اليوم اكتب عن ايام الزمن الجميل البسيط بكل اشكاله ذلك الزمن الذي عشناه جميعا بآلامه ومره وحلاوته وتعبه وحققنا فيه رغم ذلك ذاتنا ورسمنا اسمائنا بحروف من نور شهد لها القاصي والداني , وهنا اتحدث عن واحدة من المعجزات النسوية التي ظهرت في العراق في منتصف السبعينات ودونت اسمها في سجل الخالدين بانجازاتها الكبيرة الداخلية والخارجية فكانت بحق مثال المراة العراقية المثابرة المنتجة ,اتكلم هنا عن البطلة العراقية شعوب قحطان التي بدات مشوارها الرياضي وهي طالبة في ثانوية خولة بنت الازور في مدينة الثورة سابقا قطاع 14 هذه الفتاة السمراء النحيلة كانت في مستوى دراسي جيد لجات الى الرياضة وحققت ذاتها في مجال العاب القوى (الساحة والميدان )فتدربت بجد وتفاني وتعب لتصل الى ماوصلت اليه فكانت تاتي الى ملعب الشعب لتتدرب مع الابطال وتتعلم منهم الامور الفنية الصعبة التي كانوا يمارسونها وبرزت وفازت ببطولة العراق في الاركاض المتوسطة 400 متر و800 متر جري ولفتت الانظار باسلوبها السلس الخاص من حيث الانطلاق وسرعة الدوران لرشاقة جسمها وطولها الجيد ,وبرغم الامكانات المتواضعة جدا للاتحاد العراقي وعدم تقديمه الدعم للرياضيين انذاك والذين كانوا يعتمدون على انفسهم ماديا وحالة بطلتنا ضمن الحالة المتعبة اقتصاديا الا انها اصرت مع زميلات لها كان وضعهن افضل منها ان يكونن سفراء للعراق في ميدان الرياضة وان يرفعن اسم العراق عاليا وكان لهن ماارادن فلاانسى ان اذكر هنا البطلات ايمان صبيح وايمان نوري وكوثر نعمة وايمان عبد الامير وانتصار علي وغيرهن من البطلات المضحيات اللائي طرزن صدورهن بمداليات متنوعة لرفع اسم العراق عاليا ,ومن المعلوم ان الرياضة وابطالها عرفوا العالم بدول لم نعرفها على الخارطة ولكن بفعل الانجازات ظهرت اسم هذه الدول ,وابطالنا الغيارى كانوا خير سفراء للعراق .
البطلة شعوب قحطان تذكرني كثيرا بالبطلة الالمانية السابقة ماريتا كوخ وهي ظهرت في نفس الفترة تقريبا حيث بدات مشوارها من القرية واعترض الكثير عليها لكنها اصرت واصبحت بطلة اولمبية حملت الرقم القياسي العالمي باسمها لفترة طويلة باصرارها ,اقول اتن مثل هذه الثروة العظيمة والمعرفة الكبيرة بالرياضة علينا استغلالها والاستفادة منها وهي اليوم على اعتاب الستين من عمرها الطويل ان شاء الله تعالى وهي اي شعوب قحطان تستطيع مع زميلاتها الموقرات ان تؤسس معهد متقدم للرياضة النسوية باساليب حديثة جدا بمعاونة وزارتي الشباب والرياضة والتعليم العالي وان لاتقتصر الرياضة فقط على كلية التربية للبنات في بغداد بل باحتضان البطلات السابقات وتوفير فرص العمل لهن للابداع وتقويم الرياضة النسوية اليوم والتي وبرغم الدعم الكبير لها لاتوازي انجازاتها شيئا من انجاز البطلات السابقات واللائي كن بطلات لكل المسابقات العربية والاقليمية وحتى الاسيوية وارقامهن في مجالاتهن ارقام محترمة صعب على جيل اليوم الوصول لها .
اذكر واحدة من مشاهداتي الكثيرة للبطلة شعوب قحطان كانت تجري مباراة لكرة القدم عالية المستوى بين القوة الجوية والشرطة والجمهور يراقب المباراة وهنا خرجت البطلة شعوب وبدات بالتدريب على المضمار ولفتت انظار الجمهور الكبير ولاقت استحسانا وتصفيقا كبيرا من الجمهور الذي انشغل بها عن المباراة اعتزازا منه لبطلته التي كانت قبل ايام تحقق بطولة عربية .
تحية لكل الرياضيين الذين اتحفونا بانجازاتهم الكبيرة ورفعوا اسم العراق عاليا وتحية خاصة مليئة بالدعاء بالصحة والعافية وطول العمر لبطلتنا المحبوبة شعوب قحطان .