هل قدر العراق والعراقيين أن يكون هكذا مصيرهم منذ أن بسط الله الخليقة ..؟ بحيث كلما جاء نظام حاكم أو عصابة حاكمة ترحّمَ العراقيون على من سبقها !؟, أم العيب فينا نحن ..!؟, وكما نكون يولى علينا ..
لا يختلف إثنان في العالم بأننا شعب من أكثر شعوب العالم مهدوره ومستباحة أرواح ودماء وكرامة أبنائه بشكل لم يسيق له مثيل , ومهضومة ومسلوبة جميع حقوقه ومنهوبة ثراواته ومقدراته في وضح النهار منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا , بل على ما يبدو وما هو ملموس بأن الغالبة العظمى من مواطنيه وسكانه الأصليين يسكنون بالإيجارلأجل مسمى في هذا العراق , يتم قتلهم وإبادتهم بعد انتهاء فترة عقد الإيجار !؟.
جرائم وظلم وطغيان العصابة المتسلطة حاليا , وكذلك العصابات المتعاقبة على حكم العراق على أقل تقدير منذ قيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921 مستمرة وقائمة على قدم وساق ولا يلوح في الأفق أي بصيص أمل لتغير واقع الحال , إن لم يقول هذا الشعب كلمته وينهض ويتصدى للغزو الخارجي ويقضي على أدواته في الداخل , من أجل بناء دولة مهابة قوية رصينة تقف بوجه أطماع المستعمرين الطامعين وأدواتهم وشراذمهم ومرتزقتهم من الخونة والعملاء والجواسيس والدخلاء المستعربين والمسعرقين على حدٍ سواء , فمن خلال قراءتنا للتاريخ القديم والمعاصر لم يمر في تاريخ هذا البلد المنكوب حتى فترة عشر سنوات استقرار كي يلتقط العراقيين أنفاسهم ويتنفسوا الصعداء لينعموا بشيء من الأمن والأمان وإعادة بناء ما دمره الغزاة على مر العصور , والتمتع بخيراتهم وثرواتهم الطبيعية التي مَنَّ الله سبحانه وتعالى بها عليهم …
بما فيها وعلى رأسها حقبة أو فترة حكم أو تسلط هؤلاء الأوباش دعاة وأصحاب المظلومية بالأمس القريب , الذين مازالوا يرتكبون بحق العراقيين المنتفضين السلميين العزل المطالبين بأيسط حقوقهم كل أشكال البطش والقمع , وتتعامل معهم الأحزاب الدينية والمذهبية الطائفية الحاكمة والمتسترة والمتلحفة بلحاف وبعباءة الدين , والمتبرقعه ببرقع المذهب زوراً وكذباً , بكل استهتار واستخفاف ودونية قل لها نظير في تاريخ العراق , جرائم كانت ومازالت ترتكب بحق كل من يقول كلمة الحق أو يطالب بالنزر القليل من حقوق شعبه وتوجه وتكال له شتى الاتهامات , جرائم فاقت وتفوقت على جرائم الأمريكان في جميع حروبهم العبثية التي شنوها على فيتنام والكوريتين ولاغوس والهندوراس والعراق منذ عام 1980 , وتفوقوا حتى على جرائم النازيه والحروب الصليبية في أوربا , وعلى جرائم البوذيين بحق مسلمي الروهينغا في أركان أو جرائم المسيحيين في إفريقيا الوسطى بحق المسلمين .
إن هذه المجاميع الغوغائية المنفلته التي هي أشبه وأقرب لعصابات ” شتيرن والهاغانا الصهيونية التي استباحة فلسطين عام 1947 – 1948 ما كان لهم أن يتجرءوا على إرتكاب 1% من هذه الاعتداءات بحق العراقيين المسالمين , وما يقومون به من عمليات قتل وتصفيات جسدية وخطف بما فيهم الجرحى من المستشفيات الذين يتم نقلهم إلى جهات مجهولة ربما تكون بإتجاه سيدتهم إيران !؟, ما كان لها أن ترتكب أو تحدث بحق أبناء الشعب العراقي لولا تسلح أصحاب وأتباع آل البيت الأسود في واشنطن وحصولهم على الضوء الأخضر من سيدتهم أمريكا التي تراهن على بقائها في العراق لأمد طويل على شدة بطش ووحشية هؤلاء المجرمين بحق العراقيين , وتسلحهم وتحزبهم وتحزمهم بكل أشكال وأنواع الفيتو … الروسي والأمريكي والصيني والأوربي …لأن جميع هذه الدول لها مصالح ستراتيجية في العراق لا ولم ولن تفرط أو تضحي بها حتى لو قتلت هذه العصابات مليون عراقي باليوم الواحد … !؟؟.
لقد أثبت التاريخ بأن جميع دول وشعوب الأرض لديها مصالح خرافية وخيالية وكبيرة جداً في هذا العراق المبتلى …! طبعاً ما عدا أبناء الشعب العراقي الأصليين ليس لهم أي حقوق أو مصالح في هذا الوطن المعروض للمزاد العلني لمن يقمع ويبطش ويسفك أكثر من دماء أبنائه ويشيد مجده وأركان حكمه على جماجم الملايين من أبنائه الأبرياء , وأبسط دليل على ذلك شعب 80% من سكانه يقطن فوق ترابه الوطني في العشوائيات والكهوف وتحت الأنفاق والجسور وفي أحسن الأحوال في بيوت مستأجرة منذ مئات وربما آلاف السنيين … !!!؟.
الكارثة والطامة الكبرى منذ 15 سنة يصرخ ويصيح ويأن هذا الشعب ويشتكي من نقص حاد في الخدمات وتأمين لقمة العيش … ولا يرفع صوته إلا في المناسبات الدينية !؟, وعندما طفح الكيل وبلغ السيل الزبى ونفذ صبره الذي فاق صبر نبي الله أيوب … وبدأ يعبر عن مصيبته ويخرج وينتفض الآن يجابه ويقمع بالحديد والنار ولا من ناصرٍ له ولا معين إلا الله .
اليوم باتت جميع الشعوب العربية والإسلامية وما يسمى هيئة لأمم المتحدة والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجميع شعوب العالم يقفون موقف مخزي وخسيس ودوني ومتواطئين مع حراس ونواطير مصالحهم في العراق , وما هم إلا شهود زور هلى أكبر مجزرة وإبادة جماعية ترتكب بحق شعب منكوب يذبح وتنتهك وتهتك كافة الأعراف والقوانين بحقه , بلد مستباح وشعب محروم من كل شيء بما فيها وعلى رأسها آدميته وكرامته ووجوده أصلاً … ولا حياء ولا حياة لمن ننادي ونناشد , ولهذا يجب أن نعتمد على الله أولاً , وعلى أنفسنا ثانياً من أجل إحداث التغيير الحقيقي وعدم الاعتماد على أي جهة أو قوة عظمى أو صغرى … بما فيهم وعلى رأسهم من جلبوا لنا كل هذا الخراب والدمار وسلموا العراق لحفنة من اللصوص والسراق وشذاذ الآفاق … أي أمريكا وحلفائها التقليديين الغربيين والاقليميين عرب ومسلمين .