19 ديسمبر، 2024 12:21 ص

شعبنا يعشق الحاكم ولايفقه الديمقراطية

شعبنا يعشق الحاكم ولايفقه الديمقراطية

بعد مرور عقد من الزمن على تغيير نظام الحكم العراقي من رئاسي الى برلماني ديمقراطي بمباركة دول إقليمية  وإبغاض دول خليجية ،الى ان الشعب العراقي مازال  لم يعي هذا التغيير ولا يستوعبه بل واغلب الشعب هو لايفقه معنى  الديمقراطية التي تعني  المشاركة بحكم الدولة من قبل  جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين فضلا عن اقتراح وتطوير واستحداث القوانين التي تصب بمصلحة البلاد وتخدم الشعب  وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية اضافة الى تقرير المصير السياسي للدّولة ، لكن مرور العراق بأكثر من ثلاث عقود من الزمن بنظام رئاسي ديكتاتوري حاول ان يعدم ثقافة الشعب بالخوف المستمر بسبب التصرفات القمعية والاعتداءات البربرية التي يمارسها ضد ابناء الشعب وعندما غادر الحكم بصورة إجبارية وصناعة نظام الديمقراطية  الا ان الشعب بقي مستمرا بالمحاولة لصناعة الطواغيت محاولين انشاء ديكتاتوريات جديدة للحاكم الديمقراطي الذي اتي باصوات الناخبين وله فترة محددة ويتم اعادة الانتخابات بشكل ديمقراطي واختيار سري وحر فلن يصدّق الشعب بتحديد مصير الحاكم اذا فشل في إدارة الدولة بكل مفاصلها سيتم تغييره من قبلهم  لكن بعضهم  يتصور بان الانتخابات هي كالزحف الكبير يذهبون لانتخاب الحاكم نفسه ويعودون بفشله ونجاحه على الرغم من ايجابياته وسلبياته يتخوفون منه وربما  يتصورونه بأنه يعرف بمن اختاره ومن لم يختاره لايخفى على احد بأن من يحكم البلد تكون بيده مفاتيح الخزائن المالية جميعها وبصلاحيات مفتوحة للصرف فيقوم باستغلال هذا المال من اجل كسب الاصوات وتجنيد اكثر عدد ممكن للدفاع عنه بكل شيء والمساكين الذين تم تجنيدهم يتصورون بأنه سيبقى الى الابد ولم يتم تغييره وينقلوا له صورة النجاح والبناء والاعمار للدولة حتى في حال فشله وعدم لمس التغيير في ارض الواقع خلال فترة حكمه ، لذلك نحن بحاجة اليوم الى دورات وندوات مستمرة لتثقيف الشعب بمفهوم الديمقراطية ومفهوم ادارة الدولة لكي يختار من يذهب بالدولة الى بر الامان من تقديم خدمات وواجبات ورسم سياسة خارجية وليس ممن يفشل يتم اعادة انتخابه وكأننا بالزحف الكبير الذي كان يمارسه الحاكم الديكتاتوري الذي هدم البلاد بدمار الشعب ، ولانجعل من الحاكم معشوقا جديدا نهتف له ونهز بالأهازيج  عندما يكون فاشلاً او يستخدم مال الدولة لأغراضه الشخصية او لجمع الأصوات الانتخابية بهذا المال الحرام عن طريق الرشى للناخبين لكي يعيدوا انتخابه.
“ان ماتم كتابته بهذه المقالة لاتشمل الجميع وانما البعض وكل ماتم سرده اعلاه يتحدث بلغة التبعيض وليس الجمع”