23 ديسمبر، 2024 4:22 م

قيل له أنه مقبل على زمن الحرية والرفاه فهرول له وحدثوه عن أن البطاقة التموينية لكل مواطن ستحوي على اكثر من اربعين مادة غذائية وأكثر من أربعين دولاراً لكل فرد في الأسرة فآمن بالديمقراطية أمسك بالهاتف الصغيرالمحمول بين يديه يتصل بمن شاء أين ما شاء ومتى ما شاء مبهوراً وهو الذي كان يتعب ويحلم بالحصول على الهاتف الأرضي البسيط وإذا ما أمتلكه حدث جيرانه بالمسيرة المتعبة وبطولاته الى أثمرت عن حصوله على الخط الذي انتظره سنين طويلة عجاف !!!
ثم وقف مشدوهاً حائراً أي القمرين يختار عرب سات أم الأوربي و(نصاب) الستلايت يسأله…؟! حتى فك (الرجل الفني) حيرته ونَصب له القمرين معاً في (صحن واحد) لينتقي منه ما يشاء ! فامن بالديمقراطية أكثر من قبل وصرخ فرحان مقنعاً (اهلا بالديمقراطية!) وماذا بعد …
أستلم راتبه بالدولار الأمريكي ! واصبح عنده (مجلساً للحكم) ورجالاً مستوردين ورجالاً صناعة محلية ! ورؤساء متنوعين منهم من يرتدي أحدث الموديلات ومنهم بعمامة ومن غيرها ومنهم يرتدي العباءة العربية فيهم السني والشيعي والكردي و…و…أنواع لا حصر لها!!!.
وفي قمة أحلامه قيل له لكن هؤلاء محتلون ! وفي نقس الوقت قيل له لا أن هؤلاء محررين قيل له 9/4 يوم عيد سعيد قيل له يوم إحتلال تعيس قيل له هم عملاء بل هم قادة ؛ وفي ظل الذبح والقتل والموت وكان عليه أن يختاربينهم بملء حريته قال أهلاً بالحرية تلك هي الديمقراطية! فجأة سألوه بالحاح من أنت …؟! أجاب بعفوية أنا عراقي . لكنهم صدموه لا ينفع هذا الجواب فهو لا يناسب الديمقراطية فتسائل بحيرة كبيرة في زمن الديمقراطية ألا أكون عراقياً من أنا إذن ؟!
لابد ان تكون شيعياً أو سنياً أو كردياً أو تركمانياً أو مسيحياً أو مسلماً أو عربياً أو كردياً أو أو أو لكنه صرخ بعفوية أنا واحداً من كل أولئك ! يا ربي ماذا أختار؟ ولما سئل أباه دله على الإختيار فأختار وأوقف حيرته بالتسائل أليست الديمقراطية إختيار لكنه توقف مرة أخرى وقال لكني لم أختار الله خلقني هكذا مثلما خلقني إنسان لكن الديمقراطية أن تختار !
ثم بدأت الأكتشافات المحيرة أكتشف أن هناك أكثر من إسلام بعد أن كان (مخدوعاً) أن هناك إسلام واحد أكتشف ولم يفهم لماذا يتصارع المسلمون وإن هناك إسلام يذبح إسلام! يتصارع ويكفر بعضه بعضاً أكتشف النواصب والروافض وكم مرة أحتار أهو رافضي أم ناصبي ؟!! وفي كل مرة ينسى من هوفيسأل ويذكروه ويحاول أن لا ينسى من هو فمن المعيب في زمن الديمقراطية ان لا يعرف أنه ناصبياً أو رافضياً وتعددت الاسماء الذي يستوجب حفظها مثل الصفوين والوهابين والتكفيرين
والصداميين والمجتثين والأزلام والمحاصصة والمكون والثارات والإنتقام والذبح و… ثم أحتار بأسماء أولاده وكان عليه أن يسرع في تغيير الأسماء فلقد أصبحت جريمة لا غفران لها ثم أكتشف أن هناك (ثأر) عليه أن يحسمه له أو عليه لذا من واجبه أن يحدد هوية أي واحد يلتقيه ولا يهمه ماذا يقول وكيف يفكر ؛ وكان لزاماً في عصر المقدس أن يكون حذراً في الإنتقال فبعد أن كان يقطع العراق طولاً وعرضاً ويلقى الترحاب أينما حل و أرتحل الآن الوضع تغيير تماماً عليه أن يكون حذراً وهو ينتقل ما بين الرصافة والكرخ وما بين البصرة و زاخو ولم تعد عيون المهى تجلب الهوى للفتى على جسر الرصافة بل تجلب الموت وبموجب ذلك عليه ان ينقل سكنه وعمله حسب التقسيم الجغرافي الجديد عليه أن يغير أشياء كثيرة جداً قد لا يفهم اغلبها أحتار بها أتعبته وأخافته وأرعبته ومرضته ففكر أن يهرب خارج العراق إلا أنه أوقف في كل مطارات العالم لتنهال الأسئلة من أنت ومن أي مكون وكيان وقومية وحزب وعليه أن يوضح رايه وعليه أن يكتب تعهدات وأن يحدد قراره المستقبلي هل سيكون نازحاً أو مهاجراً أو لاجئاً أو مقيم وبعدها يخضع لتحقيق دقيق وبعدها ينظر إليه بمنتهى الشك والريبة هناك إحتمال أنك إرهابي شكل العراقي يوحي بذلك أسفين عد من حيث أتيت وترتسم الحيرة الفزعة إلى أين يا ربي ؟!
والإختيارحرية والحرية مقدسة لا تملك أن تقول لها لا! تكاثرت التساؤلات والخيارات وقيل له هذه أحزاب مقدسة وتلك لا وعليك أن تختار بين المقدس والامقدس! هم يقدمون لك الجنة …كلهم يقدمون لك الجنة فماذا تختار ؟! تختار الجنة طبعاً . ومنذ أن أختار الجنة تحولت الدنيا إلى كربلاء وقيل له هذا معسكر الحسين الشهيد وهذا ميدان الصراع الأزلي بين الحق والباطل فكن شهيداً وأطلق حريته في الإختيار بين الموت والذبح والقتل والغرق والإعدام لكن أطمئن أنك حتى حينما تموت ستموت شيعياً أو تموت سنياً كل ما عليك أن تختاره الموت …
وحينما كان يموت أو يهاجر أو يسجن او يعدم أو يختطف كان حراً تماماً في أختياره ولذلك إنتخب من يسرقه أو من يسرق نيابة عن دينه وقوميته وطائفته هو يموت والأخرين يسرقون لكنه سمع لأول مرة رقم غامض مليار دولار هرب بها فلان قدس سره كان كل من يسرق مقدساً ! وإذا ما طلب تفسيراً لأمر لا يفهمه قيل له ذلك هو المقدس فلا تكفر ! . هذا الرجل مقدس وكل ما يقوله مقدس وذلك الحزب مقدس لأن المقدس قدسه وهذا القائد مقدس لأنه أرتبط بالمقدس والمقدس لا يسال والدنيا فانية والمقدس لا يسرق المقدس يأخذ وأنت من فوضته بأن يكون حاكماً والحاكم مقدس لأن إختيارك مقدس … وعقلك قاصر وتفكيرك ملغى وكل ما نقوله صحيح لا تتعب نفسك في التفكير وسر خلفنا ونحن نقودك و(نرعاك) وتدهورت كل الحقائق والقيم أمامه لا يملك أعادة بنائها وتنظيمها (لا تحتاج أصلاً لذلك فكل الحقائق جاهزة
أمامك) وأصبح شعب الله محتاراً تائهاً يحتاج من يقول له كل ما تراه حسناً وليس سيئاً وتلك هي ظريبة المقدسات وذلك طريق الجنة المقدس أن تدافع عن المقدس وأنك إذ تقتل أو تقتل لا فرق أقتل من كان سيقتلك وأسجن من كان سيسجنك وهجر من إن لم تهجره هجرك وعليك أن تقتل قبل أن تقتل …ولكنهم إذ اُقتل لا يُقتلون ولكنهم يَسرقون !؟ فهل المقدس سارق ؟! الحكومة المقدسة سارقة ومرتشية وفاسدة وجاهلة وفاشلة! لكنها مقدسة؛ البرلمان مقدس سارق ومرتشي وفاسد وفاشل لكنه مقدس! تسائل الشعب المحتار هل كل ما هو مقدس حولنا فاسداً! السجان والمسجون القاضي والمتهم كلهم فاسدون؟! كلهم ظالمون والشعب هو الحائر والمظلوم نصفه مهجر ونصفه مهجور ونصفه جائع وكله مقهور أختار سارقه وأنتقى معذبه وقاتله إن بقي مات وإن هجر مات وإن هاجرغرق ولن تنجوا ما دمت عراقياً فهو شعب الله المحتار الذي سلط عليه كل فاسد أو محتال !!!!
 hoo.comMh.ha_r@ya