع الشرائح بغض النظر عن تنوعها واختلافها المذهبي والعرقي ورفض لكل اشكال التناحر .
العراق بحاجة الى مفوضية مستقلة جادة في استبعاد جميع الاحزاب المتحاملة على ابناء الوطن .. اي بمعنى مفوضية لاتجيز الترخيص لأي حزب هائم يهيم بالتكتل .. منغمس بالتعنصر .. متغطرس في تعامله مع الاخرين لايعي ادنى مفهوم من الانسانية ولايدرك القيم الديمقراطية .
حان الوقت سادتي القرآء الاعزاء :- ان نمتثل الى اعتماد الافكار المتحضرة السوية لتسجيلها لدى مفوضية مستقلة جديدة وحديثة للأنتخابات تسعى لحماية العراق وشعبه دون فوارق ولاتمايز وهذا الطموح المشروع لن يتحقق الا في التاكيد على استبعاد كل اشكال الانتماء التطرفي بدءا بالاحزاب الدينية وانتهاءا بالاحزاب القومية مرورا بجميع اشكال الانتماءات المملة :-
العنصرية .. الطبقية .. الولائية .. القبلية والعشائرية .. المفاضلة الاقليمية .. وكل الاصناف والاذناب الداعية الى القدسية او ايجاد اعتبارات الهيبة في خلق رموز غير مبررة لاواقعا ولاوهما .
علينا ان ندرك ونعي جيدا ان العالم لن يستمر ولن يتقدم ولايتطور الا بعقلية متفتحة تتطلع بروح انسانية الى تقبل الاخرين بلا تذمر او انزعاج .. تقبل مبني على اسس من القناعة التامة بأحترام الجميع من اجل تحقيق التعايش السلمي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات