المنادون بالإصلاح في العراق ليسوا أعداء للوطن ، وليسوا أعداء للنظام الذي يعتبرونه ركيزة الاستقرار والأمان والوحدة المنشودة ، فأبناء الوطن هم الرماة المدافعون عن عزته وكرامته وديمومته ، وهم ابعد من أولئك الطارئين على نظامه وشعبه ، فالإصلاح إن حدث سيشكل لا محالة تحديا وخطرا على مصالحهم المتربصين الضيقة افكارهم و التي تمتعوا بها على حساب الوطن والمواطن ، رجال العراق المخلصون لايجاملون على حساب القضايا الوطنية .فقضية مواجهة الارهاب والتصدي له مهمة صعبة تحتاج الى وحدة الكلمة والعمل المشترك كل في مجالاته.
في بلاد الرافدين شعب يتفرد في الاصالة والصبروالصمود .لذا لايمكن ان يكون لقمة سانغة لمن يريد ابتلاعه ويحاول محو كيانه من الوجود كشعب وحضارة وهوية حوت في ظلها الكثير من المكونات الاجتماعية بشتى طيوفها القومية والدينية والاثنية على مر العصور والمواطن هو يعرف كيف يحافظ على مصالح شعبه والسهر على سلامة ارضه ومياهه وثروته ونظامه الديمقراطي الاتحادي ويدافع على صيانة الحريات العامة والخاصة وفق ما يملي عليه قيمه ودينه الحنيف وهو متكاتف من اجل بقاء هذا الصرح الرائع بشموخه والدفاع عن مصالحه وقد تجاوز نداء الاحزاب والقومية باتجاه نداء الوطن فلا بقاء او قيمة لمن غاب الوطن عن ذهنه ولا بقاء للوطن اذا لاينهض ويتصدى لحمايته ويفتخر بارضه وامته وتراثه ودين ابناءه.
إن ما يحدث من سلوك غير طبيعي وارتباطات وزيارات مشبوهة يقوم بها البعض وتصريحات باطلة ما كان لها أن تخرج من أفواه البعض حرصا منهم على أمن البلاد وسلامة العباد ، فتاريخ البعض منهم معروف ومكشوف يشير إلى درجة متدنية جدا من حيث انتمائه وولائه للوطن وغير مستعد للتضحية والعطاء إلا لقاء مصالح شخصية عابرة. والهجوم البربري الشرس الذي يواجهه العراق هي نتيجة طبيعية لان تجربته جديدة في المنطقة وهي ظاهرة فريدة تهدد الظلم والاستبداد الذي تسلط على شعوبه .
ان يتعرض جيل الساسة الناضجين ممن يحملون الصفة الوطنية الى التشويه والاقصاء والتسقيط لامر وارد لان المازق الحالي هو من السياسيين الطارئين دون خلفية نضالية سابقة واكثرهم تلطخت ايديهم بدماء ابناءه الشرفاء وكانوا عوناً للنظام البعثي السابق والتي فرضتهم الظروف الغير متوازنة التي خلقتها مرحلة التغيير بعيداً عن تحمل المسؤولية الوطنية والاخلاقية . فكان لهم الفعل السلبي على مستوى المكان والزمان ومجاملاتهم على حساب مصالح الوطن فكانوا مهادنيين طائعين مجاملين في قضايا الوطن بعيداً عن انتمائهم له وارتموا في احضان اسيادهم يستجدون مواقف داعمة رخيصة لهم من هذا الطرف الخارجي تحت سياق المظلومية المزيفة الطائفية او القومية او ذاك لحماية مصالحهم واعتاشواعلى موائد دول الاستبداد متوهمين بأنهم سيستنزفون قدرات العراق ونهب خيراته لغرض اضعافه و الحصول على مكاسب والرضوخ لارادات الدول الاقليمية المتربصة والحليفة لتدمير العراق واخضاعه للتنازلات الإقليمية ولها أبعادا اقتصادية وسياسية
الشعب العراقي الصامد يحاول أن يصلح الجبهة الداخلية وفي الوقت نفسه يعمل على تغيير الصورة النمطية التي رسمت عن العراق ويخلق مع حكومته بصمة مستقلة عن بعض حكومات المنطقة المعروفون بالعمالة ولتكريس الهيمنة الغربية و الدولية على الشرق الاوسط مما يثير تلك الدول خوفاً من السقوط والانهيار لانها تعيش على ارض رخوة.