23 ديسمبر، 2024 9:57 ص

نتظر وبترقب هذا اليوم تنفيذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بوقف الإعفاءات الأميركية من العقوبات لـ8 دولٍ من كبار مستوردي النفط الإيراني، فجر الجمعة، حيز التنفيذ ، حيث واعتبارا من الآن تواجه هذه الدولُ الثماني عقوبات أميركية إذا استمرت في شراء النفط الإيراني.هذا وتتجه صادرات النفط الإيراني إلى الهبوط إلى الصفر اعتبارا من فجر الجمعة.ومع دخول القرار حيز التنفيذ ستكون ثماني دول، بينها الصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا، سبق لها أن استفادت من الإعفاءات عرضة لعقوبات أميركية في حال واصلت استيراد النفط الإيراني.
أن هذا هذه العقوبات سوف تلقي بظلالها ليس على العراق فحسب بل أحدثت شرخا في العلاقة بين أجنحة السلطة في الجمهورية الأسلامية الأيرانية، فمن ناحية يؤيد روحاني وحلفاؤه إجراء مفاوضات مشروطة، في حين رفض مرشد إيران علي خامنئي وحرسه الثوري تقديم أي تنازلات. في حين تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تركيع أيران˛ من خلال صادرات النفط التي تشكل مورد الدخل الأساسي لأيران. تسببت الضغوط الأميركية على إيران بانهيار اقتصادها، إذ تراجعت صادراتها النفطية بنحو 53%، منذ ذروتها في أيار/مايو الماضي إلى 1.3 مليون يومياً.
ومع دخول القرار حيز التنفيذ ستكون ثماني دول، بينها الصين والهند وكوريا الجنوبية وتركيا، سبق لها أن استفادت من الإعفاءات عرضة لعقوبات أميركية في حال واصلت استيراد النفط الإيراني حيث تستورد الصين وحدها أكثر من 500 ألف برميل يومياً من النفط الإيراني، أما الهند فتستورد 405 آلاف برميل من النفط من إيران، وكوريا الجنوبية تستورد 285 ألف برميل. وتلك الدول لم تبد لحد هذه اللحظة أي أعتراض على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولكن السؤال الأهم ماهو موقف الحكومة العراقية الرسمي؟ فقد تناقلت وسائل الأعلام تصريحات بعض السياسين ممن يتحدثون عن فضل أيران على الحكومة العراقية في معركتها ضد تنظيم داعش˛ وكأن ليس هناك أي دور للعراقيين البواسل من جيش بتشكيلاته المختلفة أو عناصر وزارة الداخلية والحشد الشعبي أو العشائري من دور في تلك الحرب˛ بل لم يأتوا بذكر فتوى السيد السيستناني (دام الله ظله) بشيء!!. وهذا في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة بالتلويح بالعقوبات تجاه العراق في حالة عدم أنصياعه وفق مبدأ ترومان العصا الغليظة.
ذكرت مصادر أعلامية بأن الولايات المتحدة سوف تتخذ عدة قرارات كعقوبات ضد العراق في حالة أستمرار تعامله مع أيران منها على سبيل المثال لا الحصر: تمتنع عن بيع عملة الدولار للعراق أو أستبدال التالف منها وتضع يدها على أموال العراق المودعة في البنك الأتحادي الأمريكي و رفع يدها عن الدول التي مازال العراق مدين إليها وتنصل الأتحاد الأوربي أو البنك الدولي من مساعدة العراق أضافة إلى تجميد أموال المسؤولين العراقيين وغيرها من العقوبات التي لا يستطيع العراق مواجهتها.
وأني لآرى تلك العقوبات هي تطبيق لنظرية صدام الحضارات للمفكر الأمريكي صموئيل هنتنغتون فحسب ما ذكره في كتابه صدام الحضارات في معرض حديثه حول الصراع الحضاري القادم والذي سوف يكون بين الثقافة الغربية والثقافتين الأسلامية والكونفوشوسية وقد أتخذ حادثة مؤتمر ڨينا لحقوق الأنسان الذي عقد في النمسا عام1993 مثالاً لتعزيز نظريته حيث ذكر قائلاً: «..المواجهة في مؤتمر ڨينا لحقوق الأنسان بين الغرب˛ الذي يتزعمه ورن كريستوفر وزير الخارجية الأمريكي˛مديناً (النسبية الثقافية Cultural Relativism) وكتلة الدول الأسلامية والكونفوشيوسية الرافضة للعالمية الغربية أو الكونية الغربية Western Universalism»
صحيح أن ما يقدر بحدود 30% من الطاقة الكهربائية من العراق مصدرها هو أيران أضافة إلى الكثير من الأحتياجات للشعب العراقي تأتي من أيران لكن على الساسة العراقيين أن مصلحة العراق فوق مصلحة أيران وان الوفاء للعراق أقدس من الوفاء لأي جهة أخرى حتى لعائلاتهم وأبنائهم فبروتوس الأول قتل أولاده˛ وبروتوس الثاني قتل من أتخذه ولداً. لأنهما أعتقدا أن مصلحة روما تقضي بإهراق هذا الدم. وليس معنا كلامي هذا الوقوف إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية ضد أيران.
فإيران دولة أسلامية جارة تربطها بنا علاقات التاريخ والدين وحسن الجوا˛ر ولكننا لا نستطيع تحمل طيش ترامب وماذا سوف يتخمض عنه من أيذاء للعراق على كافة المستويات. وعليه يجب مسك شعرة معاوية أو العصا من المنتصف وليس كما يتكلم بعض الساسة بأسم العراق بأنه سوف يحارب الولايات المتحدة!!˛ وأن كان هو صادق فيما يقول فليذهب ويفجر نفسه بأحدى حاملات الطائرات الأمريكية التي تبحر في الخليج العربي!!.