في خطوةٍ مميزة تُحسب لإعلام الحشد الشعبي؛ او لإنصاره من العرب، قدم الفنان الشعبي المصري الشهیر “شعبان عبد الرحيم”، کلیبا تصویرا وقدَّمه للحشد الشعبي “المقدس”.
ولعل المثیر في العمل الفني هذا، هو اعداده على الطريقة الجماهیریة التي يفضلها الجمهور في العادة، وتجسیده التعاطف المصري اللافت مع الحشد الشعبي، واستخدامه لغة الشارع، حیث یتقنها “شعبان” جیدا. وقد یصور الکلیب، روح التضحية لدى عناصر الحشد الشعبي بشكل مثير ومميز.
هي خطوةٌ تعكس حركةً اعلاميةً فریدة؛ وفكراً منفتحاً بتنا بأمسِّ الحاجة اليه اليوم؛ ولاشك ان تاثیره على الشارع العربي، يفوق تاثیر عشرات القنوات الفضائية ومئات المؤتمرات والمهرجانات والكتب والتحليلات.
علینا الاعتراف ان لغة الشارع اليوم هي لغة الطرب والمقاهي والملتقيات الشعبية، وتتاثر بالمغنى والرقص والكوميديا، اکثر من العلم والادب والثقافة. ظاهرة كهذه، انما تبلورت بسبب ماتعتمده الانظمة الحاكمة من سیاسات تنویمیة، أكرر (التنويمية وليس التنموية)، تهدف الی إسقاط المجتمع في وحا الجهل والأمية واللامبالاة، بعد شلِّه بأنغام الأحلام والوعود الخائبة. فهکذا لاغیر، ترقد الطبقة الحاكمة على رقاب الفقراء بأمنٍ هانئٍ وسلام .!
أعود لأصل الموضوع؛ اذ علينا أنّ نُسخّر طاقات كهذه [المطرب المصري] بخدمة صوت المقاومة وما يقدمه رجالاته وما يرسموه من لوحات ناصعة في التضحية والبطولة ومن أجل انعکاس معاناتهم ونفسياتهم وعوائلهم الطاهرة النقية، وقصصهم التي كُتبت بقطرات دمائهم الزكية.
هذه الطاقات الفنية المرغوبة جماهیریا والقريبة من احاسيس المواطن العربي؛ والنافذة في كل تفاصيل وجزئيات حياته البسيطة؛ كشعبان والساهر والجسمي وغيرهم، اصبحت وامست لغة الامة العربية (العريقة!!) بکل اسف، لکنه واقعنا العربي المرير ولامفر منه. لا ادعو اطلاقا الی اهمال الطبقات المثقفة والتاثیر علیها بلغتها، لکني أقول انها محدودةٌ مقارنة بالفئة الاخری، حیث تشکل السواد الاعظم من المجتمع.
اذا ما اردنا ان نتغلب في الحرب الاعلامية الجارية والسيطرة على الشارع العربي، فلابد من مخاطبته بمایفهم. واذا کنا علی قناعة بمقولة “خاطبوا الناس على قدر عقولهم”، فان لغة شعبان عبد الرحيم تُخاطب الشريحة الاعظم إذن وباتقان نادر، وبالتالي هي خيرُ إعلام !.