23 ديسمبر، 2024 3:30 م

شعب يستحق الحياة وجيش يستحق التقدير

شعب يستحق الحياة وجيش يستحق التقدير

توالت دعوات المصريين على ضرورة  الاستفتاء في  الكثير من شؤونهم  خاصة السياسية  المثيرة للجدل  في مقدمتها  الرئيس  محمد مورسي بعد أن تم اخونة جميع مؤسسات الدولة وسلطاتها التشرعية والتنفذية والقضائية مما افقدهم الأمل  أي المصريين  في  تحقيق تطلعاتهم وأحلامهم وآمالهم التي علقت على ثورة يناير وجيّرت لصالح الإخوان المسلمين اللذين استاثروا بالسلطة  وتفردوا  بقرارات تخص حياة  المصريين عموماً  ومعيشتهم بشكل خاص، مما دفعهم للخروج كسونامي او بحر هائج بلاحدود، والذي  لايمكن لاحد مطلقاً السيطرة عليه  او الوقوف بوجهه  بسبب تصميمهم على ازاحة كل العقبات واحداث التغيير الحقيقي على أرض الواقع،  وهكذا مسيرات وزحف جماهيري  غاضب  يصعب لأي جهة مهما تمتلك من قدرات ووسائل ومستلزمات  الوقوف بوجهها، او الحد من اندفاعاتها هذا جانب وعلى الجانب الآخر، يقف الإخوان المسلمين اللذين يبالغون  بتمسكهم بالشرعية التي خرج الشعب المصريّ عن بكرة ابيه  لاستاعدتها  من الرئيس مرسي، وحتما ان  هكذا أوضاع سياسية شديدة الخطورة على حاظر ومستقبل  الشعب المصري وتأريخه.
لابد وان تقف القيادة العسكرية لتراقب  ما يجري على الساحة الوطنية و الأوضاع عن كثب  وتحسب  حساباتها  بدقة وبالملم وتنظر للأحداث والأوضاع بحكمة وبالفعل كان قياس درجات حرارة الشارع المصري وغليانه السياسي  وتصميمه  على استعادة الشرعية  من الرئيس  مرسي واضحة المعالم لدى القيادة العسكرية المصرية، وهو يستعرض الأوضاع السياسية وما تؤول له انعكاساتها على حياة الأمة المصرية برمتها ومن دون استثناء، ومن هنا جاء البيان الأول محسوباً  ومنسجماً مع الثورة الشعبية وجميع أطرافها السياسية، التي ملاءت شوارع مصر وميادينها  ومن هذه المنطلقات الوطنية صدر بيان  القيادة العسكرية مطابق لأهداف وطموحات المصريين  في استعادة  الشرعية وسحبها من مرسي، وهذا يعني سحب البساط من تحت أقدام الإخوان المسلمين ومرشدهم.
وهنا لابد ان نستحظر ونذكر بدور القيادات الدينية، التي لعبت دورها الروحي والتأريخي والوطني المشرِّف  والمتوازن في الأحداث والسيطرة على الموقف وفي مقدمتهم شيخ الأزهر، حيث اتضح فعل الدين ودوره الإجابي عندما يتوازن رجاله وهم يتعاملون مع  الأحداث بعقول متفتحة متحظرة محافظين على وحدة الوطن والشعب والسلم الاهلي.
لقد اتخذت القيادات الدنية قرارها بعد أن سدّ الإخوان  المسلمين  آذانهم عن جميع الأصوات عادّين ان أي رأي او طرح لايجاد حلول للازمة التي تفاقمت هو تدخل في شؤونهم عادّين أن الوطن أصبح ملكهم حصرياً وبلا منازع، وهذا مؤشر استبدادي لذى  جاء موقف الأزهر وحتى البابا القبطي والجيش  متوحدا مع الشعب الذي خرج لاستعادة الشرعية وكل ما حدث في مصر جاء بعد ان استفذت كل القوى   والاحزاب السياسية ما لديها من طروحات وآراء رفضها الرئيس المعزول محمد مرسي وفي مقدمة ما طرحته قوى المعارضة بخصوص الاستفتاء  والبلد يغلي وهو بأشد الحاجة لمن يضبط ويسيطر على الاحداث كي لا يكسر صمام الأمان وتفلت الاوضاع وتتفاقم احداثها بعد ان اصبحت باشد الحاجة الى حكومة قوية هذا هو الآخر مطلب شعبي عام لتشكيل وزارة قوية تتكون من جميع القوى والاحزاب السياسية ومن دون استثناء او تهميش لأحد بما فيهم الاخوان المسلمين  وهنا لا بد ان نذكر ان الدور الاساسي والمهم في جميع هذه الفعاليات الوطنية لاستعادة الشرعية  تعود للشعب وبشكل خاص الشباب الذين كانوا أقوى وأكثر حماسة وقدرة في التغير من السياسيين واصحاب القرار السياسي بعد ان ادركوا وامنوا لا فائده من المناورات وانصاف الحلول التي يطرحها الإخوان  لذى جاء التغيير التأريخي  لحقن دماء المصريين وتحقيق طموحاتهم المختلفة، ان ما قام به ابناء مصر هو تعريف الإخوان بحجمهم بعد ان اخطئوا التقييم عادين انفسهم هم القوة الشعبية الاقوى والأكثر تأثيراً، وهم اصحاب القرار في مصر وليس غيرهم وهذا ما اوقعهم في ارتكاب الاخطاء في تجاهل نداءات الاحزاب والكتل السياسية وآراء السياسيين متجاهلين أوضاعهم السياسية والاجتماعية المهزوزة  خاصة بعد ان اصبحوا أمام هذا المد الشعبي و البحر الهائج من الجماهير، وهم أي الاخوان المسلمين  شديدي الضعف والوهن خاصة، و الفوضى العارمة في تركيا وسقوط العديد من معاقل المعارضة الإخوانية السلفية التكفيرية في سوريا وكل هذه الاوضاع أثّرت على موقف الإخوان المسلمين في مصر وحتى في بقية البلدان العربية والاسلامية التي يتواجد فيها تنظيم الإخوان المسلمين.
واعتقد ان الإخوان المسلمين حملوا سر فشلهم في أول يوم تسلّموا فيه السلطة، بعد ان  جاءت قراراتهم بالجملة  وبالشكل المتسرع وغير المدروس لذى حاصرتهم المعارضة في يومهم الأول  من خلال محاصرتهم للرئيس مرسي وهو يتخبط في ادارة مسؤولياته وتصريف صلاحياته وهذا اعطا مؤشراً سلبياً كبيراً لمحيطهم العربي والاسلامي  واصابهم باحباط وهم يشعرون بان مصير الاخوان والنظام مرتبط بمصير الرئيس محمد مرسي وما حدث برهن على ذلك بجلاء وكل هذه التداعيات  كانت معروفة ومحسوبة من قبل المعاهد ومراكز الدراسات  السياسية الإستراتيجية في العالم ولدى الشعب المصري نفسه ومشخصة من قبل المراقبين لتسارع الأحداث في مصر بسبب مصادرة الاخوان المسلمين للثورة والاستيلاء عليها وهي  ليست لهم وليست من حقهم وهم يصادرونها ويستحوذون عليها وهم يتخبطون  أي الاخوان المسلمين  الوصول إلى السلطة لاحكام سيطرتهم على جميع مؤسسات الدولة وهم يعلمون  ان الجميع يصرخ بصوت عالٍ الثورة ليست لكم بل ملك الشعب المصري، وبكل اطايفه وشبابه  وبعلم الجميع  ان الثورة ليست لهم وعلى الرغم من كل ذلك لا يريد الإخوان المسلمين الاعتراف باخطائهم  ولا يريدوا ان يعرفوا حجمهم الحقيقي بسبب الغرور الذي اصابهم وقادهم للفشل  في قيادة الدولة بل اصبحوا اليوم بعد ما جرى لا يصلحون او غير صالحين لها أي لقيادة الدولة  وذلك بسبب خلافاتهم وصداماتهم مع كل الاحزاب والكتل والتجمعات السياسية والشخصيات الوطنية المصرية والتقاطع مع المؤسسة العسكرية وهذا التأريخ للاخوان ليس بجديد فهم تقاتلوا مع عبد الناصر والسادات ومبارك والذي قسم ظهرهم اليوم تصادمهم بالذات مع كل المذاهب والاحزاب السياسية في مصر وتجاوزوها الى محيطهم  العربي والاقليمي ويرجع سبب ذلك ان الاخوان المسلمين اثبتوا انهم طلاب سلطة وليسوا برجالات  دولة  لذى اردوا التسلط على الدولة ومؤسساتها واحزابها ومنظماتها الجماهيريّة  بأي شكل من الأشكال وبكل وسيلة وهم يؤشرون اخطاء الآخرين من دون النظر الى اخطائهم في وقت ان مصر تحتاج إلى الاستقرار من خلال بناء حكومة  قوية للشباب فيها حصة لهذه الاسباب وغيرها وما سنوضحة سقطت شرعية الإخوان المتمثلة بخلع الرئيس مرسي.
ومصر اليوم  بانتظار الشرعية الجديدة والانتقال للدستور المستقر من اجل الحفاظ على اقتصادها وتأريخها  ومحوريتها السياسية  وهي بأمس الحاجة للتسريع بظهور الشرعية بعد استرجعها من الرئيس محمد مرسي  لبناء حكومة قوية تنتشل مصر من أوضاعها الصعبة والخطرة  لارجاعها إلى وضعها الطبيعي اذا مصر اليوم بحاجه ماسة الى حكومة انقاذ وطني تتميز برجالات مصر وشبابها  وخبرتهم  ومهنيتهم التي من الضروري ان تتميز  بروح الشباب ليتمكنوا من الارتقاء الى طموحاتهم أي طموحات وآمال الشباب المصري وهنا أؤكد على الشباب ودورهم لتخليص مصر من أدوار الذين شاخوا وهرموا واصبحوا خارج عجلة الحداثة والتطور وهنا وفي هذه الظروف الحساسة  من الضروري بمكان ان يظهر دور الاعلام المصري ويتجلى  بوضوح  كما كان عليه ابان ثورة الخامس والعشرين من يناير واسترجاع الشرعية  وخلع الرئيس محمد مرسي وكان أي الاعلام  في مقدمة الجماهير يعمل بمهنية وبفعل وطني متميّز في بناء رأي عام بان دور السلاح ولا  رجعة له وان الدور للكلمة الوطنية  الحرة  الشريفة وهم  ينبهوا الشعب المصري ان مصر لا تتحمل بعد الآن أي انتكاسة ومن أي نوع كان  مطلقا لأسباب كبيرة وكثيرة في مقدمتها الاقتصاد المصري الذي ذبل ومال وانتكس وبان عليه الاعياء والمرض وهو يترنح تحت رحمة المعونات الخارجية  لذى يتوجب على الاعلام  المصري ان  ياخذ  دوره المعروف بمهنيته في تعبئة المصريين وبكل طاقاتهم واطيافهم ومذاهبهم واديانهم  للتمسك  بالعقلانية والحكمة لان هكذا تصرف وسلوك  تحتاجه اليوم مصر وشعبها، وكل العرب والمسلمين  ونحن نرى من يريد ان يُغرق مصر بدماء شبابها وشيوخها ونسائها واطفالها اذا على شعب مصر ومثقفيه وشبابه عدم التراجع  ومنع الفتن، كي لا يهزموا  ويتفكك وطنهم و ويتبخر تأريخهم وعلى شعب مصر الوقوف بوجه التطرف والتكفير والجهل بعد ان يشمروا عن سواعدهم ويبنوا الجسور ويمدوها   مع اشقائهم  وإخوانهم العرب والمسلمين لتبقى مصر وسادة امتنا العربية والاسلامية وكما عهدناها بعيدا عن العنصرية والطائفية والمذهبية والتكفير.