19 ديسمبر، 2024 1:24 ص

صعدوا الى المنصة تباعا .
فرشوا قصائدهم ، وطفقوا يصرخون متوعدين جيرانههم بالهجوم الفوري على بيوتهم وتشريد ساكنيها وعدم الخروج منها ابدا .
بين صرخة واخرى كان الجمهور الحاضريصفق لهم بدون ان يعرف سبب الاحتلال .. ويقول لهم وهو سكران بحلاوة الكلمات والصور :
( اعد ) .
وحين انتهوا من صراخهم الطويل سقطت حناجرهم منهكة مبحوحة فيما بقيت البيوت على حالها ولم تسقط .

*
فلاش باك
قبلهم بسنين كثيرة وقف اسلافهم امام شيخ القبيلة ، وبالصراخ نفسه صالوا على قرية مجاورة ، فطرب عمهم لهذا ونفث دخان الارتياح من سيكارته ، وفي اليوم التالي ركب فرسه وصاح :
حيا على القتال .
وانقض على جيرانه .. والجيران في عز النوم .

*
والذي حصل في ذلك الحين :
عندما دارت المعركة على الارض وليس على المنصة ، كان الشعراء الداعون اليها اول الهاربين منها ، وحين طال امدها وصارت عيون الشيخ تلاحقهم ، اخذوا يحتجون عليها ويذمون من اشعلها ، الامر الذي اثار غضبه ، فطفق يسجن بعضهم ، ويدفن البعض الاخر احياء بسبب خيانتهم له .

*

المفروض :
ان الشاعر انسان شفاف مسالم رقيق العاطفة محب للخير يدعو الى مد الايادي البيض نحو الاخرين حتى وان كانوا اعداء له ويبحث عن حلول للمشاكل بالكلام وليس بالطلقة .
وانه :
بعيد عن اثارة غرائز العراك والحسد والبغضاء ، وبعيد عن الدعوة الى الحروب وعن الناس الاشرار الذين لايرون الحياة الا تبادل اطلاق نار فقط .
وان دعوته حتى في الزمن الحربي جدا .. يجب ان تكون من هذا النمط :
طير الحمام مجروح
ناوي علينا ايروح
يهل الوفا والجود
طير الحمام مطرود
غادر وطنا وراح
خلوا الحمام ايعود .
*
نكتب على الجدران
كل البشر اخوان
تنسى قلوب الناس
الظلم والعدوان
خلوا الحمام ايعود
*
اليس كذلك ؟

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات