كما يعلم الجميع أن احتلال العراق جاء تحت عنوان كذبة كبرى بحجم التآمر الخارجي بأمتلاكه أسلحة الدمار الشامل ،والغاية الأساسية ليس من أجل السيطرة على الثروة النفطية فحسب بل لجعله ضعيفا مفككا تأكله إيران وذويلها وهكذا أصبح المشهد العراقي بعد 2003 بعد أن كان قويا متماسكا .
ومن اسبقيات الخونة وذيول إيران الجاثمين على صدور العراقيين خلال 16 سنة استهداف كرامة المواطن ومعيشته وسرقة ثروة بلاده ، بحيث تعجز اللغة العربية عن وصف انحدارها الأخلاقي، هذه الطبقة السياسية هي اكبر معول تهديم، ومن نتائج فسادها وظلمها عمليات الاغتيال والتهجير والنزوح والإقصاء والتهميش لكل الكفاءات العراقية والنخب المثقفة لإفراغ الساحة العراقية لذيول إيران الجهلة المتخلفين الطائفيين الذين لايعرفون سوى الاختطاف والقتل وسرقة المال العام ونشر الرذيلة ولايزال الوضع كما هو عليه الأن.
وخرج الشعب بتظاهراته منذ عام 2008 وتاجها في الثورة التشرينية التي اندلعت يوم 1/10/2019 وما زالت مستمرة وهي تنادي # نريد وطن ، بعد أن اصبح العراق ضيعة إيرانية بيد طبقة سياسية غير مهتمة أصلا بغليان الشارع المنتفض لأنهم وصلوا الى درجة الاطمئنان باستحالة نزع مخالبهم من السلطة بحجة ان المجتمع الدولي لايرغب في تغير ما يسمى العملية السياسية التي دمرت العراق وانتهكت سيادته ووحدته الوطنية ومزقت نسيجه الاجتماعي واهدرت ثرواته وتناسوا هؤلاء الخونة ان الشعب مصدر السلطات وأكيد يوم تغييرهم ليس ببعيد.
لذلك ليس من الصحيح مبدئيا الإعتماد على المجتمع الدولي سواء الأمم المتحدة أو مجلس الأمن الدولي أو خطابات وبيانات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاه تخليص العراق وشعبه من حكومة الميليشيات والنفوذ الإيراني كما يطالب البعض . بل الخلاص يتم عبر الإرادة الشعبية الثائرة وفي مراحلها المتقدمة سيقف معها المجتمع الدولي . وعلينا ان لاننسى أبدا أن حكومة الملالي في طهران صنيعة اللوبي الأمريكي فإيران وإسرائيل والولايات المتحدة يجمعهم قاسم مشترك هو العداء للعرب والإسلام وكل ما يحصل بينهم من خلافات لايتجاوز حدود الإعلام وأعلى مراحلها ضربات عسكرية محدودة (دغدغة) ليس إلا كما حصل في استهداف قاعدة عين الأسد مقابل السكوت الأمريكي.
كما أن الإرهاب الأسود المتمثل بداعش هو عبارة عن خطين الأول إيراني بأمتياز لكي يؤمن لها طريق الحرير وصولا للبحر الأبيض المتوسط في سوريا وبنفس الوقت تعزيز نفوذها عبر ميليشياتها المتعددة في العرق ولبنان واليمن ، والخط الآخر هو جهد مخابرات دول العالم من خلال (داعش بندقية للإيجار) .
السؤال المهم: إيران دولة إرهابية مارقة بأعتراف جميع دول العالم عدا روسيا والصين وتجاوزت على الاتفاقية النووية التي إبرمت وفق صيغة 5+1 وكذلك عامل تهديد مستمر لاستقرار دول المنطقة خاصة الخليج العربي ، وقامت باستهدفت 4 ناقلات للنفط في الخليج وضرب محطات ضخ نفط شركة ارامكو في السعودية وإسقطت طائرة مسيرة أمريكية وتدخلها المباشر في تشكيل الحكومات العراقية وقتلها لشباب الثورة التشرينية في العراق عبر ذيولها واستهدافها المواقع العسكرية العراقية المتواجد فيها قوات أمريكية وإسقاط الطائرة الإوكرانية التي راح ضحيتها 176 شخصا ولم تتخذ الولايات المتحدة ولا المجتمع الدولي أي إجراء يصل إلى مستوى هذه الاعتداءات وتصرفها الخارج عن القانون الدولي واعرافه… لماذا؟! ، الجواب، لأن تغيير نظام حكم الملالي في طهران سيؤدي إلى إيقاف مشروع زعزعة استقرار المنطقة وبالتالي توقف مصانع الأسلحة في أمريكا وأوروبا .. واما التحشيد العسكري الأجنبي في الخليج العربي ثمنه مدفوع من الدول الحاضنة لهذه القوات..والعقوبات الأمريكية الاقتصادية على إيران لن يوقف سلوكها العدواني لوجود الرئة العراقية .
ولذلك استحالة أن تقع مواجهة عسكرية بين أمريكا وإيران لأن ما توفره الأخيرة من خدمات تمنع حدوث ذلك ولهذا وصفت العلاقة بين أمريكا وإيران بـ( التخادمية).وإيران تضحي بالاتفاق النووي ولن تضحي بالعراق من اجل مصالحها. ولهذا السبب الطبقة السياسية الفاسدة وميليشياتها مطمئنة لدرجة الأستقرار من استمرار بقائها على رأس السلطة بدعم إيراني رغم الإنتفاضة الشعبية ضدها وسقوط آلاف الشهداء والجرحى من أجل تحقيق الدولة المدنية ، ومن يعتمد على المرجعية في التغيير فهو واهن لأنها هي من دعمت هذه الطبقة وخطاباتها الأسبوعية مجرد كلام لا يسمن ولا يغني من جوع.
ومن هنا جاء اتفاق زعماء الميليشيات الوقحة مع مقتدى الصدر في قم تنفيذا لتوجيهات إسماعيل قاأني بديل سليماني في اجهاض ثورة الشعب ضد الفساد والتبعية لتمرير المرشح الإيراني والتشبث بالسلطة لصالح طبقة سياسية لاتستحي فاقدة لأضعف خيط بالمنظومة القيمية .
اللعبة الأمريكية الإيرانية ما زالت مستمرة وفصول مسرحياتها مترابطة بذات السيناريو ، وما يخصنا نحن العراقيون هو الاعتماد على أنفسنا في إجراء التغيير المنشود بمواصلة الإنتفاضة الشعبية بوسائل مبتكرة متجددة بحسب الفعل وردّة الفعل ضد الطبقة السياسية الظالمة لدرجة الطغيان وتحرير العراق من النفوذ الإيراني البغيض.