23 ديسمبر، 2024 4:23 م

شعب عظيم وغدر الزمان اعظم

شعب عظيم وغدر الزمان اعظم

برزت في الآونة الخيرة ثورات الربيع العربي وانتفاضات الشعوب ضد حكامها وأطاحت بأهل العروش والكروش وأصبحوا بعد العز ذلا وبعد القوة ضعفا وهذا ليس بغريب اذ الشعوب لا ترحم الطواغيت ولكن الغريب ان في هذه الثورات ان تراها بعيدة كل البعد عن العراق وهو احق الناس بها فلا مصر تعاني مثلما نعانيه ولا سوريا ولا اليمن وليبيا , كل هذ الشعوب ليس فيها ولو شيئا يسيرا مما في العراق حتى ثارت على حكامها , ولكن لماذا هذه الثورات بعيدة عن العراق رغم ما يعانيه الشعب من ظلم واضطهاد وسرقات لأمواله ونهبا لخيراته , والتاريخ يشهد ان الشعب العراقي هو مصدر اساسي في الثورات العربية والعشرينيات في القرن الماضي لتشهد بذلك وتقسم ان العراقي رمز البطولة والشجاعة وعدم الرضوخ للظلم والحيف ومحاربة الفاسدين حتى ان الصورة الذهنية التي تشكلت لدى العرب عموما عن العراقي انه من ذوي الباس ولا يرضى بالظلم ومعروف بقوته وصلابته , والى الوقت الحاضر ما زالت هذه الصورة بقايا  ولكنها تنازع الحياة لمسناها في بعض الدول , متسائلين ما الذي اصاب العراقيين ( كشعب لا حكومة ) ما الذي اسكت هذا الشعب الثائر الهادر بطبيعته دونما حيف او ظلم , كيف وهو اليوم تنتهك حرمات بيوته ليل نهار وكيف والسجون العراقية تغص بأبنائه الشرفاء من ذوي الكفاءات والخبرات دونما ذنب او جريرة , كيف يسكت العراقي وهو يرى دول الجوار وهي بقدر بغداد مساحة  تنهش بلده دون رحمة او شفقه وحكومته تتعلل بدول الجوار , كيف وهو يرى التدخل الايراني السافر الواضح كوضوح الشمس وتصول وتجول وأصبحنا كحديقة خلفية ترمى المهملات جراء تخصيب اليورانيوم , كيف وهو يرى من يسرق قوته كل يوم لتعيش كروش المنطقة الخضراء وهو يعلن ان هناك ستة ملايين عراقي يعيشون تحت خط الفقر , كيف وهو يرى الدول وقد قفزت الى مراتب في التطور والتقدم العلمي والتكنولوجي ووصلت ما وصلت اليه ونحن من علمناهم ذلك ونحن من بنى كثير من مؤسساتهم بجهود عراقية مهجرة من الداخل لتبني وتعمل في الخارج , كيف له ان يصمت وهو يرى الميليشيات بكافة انواعها وإشكالها تجوب البلد ليل نهار تسرح وتمرح وتنحر الكفاءات العراقية والأساتذة او تهددها لكي تخرج الى خارج البلد ,
ان من يتأمل ذلك ليصاب بالهستيريا كما اصيب كثير من العراقيين , ومن يرى ماذا حل بالعراقيين وما كانو عليه في الماضي سيشعر بالغثيان , فهل يا ترى غدر الزمان بالنخوة العراقية والأصالة والعراقة والتراث , وهل غدرت الاصطفافات الطائفية والمذهبية والعرقية بالشهامة العراقية لهذا الحد , وهل اغتالت يد الحزبية والانتماءات الروح الباقية في هذا الجسد البالي , لست الوحيد من يتساءل بكل العراقيين في حلوقهم غصة وأعينهم دمعه لما حل بهم دون ان يتقدموا خطوة واحدة نحن الحل الامثل ولعل الايام القادمة تحمل غيث الرحمة على هذا الشعب الذي اكلته السنون وسحقه الدمار وبات استقراره نوع من الافلام الهندية .