23 ديسمبر، 2024 6:12 ص

يرى بعض اهل الباطن ان الاولياء اقل كلفة من الانبياء. وقد يتحدثون عن جهات الارض التي لم تختصها السماء بالنزول فيقولون إنها بإستغنائها عن الوحي استغنت عن كثير من التعب والعناء. وعن هذا يقول احد مشايخنا ” ان الرسل طولت الطريق الى الله “. يريد بذلك تكاليف الظاهر التي فرضت على المؤمنين لكي يصلوا الى الله وهي الاعباء الي يتحملها ذو الدين لتكون شرطا لدخوله ملكوت السماء ((أو ألجنة)). على ان فينا نبيا واحدا انتبه الى هذه المفارقة فاوقفها. وهذا هو عيسى.

·        ” وددت لو أن رزقي حصاة أمصها…. فقد مللت من كثرة ألتردد على ألخلاء ” …  مالك بن دينار.

(( نقد للتصميم الذكي، لو كان الامر بيد المتصوفة لأنشأوا خلقا آخر )).

” كنت اطوف حول البيت اطلبه فلما وصلت اليه رأيت البيت يطوف حولي ” …..أبو يزيد ألبسطامي.

(( الانسان ارقى من الجماد وعبثية الطواف حول البيت-الكعبة- )).

·        ” خرجت الى الحج فاستقبلني رجل في المتاهات فقال: ابا يزيد الى اين؟ فقلت الى الحج فقال: كم معك من الدراهم ؟ قلت معي مئتا درهم فقال: فطف حولي سبع مرات وناولني المئتي درهم فإن لي عيالا فطفت حوله وناولته المئتي درهم ” …..  ابو يزيد ألبسطامي.

(( الحكاية تتضمن حكما بإيفاء حقوق الفقراء بدلا من إنفاق المال على الحج )).

·        ” اللهم إن كان في سابق علمك أنك تعذب احدا من خلقك في النار فعظّم خلقي ( جسمي ) حتى لا تسع (جهنم) معي غيري “……… ابو يزيد ألبسطامي.

(( اشفق ألبسطامي على الكفار ايضا لانه لم يقل لأدفع عن المؤمنين بل قال معي غيري )).

·        ” إن لله عبادا لو بزقوا ( بصقوا ) على جهنم لاطفأوها ” … ألشبلي.

(( إستخفاف بنار جهنم فالشبلي والبسطامي يهدفان الى إنقاذ البشر من الفقر والذل في الدنيا، ومن العذاب في  الآخرة، كما انهما يضعان صورة للعدل مغايرة لما وضعته الاديان، فالتفاوت في الرزق بين الناس في الدنيا غير عادل ولا معقول، وتعذيبهم في الآخرة خارج ايضا عن مقتضى العدل والعقل، ونجد هنا سرا من اسرار تفضيل الولي على النبي. ان الولي يعدّل حقائق الوحي لينفي من الباري- مطلق الصوفية- صفة الجلاد والتاجر، الجلاد الذي يعذب الناس يوم القيامة والتاجر الذي يقسمهم الى مالك ومحروم في الدنيا)).

” لون الماء لون إنائه “… الجنيد البغدادي.

(( الإله هو عين الحق الذي يخلقه العبد في قلبه بنظره الفكري او بتقليده وهذا الإله يتنوع حسب الإستعداد الذاتي للمحل اي لصاحب الإعتقاد )).

في هذا الصدد يقول محي الدين ابن عربي:

·        ” لكن هذا الإله ليس هو نفسه  ” الإله المطلق ” الذي لا يسعه شيء لأنه عين الاشياء وعين نفسه (وحدة الوجود) وهو لعدم محدوديته لا يدخل في قلب المؤمن لان اللامحدود لا يدخل في المحدود وهو بالتالي غير معروف لاهل الدين إذ انه غير متحدد وغير متشخص وغير مصنوع.

ونخلص من ذلك وجود إلهين، إله الاديان المصنوع المحدود الذي يدخل قلوب المؤمنين به. والإله المطلق الذي اوجد الموجودات بالتجلي لها اي بالإندماج فيها، وليس لهذا الإله دين ولا  مؤمنون يعبدونه. وفيما يبدو ان إله الاديان ليس هو الخالق الحقيقي للعالم “.

·        ” لقد تحجر ابن آمنة عندما قال: لا نبي بعدي “… عبدألحق بن سبعين.

·        ” في حديث: لا نبي بعدي، قصم ابن آمنة ظهر الاولياء ” محي الدين أبن عربي.

(( لأنه منعهم من إعلان نبوتهم )).

مصادر ألبحث:

مدارات صوفية … هادي العلوي.