9 أبريل، 2024 4:05 م
Search
Close this search box.

شعاراتكم الاسلامية مزيفة

Facebook
Twitter
LinkedIn

أقولها بمنتهى الجرأة والوضوح لجميع الأحزاب ( السنية والشيعية ) التي تدعي أنّ الاسلام مرتكز اديلوجيتها وأساس سلوكها ، أقول لهم أن شعاراتكم مزيفة ولاصلة لها بجوهر الدين الحنيف . ولا أعتقد أنني ظلمتهم في هذا القول أو تجنيت عليهم ، لأن السنوات الماضية أثبتت هذا الأمر ، وصار القاصي والداني يدرك زيف ادعاء تلك الأحزاب . فالبعض طرح شعار ( هيهات منا الذلة ) وهذا البعض أولّ من فرض الذلة على الشعب العراقي بكل تفاصيل سلوكه وهيمنته على مصالح المواطنين . والبعض اتخذ من الاسلام هوية لحزبه أو كتلته ، وليس هناك شيء يربطه بالاسلام سوى الاسم . فأي نفاق مكشوف هذا !!! وأيّ ضحك على الذقون هذا !!! وهل وصل بكم الحد من الصلافة الى التلاعب بمشاعر الناس والاحتيال على الله سبحانه وتعالى ؟

انّ منطق العقل يقول أنّ من يرفع شعارات الاسلام عليه أن يجعله منهجاً ثابتا له ، وأن يتخذ من خصال المسلمين سمات حقيقية لهويته . فأين تلك الأحزاب المتأسلمة من هذا المنطق الواضح الصريح ؟ فنحن جميعا نعرف أن للاسلام ( بكل مذاهبه ) قواعد أخلاقية عامة لابد من توفرها لدى أي شخص أو مجموعة من الأشخاص قبل الخوض في التفاصيل الأخرى ( المختلف عليها ) لتحقيق هوية الانتماء الحقيقية . ومن هذه القاوعد : العدل ، احترام حقوق الناس ، النزاهة والأمانة ، المحافظة على المال العام ، الاهتمام بالرعية ، الالتزام بتنفيذ الوعود والعهود ، الاخلاص في أداء الواجبات ، والابتعاد عما يغضب الله من تصرفات شيطانية . ولو ألقينا نظرة فاحصة على ما فعتله تلك الأحزاب في العراق خلال أكثر من عقد ونصف ، لم نجد قاعدة واحدة من هذه القواعد الأخلاقية آنفة الذكر قد طبقت التطبيق الصحيح المقبول شرعاً . فجميع تلك الأحزاب ( وبلا استثناء ) مارست تجارة المناصب ، وشراء الذمم ، وخداع الناس ، والاستثراء الفاحش من خلال السيطرة والتحكم بمفاصل الدولة ، والاهمال المتعمد لحقوق المواطنين ، وعدم تنفيذ أي وعد من وعودها ، وتحقيق العيش الرغيد المترف على حساب تعاسة العامة من العراقيين . فمالذي بقى من الاسلام لديهم ان كانوا صادقين ؟

ان مفهوم المنصب الوظيفي في الاسلام تكليف شرعي وليس هدفاً يتم البحث عنه من أجل تحقيق مكاسب مادية ومعنوية . ولكن الذي حصل وما يزال يحصل في العراق مزايدات سرية وعلنية لبيع وشراء المناصب ( خصوصا العليا ) مقابل أموال طائلة يصل بعضها الى ملايين الدولارات . والذي يحصل وما يزال يحصل أيضا استغلال المناصب أبشع استغلال لتمويل تلك الأحزاب الاسلامية وكأن المال العام ضريبة الزكاة الواجب أخذها من خيرات البلد . والسؤال الذي يطرح نفسه : من أين لكم تلك الأموال الضخمة والسيارات الفخمة والقصور الفارهة والأرصدة الطائلة في بنوك العالم ان كنتم تنتمون الى الاسلام قولا وفعلا ؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب