19 ديسمبر، 2024 6:26 ص

ننتقد ونتعالى ونتكبر ونلوم وننتقص ونقذف الآخر بشتى التهم واحقرها ونصل الى حد قتل المخالف … كل العراقيين فعلوا ويفعلون ذلك …
هل نحن شعب يحب بعضه بعضا لدرجة ان يحرص احدنا على اصلاح الآخر وفق ما يراه مناسبا !؟
أم هو الفضول القاتل الذي يجعلنا نتدخل في ادق تفاصيل الآخر بطريقة سخيفة تكشف المستور وتعري الظاهر لاجل ان بنتبرع بعدها بكلمات النصح التي في حقيقتها تنتقده وتسخر منه لاجل التقليل من شأنه !؟
أم هي الدوافع الدينية في “الامر بالمعروف والنهي عن المنكر” حيث كل شخص قد نسب نفسه حاكما على الآخر وينتقده وينزل بمراتبه الى اسفل منازل ليظهر بمظهر المحب المنتسب لدينه؟!
أم هي الحاجة للشعور بالتفوق بدون تعب من خلال ركام التخلف الذي نحمله ولا نقبل بتغييره ولكننا ننتقد فقط لاجل الانتقاد كي ندفع عن انفسنا لائمة الجهل التي تعشعش في عقولنا ومع ذلك نتفاخر بها؟!
أو ربما هي عقدة النقص تجاه الآخر وننتقده ونسمم كل افعاله لاجل ان نجمل صورتنا امام اعيننا !؟
أم ربما ليس كل ما سبق او كل ما سبق ومعه ايضا التالي، كانت دوما دوافعنا سياسية تسعى للمكاسب على حساب الآخر ومن أجل ذلك نتصيد عثراته واخطائه ومخالفاته ونتحين ساعة ضعفه لننقض عليه؟!

يا شعب العراق … العلاقات الانسانية لا ينفع معها الازدحام والاقتراب ولا التزاحم لاجل اثبات الوجود، لكل انسان طريقته في العيش ولكل انسان حريته في التصرف ولكل منا حسناته وسيئاته، لننشغل بانتقاد واصلاح انفسنا ونبتعد عن الآخرين بمسافة آمنة تحفظ لنا وله حق العيش.

هذا أن كان هناك حقا فسحة لنفكر بعد كل الذي حصل ويحصل في العراق!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات