23 ديسمبر، 2024 1:23 م

شعب تحكمه الازمات

شعب تحكمه الازمات

ما ان تنتهي ازمة حتى تبدأ ازمة وقبل ان تنتهي تبدأ ازمة اخرى جديدة هكذا هي حياة الشعب العراقي لافرق ان تذهب شمالا اوجنوبا ، شرقا اوغرباً، تفجيرات ، اغتيالات ، تصفية حساب في الموصل ، وموت بالجملة في تلعفر ، تدمير شامل للبنى التحتية في الانبار، مئات الارامل تضاف الى قائمة النساء المعذبات ، وعشرات اليتامى يضافون على قائمة الطفولة ،فقراء وتجار الازمات ، صراع بين القوى الكبرى على ارض العراق ، لكن الذي جذب انتباهي هو تصريح نتينياهو الذي قال فيه مخاطبا قادة الولايات المتحدة “دعوهم يتقاتلون فأنهم اعدائنا جميعا ” المقتول مسلم والقاتل مسلم واليتم مسلم والمترملة مسلمة والاموال من بلاد الاسلام  ، اللاعبون الصغار جميعهم مسلمون والكبار هم الذين يأمرون والصغار ينفذون.
مثلي يحلم ببلد يعمه الامن والامان والوئام والسلام وكما غيري يحلم بالأمل نفسه ، فلا اعتقد ان شخصا سوياً لايحب هذه المفاهيم الجميلة ، فلماذ ندفع الاموال لكي نتقاتل بيننا ونشتري السلاح لندمر فيه البنى التحتية في بلدنا ، ولماذا نزرع الكراهية بين فئات ومكونات الشعب العراقي.
ازمات تلو الازمات منذ عقودا من الزمن لافرق بين حكومة واخرى فحين كنا في زمن الملوكية كانت الازمات والانتفاضات وتبديل الوزارات هي السائدة وحين جاء الزعيم لم يهدأ البلد وطيلة خمسة وثلاثون عاما من حكم البعث كنا رافعين راية الحرب تارة شرقا وتارة اخرى جنوبا وتارة ثالثة مع الاكراد ومع الشعب في الجنوب تارة رابعة ، واليوم  في زمن الديمقراطية لم نكن بأحسن حالا من سابقيه.
والعراق اليوم على اعتاب مرحلة حرجة جدا من حياته قد تنتهي الى ازالته من الخارطة الجغرافية وولادة مسميات اخرى بدأت تُرسم معالمها في الواقع العراقي فأقليم كردستان طبق من جانبه المادة ” 140 ” ولم يعد يكترث لاصوات الاخرين ، والسنة اقتطعوا اجزاء كبيرة من البلاد وبدأوا برسم خارطة جغرافية جديدة لهم تجعلهم بمنأى عن قرارات المركز في حين يشكو ابناء الوسط والجنوب من عدم اهتمام الحكومة في بناء محافظاتهم على الرغم من تمتعهم في وضع امني مريح يتيح لحكوماتهم المحلية ببناء مدنهم.
هذه الرؤية تجعل الرسالة واضحة من ان الحكومة الشيعية بحسب وصف المتشددين لها لم تميز بين سكان منطقة واخرى بل خضعت الكل للمعايير نفسها بل احيانا نجد ان مناطق اخرى حظيت بظروف وامتيازات اكبر من مثيلاتها في الوسط والجنوب.
مدد محسوبة وقليلة تذوق فيها الشعب الراحة وماتبقى من ايامه هي حروب وقتال وفساد وتمزيق لوحدته ، لذا نحن نأمل من ساستنا في هذه الحكومة ان تهتم بالموضوعات التي تشغل اهتمام الناس وتصب في صياغة مستقبلهم بالشكل يشعرهم بإنتمائهم لهذا الوطن المصاب بالازمات.