لايلدغ المؤمن من جحر مرتين
هذا هو المفترض لكن شعب العراق تعرض لعدة لدغات من نفس الجحر والمصيبة أنه لاتكاد تضمد جراحه حتى يضع إصبعه بنفس الجحر الذي سيلدغ منه مرة أخرى
وهذا الأمر حاصل مع كل انتخابات تجري في العراق
فعند الإنتخابات يصبح المسؤول والمرشح إنسان صالح وطاهر ومتواضع ويهتم بشؤون المواطن ويزور الناس ويتواضع بخدمتهم حتى تتصور ان هذا الشخص ليس بإنسان ،،
إنه ملاك بهيئة إنسان
فالرحمة التي يحملها والكرم الذي لامثيل له والإهتمام المفرط وحبه لتقديم المساعدة يكون في أوجه في تلك الفترة
وما إن تنتهي الإنتخابات ويفوز هذا المرشح حتى يقوم بتغيير رقم تلفونه والإنقطاع عن الناس والتنكر لهم وعدم الإهتمام لأمورهم ويسقط القناع من على وجهه فيظهر شكله القبيح فالبخل والأنانية وحب الذات والقسوة التي يحملها لايحملها شخص آخر
ولكن لم تعد هذه الأمور تفيد الآن فهذا المرشح قد فاز في الإنتخابات ولم يعد بحاجة الى الناس ولم يعد بحاجة الى ارتداء ذلك القناع
لكنه بعد فترة من الزمن تقترب دورته من الإنتهاء فيحتاج الناس مرة أخرى في انتخابات جديدة فيبحث في أغراضه البالية والمركونة في السراديب عن ذلك القناع فيجده ،،
ربما يكون هذا القناع قد تغير شكله او انه مكسور من جهة ما او به خلل ولكن مع قليل من التنظيف والتلميع سيعود كما كان
يرتدي هذا المسؤول والمرشح مرة اخرى نفس القناع الذي خدع به الناس قبل فترة ويعيد تركيبة نفسيته ليظهر الطيبة والإهتمام والكرم لهم فيتناسى المواطن غدر هذا المسؤول به ويصوت له من جديد ويقوم هذا المسؤول بالإحتفاظ بهذا القناع لأن له مفعول سحري وعجيب
ويعود المواطن ليعض أصابعه ندما من جديد ويجزم بأنه لن يكرر نفس الخطأ مرة اخرى في المستقبل
وتعاد الكرة من جديد ويرتدي المرشح نفس القناع لكن بعد ان اضاف له لمسات جميلة وبعد ان عدل من تسريحة شعره وغير ثيابه وأضاف بعض مظاهر الوقار على حاله فيظن المواطن ان هذا الشخص قد تغير ولم يعد ذلك الشيطان فيعيد انتخابه مرة أخرى
وهكذا يتكرر هذا المسلسل الى مالانهاية
ويلدغ المواطن من نفس الجحر ألف مرة