23 ديسمبر، 2024 8:12 ص

شعب محاصر بالفقر والقمع

شعب محاصر بالفقر والقمع

ليس من حق نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الإنتشاء فرحا و غبطة بمناسبة توقيعه على الاتفاق النووي الذي هو في الحقيقة بمثابة صك فرض الوصاية على إيران لأکثر من خمسة عشر عاما، ذلك إن هذا النظام وعندما إضطر إضطرارا للذهاب الى المفاوضات فإن الشعب الايراني کان يعاني من الفقر و المجاعة و البطالة بأرقام مليونية مرعبة، وان الهيکلية و البنى الاجتماعية بسبب تلك الاوضاع قد ترکت آثارا وخيمة جدا من أهمها و أبرزها إزدياد الجريمة و الادمان على المواد المخدرة و التفکك الاسري و إنتشار البغاء، الى جانب إزدياد العنوسة و إنتشار ظاهرة الامهات المعيلات.

نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، الذي کان يعول على البرنامج النووي الذي کان الى جانب القمع الداخلي و تصدير الارهاب يشکل کان واحدا من الاجزاء الثلاثة لإستراتيجية المحافظة على النظام. کان هذا هزيمة للنظام برمته، وليس إنتصارا کما يسعى لتسميته و تصويره النظام، خصوصا وان الخطوط الحمر لخامنئي قد تبددت وان الشئ الوحيد الذي حصل عليه النظام بعد کل الي و اللتيا هو بعض من المجال و الفرص المناسبة التي وفرتها بعض بنود الاتفاق للممارسة الخداع و اللف و الدوران و مواصلة النشاطات السرية مرة أخرى.

الشعب الايراني و شعوب المنطقة اللذان کانا ضحيتا هذا النظام من خلال مخططاته المختلفة التي طالتهما، فالشعب الايراني عانى و يعاني من السياسات القمعية و مصادرة الحقوق الاساسية و التضييق عليه في معيشته و الاعدامات المتصاعدة بحق أبنائه، يقابله أيضا التدخلات السافرة في دول المنطقة و التي تسببت بإشعال فتنة طائفية و مواجهات و حروب کانت المنطقة في غنى کامل عنها، ومن هنا فإننا نرى إن الدعوة لتکاتف الشعب الايراني و شعوب المنطقة من خلال القوى الخيرة و الوطنية التي تمثلهما هو أفضل اسلوب لمواجهة مخططات هذا النظام و الحيلولة دون نهوضه مرة أخرى على حسابهما.

اليوم وعقب هذا الاتفاق الذي أکد المرشد الاعلى للنظام و بعد أيام قلائل من إبرامه تمسك النظام بنهجه و إصراره على قمع الشعب الايراني و التدخل في المنطقة بصورة أکبر من السابق، فإنه لامناص أمام دول المنطقة سوى مواجهة هذه التدخلات بلغة و اسلوب عملية’عاصفة الحزم’، وان قضية قطع أذرع النظام في المنطقة و التي طالما أکدت عليها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية تعتبر قضية بالغة الاهمية الى جانب قضية ملحة أخرى وهي وجوب دعم و مساندة الشعب الايراني و طموحاته من أجل تغيير النظام ودعم المقاومة المنظمة وأهدافه الديمقراطية التي تدعو للمحبة و التعايش السلام في المنطقة، وإن برنامج السيدة رجوي من أجل مستقبل إيران، أفضل ضمانة بهذا الصدد