بين سنة نازحين وشيعة مساكين, تبدأ قصة شعبا, اراد الحياة, فحكموا عليه بالإعدام جوعا حتى الموت, في أبشع ما حملته لنا, تقلبات الزمن من صور, تصرخ لتقول, ان هنالك شعب, كان يملك كل شيء, فإبتلي بنخبة سياسية, جعلت عيد الل.. الأكبر عنده, يوم تصل مفردات البطاقة التموينية إليه كاملة, دون سرقات.
أي أزمة مالية, أي تقشف, أي سرقات, يدفع ثمنها الفقراء والمعوزين, بالنيابة عنكم, أيها السراق, من منكم تعود أكل السحت الحرام, من قوت الشعب, الذي يرفع بوجه كل منكم, شعار أبا ذر, ان إعدل, إعدل حتى ينقطع النفس, ولايفكر بنفيه الى الجحيم, بمساعدة مدحت المحمود.
منظمات محلية ودولية, وتقارير تتوالى, تشير لكم بالبنان, ان فسادكم وصل حدا لايطاق, ومرجعية دينية, تذكركم كل يوم, بما ألزمتم به أنفسكم, أمام الل.. وأمامها, ثم خالفتموه, ولا نسمع جوابا منكم إلا, انا لا أستحي, أنا أفعل ما أشاء.
الفاسدون يحمي بعضهم بعضا, بمعية هيئات النزاهة المتعاقبة, التي عودتنا على سماع سيمفونية, حازم الشعلان وأيهم السامرائي, مع قدوم كل رئيس جديد لها, حتى حفظها صغار الشعب العراقي, ومن فوق هؤلاء, المحكمة الإتحادية, صاحبت القرارات الخرافية, التي لاتنسى, فلا نستبعد, ان يخرج المتحدث بسمها يوما, ليبشرنا ببراءة عبد الفلاح السوداني, بحجة ان الشعب, هو من أجبره على جلب الشاي المسرطن, لأنه شعب كثير الكلام.
لايمكن للتأريخ ان يقف مكتوف الأيدي, أمام فضائح ثلاثة عشر عاما, حدث فيها مالم تراه عين, ولم تسمع به أذن من قبل, سوف يُحرج التأريخ, بإختيار كلمات, تصف إنحطاط, مجموعة ممن يدعون, أنهم سياسيون, حكموا شعبا, كان يحمل جرحا, لعقود من الزمن, فجعلوا من جسده, كجسد الحسين, عليه السلام, مليئ بالجراحات.
في الختام, ان القران الكريم, عندما يروي لنا قصة أصحاب السبت, يبتدأها بثلاثة أصناف من الناس, وينهيها بإثنين, فعلى من يدعون النزاهة والشرف, من جميع الكتل والأحزاب السياسية, ان يثبتوا لنا ولائهم لوطنهم وشعبهم, عندما ينتصروا لصرخات المظلومين, ويقدموا رؤوس الفساد, الى محاكمة عادلة او ان يكونوا في عداد الفاسدين, ومن صنف الشياطين تحديدا, لأن جميعهم يعلم, ان الساكت عن الحق, شيطان أخرس.