12 أبريل، 2024 8:08 م
Search
Close this search box.

شعار المصلح الحرية وكلا للعبودية‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

جري الأحداث في التاريخ لا تجري جزافاً وليس خارجاً عن سلطة الله وقضاءه وارادته بل كله تحت قانون الاختبار والاختيار وقانون الغربلة والتمحيص والتمييز وكل ما تفرع عنها ومنها فيه جوانب خير وشر , والخير من الله تعالى والشر من أنفس الناس وبما كسبت أيديهم  , فالخير يتمثل في كشف البواطن والحقائق والواقع بصورة لا تقبل الشك والريب لتكون حجة على العباد وعسى أن يبصروا ويرجعوا الى الصواب , والشر يتمثل بالفساد والافساد والتسافل والتراجع على مستوى قيم الدين والوطنية وأخلاق الإسلام , ولنا أمثلة كثيرة في التاريخ الإسلامي وغير الإسلامي وممن تقمص دور المصلح والقائد والمرجع تقليدا وإدعاءً  بالرغم من فقدانهم لأي قيمة فكري أو علمية أو سياسية وأنوار عقلية تؤهلهم لهذه المسؤولية وتسندهم عند اشتباك الأفكار وتأزم الحلول وتوارد الضغوط وتراكمها , بالإضافة الى ان مثل هؤلاء دائماً ما كانوا يقفون الموقف السلبي من المصلح الحقيقي الذي سبقهم علماً وفكراً ومواقفاً وطرحاً لمشاريع وحلول وأكتفوا بتقليدهم في تصرفاتهم وتحركاتهم والأخذ من أفكارهم ومشاريعهم ونسبها لأنفسهم التي عجزوا ان يأتوا بمثلها , هذه كله يجري ضمن فكرة قديمة حديثة يطلق عليها (التشبه بالمصلحين ) بتمثيل وتقليد أدوارهم ونهجهم وشعاراتهم ومواقفهم ولو الجزء منها والتي تُجلى بمرور الأيام وتراكم الاحداث فيظهر الوجه الحقيقي ويبقى التشبه والتمثيل في خانة الاعتبار والادعاء بينما تكون الأجزاء الأخرى التي يتشبهوا بها ولم يضعوها في سيناريوهاتهم  نقطة الضوء والشعاع الأبرز الذي يحدث الفارق الكبير بين التقليد والأصيل وذلك لأن المتشبه بالمصلح ليس مصلحا أصلا هذا أولاً , وثانيا ان من يقف وراء دور هذا المتشبه أرادوا خلط الأوراق وضرب وجود وفكر المصلح الحقيقي والتقليل من تأثيره في الوسط المجتمعي وأيضا تامين وجودهم وتزين صورتهم التي مزقها وهدد كيانها المصلح الحقيقي !
فالتشبه بالمصلح الحقيقي هو داء بذاته يصيب من له استعداد نفسي وشعور بالتقصير لذا فأنه يلهث وراء هذا الدور ويسرع في تقمصه لأنه وحسب ظنه سيحقق عدة ثمار منها تحسين صورته التي شابتها تداعيات كثيرة, ومنها أيضاً ضرب المصلح وازاحته من المشهد ليؤكد مواقفه السلبية منه , ومنها صرف الأنظار عن خطر وتدخل الدول الجارة الطامعة عندما يتجاوزهم المتشبه بالمصلح في خطابه ومواقفه ويمضي تدخلاتهم !!
هذه مقدمة لما تشهده الساحة العراقية الآن والتي جرت فيها الاحداث وتحديداً منذ 2003 وفقاً لما إستقرأه وتوقعه وحذر منه المرجع العراقي العربي السيد الصرخي وسجل مواقف وطنية وشرعية مبهرة وقدم تضحيات من أجلها وسجل براءته ونزاهته بأحرف من ذهب 
من كل ما حصل من فساد وافساد وحرّم انتخاب كل فاسد وحرم دستور بريمر ومجلس الحكم  وحرم كل محاصصة  وحرم التقاتل الطائفي  ووقف شامخاً  , ثابتاً ضد الاحتلاليين الأمريكي والإيراني ورفض كل المغريات المادية والإعلامية من قبلهم وسطر أروع ملحمة فكرية وعلمية معتدلة أظهرت المعنى الحقيقي للتشيع  فهوت اليه القلوب من كل المذاهب والتوجهات  وألهب حماس الجماهير وكسر في نفوسهم حواجز الخوف والتردد من قدسية المرجعية الكهنوتية المزيفة واجرام المليشيات وايران الفارسية ومشروعها الامبراطوري, فاصبح رمزاً ومصلحاً مؤثراً بالوسط المجتمعي الشيعي والسني والثقافي وحكيماً بارعاً لطرح الحلول وتشخيص الداء ووصف الدواء , وفكراً عروبياً شيعياً إسلامياً معتدلاً منصفاً , وكل هذا لا ينفع ولا يخدم المرجعية الهاربة والمنزوية الصامتة ولا يخدم المشروع الإيراني الامبراطوري في العراق ولا يخدم رموز الفساد ! جاء اعداد السيناريو بأيدي خفية وظاهرة لتمثيل دور المصلح والتشبه به أدى هذا الدور السيد مقتدى الصدر ومُنح العناوين والالقاب (كالمصلح والعراقي العربي ….!) التي اقترنت وعُرف بها المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني في إشارة الى انه لا يوجد غير السيد مقتدى مصلح وقائد عراقي عربي ! ورفع شعار العراق والشعب ومحاربة الفساد تشبهاً ,  متخلفاً عن المصلح الحقيقي السيد الصرخي الحسني بنقاط هي الفيصل والحكم الأساس بين المتشبه وبينه ! منها بقاءه في فلك ايران وعبوديتها وتحت مشروعها الفارسي في العراق وضد العروبة والإسلام  وضد مشروع المرجع العراقي العربي السيد الصرخي الحسني وهذا  يتناقض مع دعوى المصلح العراقي العربي   الذي اطلق عليه , وبقاءه في حلقة الفاسدين وكتلها واحزابها وايمانه بالترقيعات الوهمية الخاوية وبتقلباته بالمواقف وعدم ثباته وقصور رؤيته الفكرية والسياسية وعدم كياسته الكافية وعدم صموده أمام أي ضغط وبقراراته المفاجئة التي تتماشى مع طموحات ساسة الفساد لا مع طموحات ومطالب الشعب !

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب