اذا قلنا الشعب فعلينا ان نضع نصب اعيننا انهم الاحياء الاموات . ليس لنا الا ان نكتب لنصف اثر الهموم التي تحيطنا بالاسف و الألم على حال العراق ونحن نراه يتدهور يوم بعد يوم امام اعيننا بيد رؤوس تعبث بمصير الشعب . الشعب اولائك البسطاء الفقراء المهمومين الذين يعانون من احوال التخلف الحكومي في وطن مفلس فاقد للسيادة ، تلك السيادة المعلقة بكف الولاءات الخارجية ويحتضنهم الفساد والجهل من كل جانب ، حكومة فقدت اغلب ابناءها من اهل الخبرة في مؤسساتها وفقدت ناتجها المحلي الا من واردات النفط ، غير قادرة على توفير الخدمات المطلوبة للمجتمع في التعليم والصحة ولا وسائل العيش التي يحتاجها المواطن ، قلما تجد في العراق اليوم من ذوي الخبرة والعلم و حتى الحرفيين ونحن نعيش في الالفية الثانية من هذا العالم ،
لكن ما يبعث على الاطمئنان ان العراقيين سيخرجون و ستصطبغ اصابعهم الانتخابية بالحبر الازرق او الاسود كما في الدورات الانتخابية السابقة ، وسيعاد نفس السيناريو ، حيث كان الشعب بعد انقضاء ضبابية الانتخابات ووضوح الرؤيا يجلسون ليتفرجو على نفس الوجوه و الخزي و العار للاداء الحكومي ، ويرفعو ايديهم ليعضوا على اصابع الانتخاب التي لم تزل تقطر حبرها ندما واسفا ، فالحال نفس الحال .
الشعب هو نفس الشعب لم ولن يتعظ واحتمال انهم في الدورة القادمة لن يكون لهم اسنان ليعضوا بها على اصابعهم بسبب الضغط و السكر ، وهم معذورين ايضا فالوطن اليوم اسواره مهدمة واحواله مبهمة ويعيث فيه الفساد بالفاسدين مهيمنين على الساحة السياسية من كل جانب . اذا تحدث احد بالمواطنة والقومية والعروبة والكرامة والعز سيتهم انه بعثي ، واذا تحدث بالفكر المدني والمساواة وتكافؤ الفرص وفرض القانون سيكون علماني كافر . وإذا انفلت من هذا و ذاك شغلو عليه ماكنة الطائفية لتنفث سمومها على من يريد التغيير فاي اصلاح واي تغيير يتوقعه الشعب. لا زال الامر محكوم بنفس الاحزاب اما الشعب فقد تعود ان يعض على اصابعه ولا يتعظ.