12 أبريل، 2024 8:14 م
Search
Close this search box.

شعبٌ يتظاهر ويثور … السبّ والشتم لسانُ حاله

Facebook
Twitter
LinkedIn

نعم ما وصلنا اليه من العبث لايمكن السكوت عليه ومانراه من حيثْ يجري على شعبنا يؤجج في دواخلنا ضغط نفسي متهيأ للانفجار بل وكل يوم يمضي تزداد اللامبالاة وعدم الاكتراث من سياسيو السلطه ويزداد الفشل والاحباط والفساد , أنهارت عمليه سياسيه بقوانينها وشخوصها واصبحت مجرد تصريحات اعلاميه تنقل واقع الفشل فقط ولاتتطرق الى أي حل حتى لو كان بالمستقبل المنظور , الاحزاب أنفسهم قد يئسوا من أنفسهم والوجوه نفسها تدور في أروقة الفضائيات لتنظّر لنا ثقافه سياسيه لاأساس لها في الواقع بتاتاً مجرد كلام لملئ الفراغ الاعلامي الذي تعاني منه فضائيات ليس لها القدره على الاستمرار لولا هذه اللقاءات والمناظرات الغير هادفه , هذا يدافع عن حزبه أو مكونه وآخر يهاجم كل المسؤولين وثالث من خارج الطيف السياسي يهادن ويلاطف ليحصل على مكانه وبعضهم يتحدث بخطاب غير اعلامي ويكرر يومياً نفس المصطلحات ولانعرف ماهو الهدف ربما لتضرر بعض المصالح الشخصيه أو هي مضاربه سياسيه وما أن يصلنا خبر عاجل من فضائيه حتى نرى فضائية أخرى تنفيه , وأصبحنا فعلا تائهون في هذا الاعلام الجاهل الذي لايؤسس لثقافة أعلاميه مؤسساتيه تنقل مستوى الخطاب الى مستوى المرحله التي نعيشها .

والكثير من هذه الفضائيات تبث برامج تعتمد على الاتصالات المباشره مع المواطنين وتبحث مشاكل خدميه واقتصاديه ولكن مانراه أن بعض مقدمي هذه البرامج يحث المواطن الذي يتصل من خلال أسئله تحفيزيه ليوصله الى أن يتكلم بمفردات سوقيّه من السب والشتم ويتصور مقدم البرنامج بأنه قد أدى دوراً متميزاً ويصل الامر الى أن البعض يمدح بمقدمي هذه البرامج ويطالبونه بالهدوء لئلا يحصل له شئ مفاجئ , ومن هذا المنطلق أخذ بعض المتظاهرين يسارع الى هذه القنوات من خلال تغطيتها للمظاهرات في أيام الجمع ليبدأ بألفاظ غير لائقه للنشر الاعلامي بل بالعكس فهي تؤسس وتنشر لغه ( وخاصة للاطفال ) لاعلاقه لها باللباقه الحواريه ولا الكلاميه , فأصبح السب والشتم لغة يوميه تصاحب الفضائيات بل وتكررها مرات ومرات لانها تعتقد بأن ذلك هو أقصر الطرق لما يعانيه المواطن وحتى تبين للرأي العام بأنها مع تطلعات المتظاهرين قلبا وقالبا , واننا نرى أن هذه أخطر رساله يمكن أن تنطلق من الاعلام والذي نسميه السلطه الرابعه , فقط شاهدوا بعض هذه البرامج وأحكموا بأنفسكم , ولعل أبرز هذه البرامج ,حديث الناس ,الفيحاء هذا المساء وغيرها , فضلا عن الاستطلاعات والتغطيات الخاصه .

واليوم نشاهد المتظاهرين قد أوغلوا في سب وشتم السياسيون وبشكل فاضح ولا يمس ماتبقى لنا من ثقافات واخلاق تمكننا من التعامل بموضوعيه مع بعضنا , وربما يعتاد البعض على هكذا لغه لتصبح شائعه ومتداوله , ووصل الامر حتى الى كتّابنا الذين هم مرآة الثقافه والتحضر فأخذوا يكتبون مقالات طويله وعديده تبدأ بالسب والشتم المدقع وتنتهي بما بدأت به وفحوى هذه المقالات موضوع خدمي أو شخصي في بعض الاوقات لايستحق حتى الوقت الذي نمضيه في التفكير به , ولكن هل كل هذا بسسب القيادات السياسيه المتسلطه علينا , أم بسبب فراغ ثقافي ومهني لما يمكن نقده وبدلا من ذلك ربما من الافضل وضع رؤيه ولو كانت شخصيه للواقع الذي نعيشه , فهل ما نكتبه محدد بفتره زمنيه محدوده , فماذا سنعطي لجيل قادم من معرفه وأدب وشعر , هل أننا اليوم في العصر الحضاري للسب والشتم واللعن , أو أننا في عصر ثوره عراقيه متميزه وحصريه آلياتها هي هذه اللغه التي لايمكن لها أن تقود حتى تجمع بسيط , فما بالنا اليوم بصراع وجودي مع سياسيو السلطه الحاكمه مطالبين بأهداف وحقوق مشروعه وساميه  أسمى من أن تلوثه هذه المفردات المبالغ بها والتي لايمكن باي صوره من الصور أن تعكس صوره حضاريه محليه فكيف تنعكس الى مستوى حضاري عالمي.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب