23 ديسمبر، 2024 8:08 ص

شعب على ارصفة الفساد شعب على ارصفة الفساد

شعب على ارصفة الفساد شعب على ارصفة الفساد

الوطن ومواطنيه ينشطرون الآن عمقاً وسعة بين رصيفي الطائفية والتعنصر, ترسخ الفساد مدعوماً بالأرهاب والأنفلات المليشياتي واستقر فتنة تحت تصرف التاريخ المحتال, اداة عقاب يحسن ايدائها المنتفعون من الضياع الراهن, بين اوردة الطائفية تنشط فيالق الدجالين والكذابين وقطاع الطرق بغية اعادة تفكيك العقل العراقي وتدجين الوعي .
العراق اصبح ـــ ربما اكثر مما كان عليه ـــ محمية لسراق من الوزن السياسي الثقيل, المضحك في الأمر, عندما يتعملقون قردة على شجرة الواقع, يوهمون انفسهم كبار يليق بهم رمي الخطبة والموعظة والتصريح بوجه الناس بغية اعادة ترتيق سمعتهم الرسمية, ثم يتركوا وشماً مخجلاً في ذاكرة الملايين .
مؤسسات الفساد التي تنشط على قمتها حكومة الوجبة السريعة, تشكل العمق الحقيقي للخراب الشامل, مرحلة في غاية التشويه اوجدت لها ما يميزها من ثقافة واخلاق وشبكة علاقات دولية اقليمية مشبوهة, تتلخص وظيفتها بأعادة تفكيك المجتمع وصياغته كسولاً لا يرغب ترقيع ثقوبه التي تكشف عن تمدد عورة الجهالة, غارق في مستنقع الغياب المشرعن والتقاليد النافقة وادمان اللامبالات .
على السياسيين والمثقفين الوطنيين ان يتراجعوا الى دواخلهم في حالة اضراب عن المشاركة في تدجين الوعي المجتمعي, شجاعة الأعتذار امام الذات والوطن, كل عليه ان يخرج عن منزلقه الطائفي الذي انحدر فيه, والأفضل ان يتراجعوا خطوات ليعيدوا النظر الى الطريق الذي ساروا عليه اثنا عشر عاماً, ليروا كم هي البشاعات التي تراكمت على ارصفته, عليهم ان يعيدوا الممكن من نسيج هويتهم الوطنية المشتركة قبل ان يحصد مشروع الخراب ثمار نهايتها, فالطائفية حريق كارثي, سيترك الدولة والمجتمع رماداً .
طائفيتنا نقطة ضعفنا وخراب حاضرنا, جميعنا ندعي رفضها وادانتها, لكننا نتغرغر بمفرداتها منتشين, حالة شحن ـــ لا شعوري احياناً ـــ يتحكم بمنطقنا وتوقيتات امزجتنا حتى اصبحت روائح الأحقاد والكراهية ابخرة لهتافاتنا واناشيدنا وراياتنا ونكهة اسمائنا والقابنا وانفسنا, نحن الآن على ابواب النفس الأخير لما كان حميداً في تقاليدنا وعراقتنا واصالة مشتركاتنا, لنخرج من مطبخ طائفيتنا, حتى لا نكون الوجه المقابل لعملة تشكل داعش وجهها الآخر .
تمزقنا داخل مطبات فوضى الواقع وانفصلنا عن افق جميل كان لنا, امسنا خذل يومنا وغدنا سيمنع مرور العراة, لا شيء يسترنا, لا خدعة الأنتماء ولا زيف الولاء, اننا جزء من ماكنة المشروع, فصلنا على مقاس حراكها, نحن شيعة لا نعرف حصراً ماذا نريد ابعد من انانيتنا, لا وظيفة لنا في الحياة غير تزوير الذات, مسكونين بشهوة السلطة والمال وجسد المرأة, كما نحن سنة تداعشنا من اجل المستحيل, خذلنا انفسنا وتوحشنا لتترك مخالبنا ندوباً على جسد الأشقاء, نحن كرد سقطنا في لعبة تعدد الحبال, نفتقر فيها المهارة فأوكلناها لمن يلعبها ويلعبنا خسارة, نحن اذن نتاج وهم طائفي, لنا ما ليس لنا وللآخر كل ما لنا, نحن وقود مرحلة حان لنا ان نصبح رمادها, نحن الهوامش لصفقات دولية اقليمية طارئة, حصتنا فيها التمزق والتشرذم والأقلمة .
بربكم قولوا لنا, انتم البقية الباقية من سياسيين ومثقفين وكتاب واعلاميين, هل اننا حقاً واقفون على اقدامنا ـــ واين ـــ ؟؟؟, ماذا تعني روائح الطائفية والتعنصر والتبعية التي تنضحها مقالاتنا وتصريحاتنا وبلاغة اقلامنا, كم هي المسافة شاسعة بيننا وبين زمن كنا فيه نفيض وطنية والعراق هويتنا, لنا مشروع مجتمعي مشترك نهتدي به ونضحي من اجله, هل هناك ثمة بقايا رصيد يبرر لنا احترام انفسنا عبر اعادة تقييم ماض كان لنا, ام اننا فقدنا ضرورتنا كمتروكات على ارصفة السراق … ؟؟؟