23 ديسمبر، 2024 12:46 م

شعب لا يهزّه “كارت” شعب لا يهزّه “كارت”

شعب لا يهزّه “كارت” شعب لا يهزّه “كارت”

ضرب البصرة غلاء فاحش في اللحوم واستفحل أمره في عصر كان يعيش فيها أحد “التابعين”.. ضجّ أهل البصرة “وماجوا” ,واتّفقوا أخيرًا ذهاب رؤوسهم إلى صومعة التابعيّ, يشكونه غلاء اللحوم ,حضروا أمامه يحدّثونه أمرهم, بعدما أصغى ردّ عليهم: لا أجد ما يدعو الصلاة والدعاء لأمر تستطيعون ,فردّوا وكأنّ على رؤوسهم الطير: كيف؟.. قال: تمنّعوا عن أكل اللحوم طالما القوت بغيره وافر ..عادوا وهم عازمون الامتثال لأمر التابعيّ “المرجعيّة” وقد عزموا العزوف عن شراء اللحوم ..مضى يوم, ويوم.. فلم يجد القصّابون من يبيعونه ,فخافوا عليها البوار والتلف ,فأخذوا يجولون البيوت حاملين سلعهم على ظهورهم ينادون قبل صلاة المغرب: هلمّ أهل البصرة نبيع اللحم نصف ما كنّا نبيعكم ما قبل عسره ,فتقاطر البصريّون يشترون ,بعدها أصبحت “سُنّة” القصّابون يجولون بسلعتهم البيوت عقب كلّ صلاة فجر “في مدينة السماوة يجولون البيوت ـ قوزي يا ماش ـ لغاية الستّينيّات”, استمرّ الحال على ذي المنوال وحتّى إلى ما قبل قرن تقريبًا! حتّى أنّ بيّاعي البقالة والخضروات انتهجوا نفس النهج منذ ذلك الحين يجولون على البيوت قبل أن يستقرّ أحدهم في دكّانه ,يوميًّا.. انتشرت تلك السُنّة من ساعتها بين المسلمين “يوم كانوا أمّة واحدة” ليصل إلى “الافرنجة” الّذين ما زال التقليد سار المفعول لديهم أيّام العُطل..

لا بأس تتكوّن لجان جماهيريّة تفعّل رصيدنا الإنساني التاريخي.. فإذا لم يستطع الشعب التكاتف فليعد إلى بيته أولى ,يعوّد نفسه على التكاتف أوّلًا ثمّ يعاود التظاهر ومجابهة هؤلاء, سلميًّا..

شعب لا يهزّه “كارت”
ضرب البصرة غلاء فاحش في اللحوم واستفحل أمره في عصر كان يعيش فيها أحد “التابعين”.. ضجّ أهل البصرة “وماجوا” ,واتّفقوا أخيرًا ذهاب رؤوسهم إلى صومعة التابعيّ, يشكونه غلاء اللحوم ,حضروا أمامه يحدّثونه أمرهم, بعدما أصغى ردّ عليهم: لا أجد ما يدعو الصلاة والدعاء لأمر تستطيعون ,فردّوا وكأنّ على رؤوسهم الطير: كيف؟.. قال: تمنّعوا عن أكل اللحوم طالما القوت بغيره وافر ..عادوا وهم عازمون الامتثال لأمر التابعيّ “المرجعيّة” وقد عزموا العزوف عن شراء اللحوم ..مضى يوم, ويوم.. فلم يجد القصّابون من يبيعونه ,فخافوا عليها البوار والتلف ,فأخذوا يجولون البيوت حاملين سلعهم على ظهورهم ينادون قبل صلاة المغرب: هلمّ أهل البصرة نبيع اللحم نصف ما كنّا نبيعكم ما قبل عسره ,فتقاطر البصريّون يشترون ,بعدها أصبحت “سُنّة” القصّابون يجولون بسلعتهم البيوت عقب كلّ صلاة فجر “في مدينة السماوة يجولون البيوت ـ قوزي يا ماش ـ لغاية الستّينيّات”, استمرّ الحال على ذي المنوال وحتّى إلى ما قبل قرن تقريبًا! حتّى أنّ بيّاعي البقالة والخضروات انتهجوا نفس النهج منذ ذلك الحين يجولون على البيوت قبل أن يستقرّ أحدهم في دكّانه ,يوميًّا.. انتشرت تلك السُنّة من ساعتها بين المسلمين “يوم كانوا أمّة واحدة” ليصل إلى “الافرنجة” الّذين ما زال التقليد سار المفعول لديهم أيّام العُطل..

لا بأس تتكوّن لجان جماهيريّة تفعّل رصيدنا الإنساني التاريخي.. فإذا لم يستطع الشعب التكاتف فليعد إلى بيته أولى ,يعوّد نفسه على التكاتف أوّلًا ثمّ يعاود التظاهر ومجابهة هؤلاء, سلميًّا..