18 ديسمبر، 2024 10:21 م

شعارات “التغيير”… ياغافلين الكم الله

شعارات “التغيير”… ياغافلين الكم الله

كعادتنا نحن العراقيون وخاصة مجتمع “الفيسبوك”، حولنا الضجة التي اثارها مقطع الفيديو الفاضح لمرشحة للانتخابات، الى حرب تسقيط ابطالها دول غربية وعربية لا تريد الخير لبلادنا، وتجاهلنا مانعيشه من عملية “احتيال” كبيرة يمارسها علينا الساسة “المبجلون” ليل نهار تحت مسميات وعناوين “يشيب لها الولدان”، وسخرنا جميع الامكانات “الحسية والسمعية” للبحث عن الاسباب والدوافع، التي شرحتها المرشحة “مشكورة” حينما بشرتنا بانها “ضحية تسقيط سياسي تقودها دول معروفة”، لتثبت بذلك جريمة التأمر الدولي، التي تسعى لتشويه “الصورة الناصعة” لزعماء عمليتنا السياسية.
مشكلة “التامر الدولي” ليست جديدة لكنها في الكثير من الأحيان كانت “كلمة حق يراد بها باطل” او محاولة للهروب من تحمل المسؤولية، والأمثلة على ذلك كثيرة لامجال لحصرها في أسطر معدودات، لكون السنوات الخمس عشرة الماضية كانت “شماعة” التأمر الدولي حاضرة ووسيلة مناسبة لتبرير “فشل” الحكومات المتعاقبة، والتستر على “فضائح” نهب الأموال والضحك على “عُبَّاد الله”، وعدم نشرها كما حصل مع فيديو المرشحة، في وقت ينتظر العراقيون اكبر “فضيحة” بدأت خيوطها تحاك منذ ايام عدة داخل مقار التحالفات والكتل السياسية، بعيدا عن ما ستفرزه صناديق الاقتراع.
نعم ياسادة، فحينما يخرج علينا علي الاديب بعد غياب طويل، ليبلغنا بان “رئاسة الوزراء ستبقى من حصة حزب الدعوة الى يوم القيامة”، سنعلم حينها حجم “الاستغفال” الذي تمارسه احزاب السلطة ضدنا واستعدادها لاستخدام جميع الأدوات الداخلية والخارجية من اجل البقاء في السلطة وليس لزيادة رواتب المتقاعدين، او منح إعانات اجتماعية للعاطلين عن العمل، او تعويض عوائل الشهداء بِمَا يناسب تضحيات ابنائهم التي حافظت على بقاء كراسي الاحزاب في مكانها،، الفضيحة هي ان يجتمع سفير دولة جارة مع قادة احزاب وكتل سياسية يتقدمهم صاحب مقولة “بعد ماننطيها” لإعادة صياغة تحالف، يحمل مضمون “التحالف الوطني” لكنه بتسمية جديدة، من اجل احياء “الكتلة الأكبر” التي ستضمن منصب رئيس الوزراء في الحكومة المقبلة.
لاتستغربوا من التوقيت المبكر لتلك التحركات فالجميع يسعى لحسم المعركة الانتخابية لصالحه حتى قبل وقوعها، لكننا لا نفهم اسباب “الثقة بالنفس” التي يتمتع بها هؤلاء، ليخرج علينا “كيسنجر العراق” موفق الربيعي وملامح الغضب مرسومة على وجهه، قائلا بان “مقولة المجرب لا يجرب ليست صحيحة، فهناك مجرب سيّء يجب معاقبته، ومجرب ناجح علينا اعادة انتخابه عشر مرات لو تطلب الامر”، نعم ياسيادة النائب “المغوار” لكنك لم تخبرنا ماهو معيار النجاح الذي تعتمدون عليه، هل هي الإنجازات التي تحققت طيلة سنوات وجودك على هرم مستشارية الامن الوطني، في وقت كانت عشرات السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة تفتك بالمواطنين، وجنابكم “مهووس” بالاحتفاظ بتمثال لرأس صدام حسين وحبل مشنقته،، ياسيادة النائب، اذا كانت تلك معايير النجاح فماهي علامات الفشل.
الخلاصة… ان القوى السياسية التي رفعت شعار التغيير والإصلاح باسم المدنية “مغيبة” عن الواقع ولا تعلم بوجود تحركات ترعاها بعض الدول لإعادة الوجوه المجربة وتطعيمها بشخصيات دعمت وروجت للارهاب خلال السنوات الماضية، في فضيحة جديدة تضاف لسجل “فضائح العملية السياسية”،،، اخيرا السؤال الذي يبحث عن اجابة دائما،، متى يستيقظ اصحاب الشعارات من “غفلتهم”؟.