أين النَّخيل و أين الخير يا بلدي
من بعدما مثلَ تمر (الفاو) لم أجدِ !؟
قد كان في البصرة الفيحاء مشتجرٌ
من النَّخيل على الشَّطين بالحَشِدِ
(برحيُّ) هذا و ذا (الزَّهديُّ) مزدحماً
بين العذوق ، و كان الدِّبس كالشَّهَدِ
فأين صار !؟.. و ما ظنّي تبددهُ
قصف الحروب .. فلا عذرٌ على البددِ
لو يزرعون فسيلاتٍ لما ذهبتْ
تلك البساتينُ .. لازدادتْ على العددِ
عشرون عاماً أرى تكفي لترجعَهُ
ذاتَ النَّخيل ، و من يهواهُ فليُعِدِ !
ذي نخلة ﷲ .. من فردوس جنتهِ
حطّتْ على الأرض من رَبِّ الورى الصَّمدِ
الخير فيها و فيها الخير مكتنزٌ
في كلِّ شيءٍ بها يعطي لكلِّ يدِ
منها الحصير و منها اللِّيف .. من سَعَفٍ
نبني البيوتَ بلا طينٍ و لا عَمَدِ
البُسْرُ منها ، و ذا ينمو إلى رُطَبٍ
كي يستحيل إلى تمرٍ لأيِّ غَدِ
و تحتها الظِّلُّ .. ما أحلاهُ في حَمَأٍ
يبدِّدُ الحَرَّ بالإيناس و السَّعَدِ
يزهو بها الشَّطُّ في النَّهرين مبتهجاً
بجودها النّاس يعتاشون في رَغَدِ