19 ديسمبر، 2024 1:09 ص

شعراء من شارع المتنبي…

شعراء من شارع المتنبي…

عندما تشعربضيق ثقافي وحرمان من الظهورالادبي والاعلامي.. بفعل عوامل المحاباة ومحسوبية الشخصنة وأمور اخرى ..اتجه لشارع المتنبي,حيث الفضاء الثقافي الفسيح الذي فرض نفسه دون مساعدة من احد..حيث توفرت فيه أمكانيات بسيطة في المعنى المادي لكنها كبيرة في جوانبها الروحية ..فهو منح جمع غفير من الادباء المهمشين بفعل الاقصاء التي تحاول فرضه المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية..فالشخوص هنا تقرأ بحب وأحيانا بعفوية محسوبة..دون أن تلتفت أن يكون فلان أو علان قد رضى أو صفق..لمجرد الاسم..أنما هنا نبتهج ونتمتع بتلقائية عجيبة ومذهلة..واحيانا نجد في هذا الشارع خلاصة ما نريد أن نقول من هموم الانسان والوطن..مجموعة متجانسة لا تعرف البغضاء السياسية أوجعل الاختلاف الفكري عائقا في أن يبدع ويتفاعل..هكذا أنا اشعر ومعي عشرات ممن يبحثون عن الكلمة الطيبة الصادقة دون مقابل أو تحيز أو حتى تحزب..واليوم اصحبكم معي ونتجول في اروقة شارع المتنبي وقاعاته لنتعرف على بعض من بعض شعراء هذه الساحة المضيئة…
الشاعرعلاء راضي الحمداني..حس مرهف ونشاط ومثابره..يلاحق الثقافة أينما تكون محاور من الطراز الاول..وثائر..يتأمل أن يرى الثقافة بشكل عام والشعر بشكل خاص قد خرج من بودقة الاستبداد..وعم ارجاء البلاد,فهو لاينحازالا لمن يستحق أن يكون بجانبه..حتى ولو كان قربيبا منه..يرفض نظرية أنصر اخاك ظالما أو مظلوما..الانحياز يكون ايجابيا ..لكنه لايشبه سياسة دول عدم الانحياز التي ابتلعها التطرف الاقليمي والدولي..
لم أكن ﻻصفق ) في ملعب كرة القدم لم اكن لاصفق ……
 إذا سجل احد الفريقين هدفا” ،
 بل كانت دموعي تنزل بغزارة….كلما سجل فريقي .
كان اﻷصدقاء يصفقون …. ويبكون معي !
فهم يعرفون السبب تماما” ،
 وحتى مشجعي الفريق اﻵخر ….. حالما يقتربون مني ،
فأنا لم اخبركم بعد ،
 أن أصابعي العشر قد أستهلكتها ….. الحروب !
في شارع المتنبي وتحديدا في مقهى حنش…وفي أول دخولك يستقبلك بأبتسامة غير مصطنعة أديب له بصمة مهمه في أن يتجمع  حوله الادباء الحقيقين اصحاب الكلمة الحرة بلا اغراض اخرى ..انه الشاعر رجب الشيخ..ذلك الشيخ الجميل وهو يجعلك تقابله بأبتسامة اقوى وايضا بلا أنفعاليه أو تصنع..اراه ينشد للجميع بعض من روحه الخضراء..بصوت شجي والقاء متميز..وحصل بلا منازع شيخ الشياب  في جلساته ..المرأة عنده هاجسا أنسانيا يحتاج الى عناية فائقه..لأنها ملحمة دائمة العطاء لا تنتهي…فيقول في هذا الاتحاه ..:
فوق خد نرجسية
يسيل شغف المكان
مرايا..تعانق أرملة الورد
بشهيق قُبل الندى
أعشقها وفق هندسة التجلي
وفق كل احداثيات العشق
أنثر كؤوس معينها
على شفة محراب المواويل
أوزع أنفاسي على الاطراف
بين تقاسيم نهر وسطر نخيلات
وقريبا منه ذلك الشلال الهادرالشاعر جواد الشلال..الذي هو دائم البحث عن سر الجمال في النص الشعري..ينتقل بك بصوره المتعدده لعظمة القيم الجمالية عند تلك الانسانة الحبيبة..والام…ويبدو أنه أمتلك ناصية الفهم الايجابي للمعنى الجوهري للوجود الحتمي لشخص المرأة الانسانة…هو نهر يفيض بالابداع…فاصبحت نصوصه..تمتلك شلالات من عشق سرمدي يشبه سمات الحب العذري في ذلك الزمن الجميل..:أن العملية الابداعية حتى تتحقق لابد من توفر الصدق في الايحاء حتى يمكن أن يصل للمتلقي بقناعة..فجمال تصوصه تكمن في احساسه الصادق..
انزلقت .. تمحو مغفرتي
انا القابعُ…
تحت وسادةِ الخوفِ الشهي
مرتبكٌ…كعادةِ الطيور
انزعُ ريشي ..
حينٓ تحدقُ بي فتاةٌ سهوا
كيف لي وانا ..
اغرسُ اوعيتي بالطينِ الساخن
ارممُ بقايا البحر …
الساكنٓ اسفلٓ قلبي… …….. .
لخيالي …
لوحات
ارسمُها … كما اشاء
بجراةٍ غريبة
والانتقالة الاخرى لشاعر جنوبي جميل في الاسلوب..ورائع حتى في هدوئه الشخصي والشعري..ينساب منه الحرف بعقلنة وتروي لكنه مؤثر.و.دون ضجيج الشاعر عدنان الساعدي..من يقرا للساعدي عدنان يتأمل عالم اخر..يمتلك الحب والسلام والامان..وهاهو كل صباح يوم يتأبط حقيبته المليئة باسرار الشعر وخفاياها المعلنة والسرية.. يحاول أن يكون مشروع قصيدة ترسم لنا لوحة خضراء..اسمها الوجدان..فهو من يؤمن بقدسية الكلمة حتى  تمنحه كل ابداعاتها
يا مساء الكاردينيا
يا ذات العيون المدورة
الشمس توارت فرحة
تداعب خديكِ
بحمرتها
تضحك خجلاً
بيومكِ الجميل
يخطفني أجمل لقاء
يطرز في دفاتر يومياتي
بلا استئذان
مازال الوقت فتياً
أمسى شعرا
لا فواصل بين الكلمات
دواوين لأجلكِ
أهديتك إياها في المقهى الشتوي
حين كان يجمعنا الحب
وارتعاش الشفاه
 
و في موقع اخر شاعر شاب متحفز  ..براق الجنابي ذلك الشاب المفعم بحب الادب والتعلم..يمتلك ادوات الادب النص.. من حيث اللغة والاسلوب والفكرة..الرمزية لديه تتفاوت بين طروحاته الغير مباشره لواقع فرض عليه..فكان لابد أن يصرخ من اجل التغير..حمل همان الاول العراق وهو يمر بمحنة ما بعد الغزو من فوضى خلاقة..والثاني الهم الشخصي كأنسان وشاعر..لذلك فهو يجاهد أن أن يكون لنفسه شخصية تجعله متميزا في عالم الشعر..براق يهب روحه فتكون القصيدة..
في طَيّاتِ العُمر .. مُنذُ الطّين
لا تَوقيتَ فيه
سوى ( الثامنة وعشرين دقيقة ) !!!
في تَجاعيدِ دُروبِه
الحَناجرُ ما تزالُ على قيد الصَّمت
الأجسادُ .. تَفتَرِشُ جُلودَها
يَكادُ ظِلُّها لا يُرى ..!!
تَتقاسَمُ رَغيفَ الوَجعِ .. حَدَّ التُخمة
نَسيرُ .. وهباتُ السَّماءِ
كَقُضبي سِكة الحَديد !!
الأرضُ مُفَتَّحةُ الأزرار
وأذرعُها الطويلة
تَجذبُنا لِعِناقٍ حَميم
لَكن ..
وَقع خُطانا المُثقلة
السائِرة تحتَ أفياء المَوت
مازالت تَعزفُ سَمفونيةَ الخُلود …..
في شارع المتنبي ينتشر الفرح وتصدح الكلمات..وعند نصب المتنبي القريب من دجلة يتبارى الادباء بمختلف اعمارهم ليقولوا كل شي جميل..فهو ساحة المثقفون..وملاذ لمن يبحثون عن حرية الكلمة..وايضا فيه تختفي النزعات الاثنية وتبقى الثقافة سيدة الموقف..
فتعالوا سادتي الكارم هناك تشاهدون النقاء العراقي والوحدة بكل تفاصيلها..أنه شارع يحكي قصة شعب ارادوا له الموت لكن اصر أن يعيش ويمنح الحياة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات