لا أثق بكل سياسيي العالم ، يكفي ما شهدناه على قادة أكبر دول العالم ، أمريكا ، وتصرفات (بوش) الأب والأبن الرعناء ، وحججهم لضرب وأحتلال العراق ، القائمة كلّها على أكاذيب لا يختلف اثنان فيها ، فما بالك بسياسيي العالم الثالث مثلا !.
ورغم ذلك ، فالسياسي رغم أكاذيبه، يكرّس كل جهده وحياته ، لا لأجل المبادئ ، لا لأجل الأخلاقيات ، ولكن لينأى بنفسه عن قول (شسوّي) ، فهذه الكلمة الأنهزامية غير موجودة في قاموس السياسة كعلم لو كان ساستنا يفقهون !.
ولكن يبدو ان سياسيينا اتخذوا مبدأ (شسوّي) متراسا لتبرير الفشل الهائل على جميع الأصعدة ، وعلى لسان أرفع المستويات ، وهي كلمة معيبة جدا ، الأجدر أن يحتفروا قبرا يتوارون فيه قبل النطق بهذه الكلمة ، لأنهم يقولون (نحن لسنا أهلا لأدارة دفة البلاد ) ، وهم فعلا ، ولكنهم تأخروا كثيرا جدا لأعلانها ، ومن المتعارف عليه ان يقدّم السياسي المبتلى بوباء (شسوّي) ، استقالته فورا لتلاحقه وصمة (شسوّي) حتى بعد مماته ، والأجدر أن يـُـقبرفي قبرٍ بلا شاهد ، كي لا يُلعن صاحبه !.
في الحقيقة ، لا أتابع ندوات او مؤتمرات السيد (المالكي) لأني أعلم علم اليقين ، انها لا تفيدني بشيء على الأطلاق كمواطن عادي ، وحتى لو صرّح بشيء يخصني ( كالتقاعد مثلا) ، فأنا أعلم علم اليقين انه سيتنصّل عنه ، أو يتركهللزمن ليبتلعه !، الا أني سمعته يقول (شسوّي) ، وبعده بأيام ، نفس الشيء قاله السيد (زيباري) ، في لقاء مع قناة (البغدادية) ، حول موضوع قناة (خور عبدالله) ، وبعد أن رمى التهم جزافا يمينا وشمالا ، تارة على البعثيين (الرفاق والرفيقات) ، وتارة لأننا أميون لا نفهم حيثيات القانون الدولي الذي لا يفهمه حتى الراسخون في العلم ، الا السيد (زيباري) !.
لقد ناقض نفسه بنفسه ، فعندما (حاصره) محاور البرنامج ، من ان هذا الأتفاق خطير ، وتفريط في السيادة ، وكان الأجدر اجراء استفتاء جماهيري عن الموضوع وقبله التنازل عن أجزاء كبيرة من (أم قصر) وثلاث أبار نفطية والقاعدة البحرية ، قال (شسوّي ، هذا ما نصت عليه اتفاقية خيمة صفوان ، ولا نملك الا التوقيع لأن كل شيء تم ترتيبه سابقا من قبل منظمة كبيرة لها حق التدخّل ومخوّلة لأستخدام القوّة) !.
ونرى السيد (زيباري) ، يدافع دفاعا مستميتا عن هذه الأتفاقية ، وأنها نصرا للدبلوماسية العراقية ! ، ولا أدري ، ما هو شكل الهزيمة الدبلوماسية النكراء ، فحتى (الكويتيون) هزموه دبلوماسيا شر هزيمة ، أم سكوته على (شفط) المياه لدى تركيا وأيران ، أو عن الأحتجاج لدى السعوديون ، وهم (يعدمون) المساجين العراقيين بالجملة ، ونحن نسلّم ارهابييهم اليهم مع (قـُبلة) على يد ملكهم ، والقائمة تطول ، دون أن ندري سر القوة الغامضة التي جعلته يتربّع على (خناق) الدبلوماسية العراقية لعشر سنوات ، عجاف !.