9 أبريل، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

شعب مظلوم وظالم لنفسه

Facebook
Twitter
LinkedIn

لا اعتقد ان أحدا يمكن ان يخالفني في الرأي عندما أقول ان ما يتعرض له الشعب من مآسي لم يتعرض لها شعب العراقي وعلى مر التاريخ تلك المآسي التي يطول بنا المقام لذكرها وقد تحتاج الى مجلدات ضخمة جدا ولكن الغريب في هذا الموضوع هو ان أي شعب يمكن ان يتعرض لبعض ما تعرض له الشعب العراقي تتكون لديه عقلية يستطيع من خلالها قراءة الاحداث بصورة صحيحة وتتكون لديه نظرة ثاقبة يتم من خلالها رؤية الأمور على حقيقتها وهو الذي لم يستطع ان يصل اليه الشعب العراقي من هذه المآسي وسأضرب مثلا واحدا معاشا في الساحة وهو ما يحدث من مظاهرات في محافظات الوسط والجنوب بحجة المطالبة بالخدمات والكهرباء فعلى الرغم من ان المنطقة تغلي على صفيح ساخن وعلى الرغم مما يحدث في سوريا وعلى الرغم من وجود المتربصين الذي يتحينون الفرص ويحاولون ان يستغلوا أي فرصة يمكن ان يدخلوا من خلالها الى محافظات الوسط الجنوب التي تنعم بالأمان الى حد ما على الرغم من كل ذلك نرى خروج المئات من الناس بمظاهرات عنوانها يختلف تماما عما يحدث على الأرض فمثلا العنوان العام هو المطالبة بالكهرباء وتحسين الخدمات وهو حق مشروع للشعب ولكن الذي يثير الاستغراب ان يقوم متظاهري النجف بترديد شعارات تدعو الى اسقاط مجلس المحافظة ويقوم البعض من المتظاهرين بالتعدي على نائب رئيس المجلس الذي جاء للاستماع لهم ، وفي السماوة يتم تطويق بيت المحافظ واما في بغداد فالشعار المرفوع لا للدولة الدينية ولا للعمائم البيضاء او السوداء واما الحلة فالطامة الكبرى عندما ترى المتظاهرين يحملون صور لأعضاء مجلس النواب عن المحافظة بنفس القياس وبنفس الخط وترديد الشعارات التي يتم التجاوز فيه على النواب الذين انتخبوهم فعلى سبيل المثال ان عدد أصوات النائبة حنان الفتلاوي في الحلة اكثر من 90 الف صوت هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك مصطلح بدأ في بداية المظاهرات السورية هو المنسقيات حيث كانت منسقية حلب ومنسقية دير الزور وغيرها حيث نلاحظ الان منسقية النجف ومنسقية بابل وهنا يبرز السؤال الاتي اذا كانت المظاهرات عفوية وغير مخطط لها فكيف حدثت هذه الأمور التي تثبت التنظيم والتخطيط المسبق واذا كان عنوان المظاهرات هو المطالبة بالكهرباء والخدمات فلماذا تطرح هذه الشعارات التي لا تمت للموضوع بصلة ثم الا يلتفت أبناء المحافظات في الوسط والجنوب كيف ستصبح نفسية أبنائهم في الحشد الشعبي الذي يقاتلون خوارج العصر عندما يسمعون بما يحدث في محافظاتهم ولماذا هذا الإصرار على جعل المظاهرات مفتوحة الوقت ومفتوحة المطالب وحتى لو سلمنا جدلا بان هذه المظاهرات هي مظاهرات حق والمطاليب مشروعة وانها مظاهرات عفوية الا ينبغي الانتباه الى خطورة الوقت والموقف خصوصا ونحن نسمع ونقرأ عن المخطط الذي انتشر على صفحات

التواصل والذي يشرح كيفية نقل المعركة الى المحافظات الشيعية وكيف سيتم تغيير اسم داعش لتظهر باسم جديد مستغلا هذا الاحداث الجارية في هذه المحافظات فمن هناك ننادي كل عاقل وكل من يخاف الله ان يلتفتوا لخطورة الموقف وخطورة هذه المظاهرات والا تكون (للصبر حدود) هي الذريعة للاستمرار بهذه المظاهرات وكذلك الا يتخذ تأييد السيد مقتدى الصدر للتظاهر بصورة عامة ذريعة للاستمرار لان الرجل انما تكلم بصورة عامة وانه يؤيد المطالبة بالحقوق بالطرق السلمية والرسمية واما اذا بدأت الأمور تنحى منحى اخرا فيقينا ان للسيد موقفا اخر اتجاهها… الله اشهد اني قد بلغت اللهم اشهد اني قد بلغت اللهم اشهد اني قد بلغت.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب