18 ديسمبر، 2024 3:58 م

شعب نازح = وطن مستباح

شعب نازح = وطن مستباح

إستوقفتني عبارة (حب الوطن من الإيمان ) لتقودني أناملي الى كتابة هذه الاسطر عن حب الوطن والتي هي غريزة فطرية جُبل الانسان عليها دون إرادته ليكتسب منه هويته التعريفية منتسبا”اليه ويفتخر بماضيه وحاضره الذي عاش في كنفه إمتدادا”لمستقبله مرتبطا”به إرتباطا” تأريخيا”منذ ولادته ويزداد تعلقا”بالأرض التي ترعرع فيها وأمضى فيها حياته وإختزن منها ذكريات لا يمكن أن ينساها لتبقى نابضة بالحب تجاهه في كل خلية من خلايا جسمه فليس من السهل أن يفارق الأنسان وطنه رغما”عن أنفه.
لكن كانت لمدينتي الحبيبة شنكال حكاية مع القدر لاتنتهي من خلال العاصفة الصفراء التي إجتاحته من خارج الحدود لنكون بين ليلة وضحاها غرباءفي وطننا ولانمتلك فيها الاٌ أحلاما”وهواجس تعيدنا الى أيام الطفولة والصبا لنشفي غليلنا من فراق مقدر لم نحتسب له يوما” حسابا”ولا دار في مخيلة أي منا يوما”أن نتخلى عن وطننا حتى تحول في سويعات الى مدينة أشباح مقفرة لننفر منها بحثا”عن الأمان بعد أن خيٌم الحزن عليها وتوشحت بالسواد حيث إستوطن الأغراب في وطننا واستباحوا حرمته وأغتصبوا عذريته ودمروا كل شيء فيه وعاثوا في كل زقاق وشارع الفساد .
فقد آن الاوان للأغراب أن يرحلوا يوما”ويُلم شمل الأهل والأحبة من كل مكونات المجتمع الشنكالي (السنجاري) بجميع طوائفه وملله ونحله دون تمييز من كل حدب وصوب إغتربوا فيه ويتعفر وجوه المغتربين والنازحين بذرات تراب الوطن ساجدين شكرا” لله لتنبض به الحياة من جديد وتعود البسمة على شفاه الأمهات الثكالى والارامل واليتامى وتدور عجلة الإعمار كسابق عهدها.
فحب الوطن لا يمنع من بذل الغالي والنفيس والتضحية من أجله ولتكن تضحيتنا لوطننا بقدر محبتنا له فلابد من تظافر الجهود والتكاتف للعودة الى ديار الآباء والأجداد وهذا أقل مايمكن أن نعلن به حبنا لوطننا من أجل غد مشرق تنتظره أجيالنا ونحكي قصة وطن أستبيح بعد أن تشرد أهله بين أوطان العالم.
واختم كما قال الشاعر أبو تمام (كم منزل في الأرض يألفه الفتى .. وحنينه أبدا”لأول منزل ).