23 ديسمبر، 2024 6:03 ص

شعب يظلم نفسه   

شعب يظلم نفسه   

الشيعة تعودوا على لوم الاخرين عن نكبتهم منذ ان تاسست الدولة العراقية …فيقولون نحن لنا اللطم ولغيرنا الحكم … بعد 2003 الحال تبدل فاصبحوا هم الحاكمون ولكن مصيبتهم في قادتهم الذي شغلتهم ملذات السلطة والجاه والمال والرفاه بعد الحرمان والمذلة والمهانة فخانوا الأمانة وتنصّلوا من مذهبهم ومبادئ أئمتهم , فاصبح  الدم الشيعي غير مقدس ليس عند داعش ولا عند صدام قبلها بل عند الشيعة انفسهم رجال دينهم وسياسيهم قوافل لجثث شبابهم الذين يتاتون الى مقبرة النجف باعداد كبيرة يوميا هو من اجل مناصب ومكاسب ساسة خونه كشفوا عن حقيقتهم بالعفو العام عن الارهابين .
لقد كنا نقول سابقا ان ساستنا خمان وعميان والاجهزة الامنية التي تحت قيادتهم غبية ؟؟ واليوم ظهر انهم ليس بهذا الوصف وحتى انهم غير متواطئين مع الارهاب بل هم مدافعون عنه …وهنا نقول على ماذا نبقى نقدم الدماء الطاهرة ؟!هل من اجل بقاء هذه الشرذمة في السلطة ام من اجل عراق مفكك بوحدته ؟! مرجعية دينية تفتي بالجهاد الكفائي وساسة تتنكر وتتنصل عن دماء الشهداء لمصالح شخصية ومكاسب فردية .
والله اليوم نقولها بملا الفم ما ظهرت داعش واستحوذت واستقوت سطوتها الا نتيجة عدم مبالاة وتخاذل وتجاهل ساستنا بالكوارث التي حلت وتحل على مكوننا بالمقابل دعم واسناد طرف سياسي لها, الم تروا ان الضرر الذي وقع على الشيعة بظل حكمهم على مدى 13 سنة اكثر من ضرر 35 سنة من حكم دكتاتوري مستبد ؟!  حتى ان مقبرة النجف قبل 2003 كانت تستقبل كمعدل اعلى 120 جثة ’ اليوم تستقبل اكثر من 200 جثة والماسي الاخرى حدث ولا حرج قتل وتهجير وفقر ومرض بل سبي للنساء واغتصاب وهذا لم يحدث لا في التاريخ القديم ولا الحديث وعلى هذا الاساس انني ارى ان الذي اخطر من جرائم داعش هم المدافع عن الدواعش وهذا ما تمثل بمشروع العفو العام عنهم والذي اقره البرلمان اليوم , نكسة في تاريخ البرلمان العراقي عندما يكرم الجاني ويستهان بالضحية تحت عنوان العفو العام … اي عفو هذا لمجرمين حكمهم القضاء واكتسب حكمهم الدرجة القطعية فمن اين اتيتم بفرية اعادة التحقيق معهم ومحاكمتهم من جديد ؟! اليس هذا طعنا بالقضاء الذين تدعون انه مستقل ونزيه ؟! ان إقرار المادة العاشرة من قانون العفو بإعادة محاكمة المحكومين هو سابقة وعار جديد يلبسه مجلس النواب للقضاء في زمن مدحت المحمود.
نحن تسال كل عراقي غيور ورجال الدين والمرجعيات الرشيدة …هل يحق لمجلس النواب ان يتنازل ويعفي المجرمين القتلة عن جرائمهم بدعوى المصالحة التي نوه عنها النائب المساري بقوله اقرار قانون العفو العام سيفتح صفحة جديدة من المصالحة الوطنية؟!ان من يوافق علي امن مقابل مصالحة وطنية كمن يوافق على مصالحة واتفاق مع اللصوص والسلابة وقاطعي الطرق , فهل يقبل احد بهذا يا د. احمد المساري ؟! وانا استغرب من طبيب وسياسي وليس في ذهنه هذا التصور.
انها مسالة في غاية الخطورة وطامة كبرى هو ان يربط الامن بالمصالحة لانه ليس هناك اساس قانوني لهذا التوجه وهو يخضع للمزاج والمصالح الشخصية , فربما يايتك فصيل مليشاوي مسلح ويفرض عليك امر واقع بقوله اعطيني نفطا حتى اشيع لك الامان وهكذا …السؤال الاخر من هم الذي قصدهم المساري بالمصالحة ؟! هل هم اطياف الشعب العراقي ومكوناته ؟! فهؤلاء متصالحون بالاساس وليس لديهم مشكلة … هل المصالحة بين الكتل السياسية ؟! ايضا هؤلاء متقاسمون بالغنائم والمكاسب والمناصب … بقي فقط الارهابيون لا احد متصالح معه وهذا هو بيت القصيد ومربط الفرس وهو ما تحقق اليوم فعلا , وسؤال الى النائب الساري هل ستنتهي التفجيرات والاحزمة الناسفة والمفخخات بعد هذا العفو ام انها ستزيد لان من سيفى عنهم يعودون للعمل الارهابي من جديد وهذا ما عشناه وشاهدناه في السنوات السابقة ؟! وعليه بعد اقرار العفو العام انا ارى فتح مفاوضات مباشرة مع داعش خير وافضل من عملية سياسية وشراكة وطنية بائسة مع شخصيات لا وجود لها الا في المنطقة الخضراء مهمتهم الدفاع عن الارهاب الداعشي ومتغاضين عن معاناة اهل السنة النازحين ومتاجرين بقضيتهم.
مكرمة جديدة وسخيه للارهابين والسراق والفاسدين ان تعاد محاكماتهم من جديد وبالتاكيد يشمل هذا العفو طارق العاشمي ورافع العيساوي واحمد العلواني وحاتم علي السليمان واشباهمم فهل ادرك من صوت لهذا المشروع هذه الفقرة ؟!وهؤلاء الساسة كان شرهم كبيرا وخيانتهم عظمى لانهم من مكن داعش في المنطقة الغربية ويتحملون الدماء التي نزفت والاموال التي استباحت والاعراض التي انتهكت .
في النهاية شعب يظلم نفسه بنفسه لان من انتخبهم استهانوا بدمه فماذا يكتب التاريخ عنهم ؟! ولا كنت اتوقع هذا منهم بعد ان كتبت مقالا في نهاية الدورة الانتخابية السابقة 2010 – 2014 تحت هذا العنوان ونشرت على الرابط التالي 
http://www.sotaliraq.com/mobile-item.php?id=158652#axzz4IFNBfd1H‪© 2016 Microsoft‬ الشروط الخصوصية وملفات تعريف الارتباط المطوِّرون العربية