17 نوفمبر، 2024 6:25 م
Search
Close this search box.

شعب غافل ومضحوك على ذقنه !!

شعب غافل ومضحوك على ذقنه !!

انتابني شعور غريب ، مخلوط باليأس والخوف من مستقبل صورته قاتمة لا تكاد معالمها تكون واضحة ،منذ ايام بدأت طبول الطائفية تقرع الحانها الحمراء معلنة انطلاق حملتها من جديد وفي هذا التوقيت بالذات بعد ان مهد لها تجار الحروب من السياسيين والدول الاقليمية ومن كل الاتجاهات لا لشيء سوى لادامة مصالحهم واسباب بقائهم على اشلاء الابرياء السذج الذين يطبلون مع المطلبين ويرقصون وهم غافلون لايعلمون انهم حطب النار التي ستأكل كل شيء.
وفي الوقت الذي يغط الشعب في سبات طويل ارتضاه لنفسه عادت التهديدات الطائفية وبدأت المنشورات ترمى في منازل الناس ، فهذه تحمل توقيع جيش المختار وعصائب اهل الحق واخرى تحمل توقيع دولة العراق الاسلامية وتنظيم القاعدة في مناطق غربي بغداد وديالى وطوزخورماتو تهدد المساكين بترك منازلهم خلال 48 ساعة والا فمصيرهم القتل ، وروج البعض الاخر بعدم دخول مناطق وتحريمها على الشيعة واخرى بالمثل على السنة ، وكأن الدماء التي سالت بين عامي 2006 و 2008 لم تروي ظمأ مصاصي الدماء .وفي خضم كل هذا نسمع اصوات خافتة لا يكاد يسمعها حتى القريب منها تنادي باللحمة الوطنية وتعقد المؤتمرات للتآخي بين مكونات الشعب بينما الاجدر بهم ان يجهضوا المؤامرة في مهدها ، ولا نعلم هل ستجري الدماء مرة اخرى وتهجر الاسر الى ارض الله الواسعة بعد ان ضاقت بهم ارض ابائهم واجدادهم ارضاءا للنفوس المريضة التي اتخذت شعار “انا ومن بعدي الطوفان” ، والادهى والامر في كل مايجري ان الشعب يرقص ويطبل ويدور في دوامة لا يعرف انه لن يخرج منها بشيء سوى الالم والدم وفقدان الاهل والابناء بينما تجار الحروب من السياسيين الذين لطاما ضحكوا على ذقون الشعب لن تطالهم النار فهم يحركون الخيوط التي تمسك باللاعبين من اعلى حلبة الصراع بالاتجاه الذي يشاؤون .
فالى متى يبقى الشعب ساذجا يدعي انه يعلم بما يجري ومن ثم ينجر الى ما يخطط له بارادته؟،والى متى يبقى من يدعون مخافة الله يتخلون عن تحمل  المسؤولية الكاملة في ايقاف قطار الطائفية الذي بدأ بتشغيل ماكنته واطلاق صافرة انطلاقه في طريق اللاعودة ليقتلع كل من سيقف امامه ؟..وحينها لن ينفع الندم وسنخسر كل شيء .

أحدث المقالات