18 ديسمبر، 2024 11:22 م

شعيط ومعيط وسوط المعلوماتية

شعيط ومعيط وسوط المعلوماتية

في العراق تعودنا ان نخلط في قضية تصغير الأسماء بين التحبب والتحقير بالرغم من معرفتنا ان ( علاوي ) تصغير دلع وتحبب و ( عليوي) تصغير غير تحبب لكننا في التعامل مع رجال السلطة ذهبنا أبعد من ذلك بكثير جدا مع ان السلوك هو واحد اما تحبب أو تحقير ففي المدح كان نوري ( الباشا ) رغم انه في غير زمن الباشويه وناجي ( فقيه الدستور ) وفي الذم والمدح معا كان توفيق السويدي ( مختار الكريمات ) وكان صالح جبر في المدح ( ريحانها ) والتحقير ( قيطانها ) وكان عبد الكريم قاسم في المدح ( الزعيم ) وفي التحقير ( الهمشري ) لكن متى كان العراقيون يمدحون ومتى يحقرون هنا يكمن لب القضية وعلى ما اذكر في أيام الابتدائية كان معنا طالب اسمه ( ميران ) وكان هذا الميران لايشاركنا شقاوتنا وشغبنا فاطلقنا عليه اسم ( ميرندا ) وهو يعرف كما نحن انه ليس تدليعا له فأخذ يشتكينا كلما افرطنا معه في الأمر ورفع حينها المعلم سقف العقوبة فاضطررنا خوفا إلى ابتكار طريقة تجزئة الاسم ليشارك اكثر من واحد فكان الاول يقول ماء . ويقول الثاني شكر . والثالث لون والرابع نكهة هنا ينهض ميران من مكانه ويقسم انه سيشتكي على من ( يخلطها ) فيستذكر الجميع ( عصا المعلم ) ويحجمون عن الخلط حتى ينتهي الدرس ونخلطها رغم انفه لكن مايؤرقني هو كيف اهتدى صاحب قانون المعلوماتية إلى قضية ( ميران ) وبنى عليها قانونه المرعب وهو ونحن نعرف ان جميع اللاعبين على حبال السياسة خلع عليهم المتضررين والمستفيدين القابا للتحقير والتحبب وشتان بين المختار وابو خشم وشمخي وابو النستله وابو الكيزر ومعالي الوزير وابو الكاوليات ومعالي النائب والسيد وابو النسوان وتطول القائمة التي يعرفها العراقيون عن ظهر خشم والتي ستتعب واضع قانون ( المعلوماتية ) في احصائها وربما تتعب حتى المعلوماتية نفسها لكن عليه قبل أن يتعب نفسه كثيرا ان يعرف ان قانونه هذا لن يردع العراقيين عن استخدام اسماء التحقير مهما كانت قسوته وعليه أن يضع في حساباته ان صدام حسين عمل المستحيل من أجل منع العراقيين عن شتمه حتى وصل إلى إصدار حكم الإعدام بحق كل من يشتم ( الريس ) فتم إطلاق اسم ( عبود ) وخصص للشتم وان المتظاهرين الذين عبروا الجسر من الكرخ إلى ساحة الوثبة في الرصافة كانوا يهتفون : ( نوري سعيد القندره وصالح جبر قيطانها ) ولما أحاطت بهم الشرطة في الساحة ابدلوا الهتاف إلى( نوري سعيد قرنفله وصالح جبر ريحانها ) وعليه سيستمر العراقيون بوصف المسؤول الفاسد ( قندره ) حتى بوابة المعلوماتية ويبدلون نوري من قندره إلى قرنفله وبعد ذلك يحلها الف حلال .