23 ديسمبر، 2024 5:17 ص

تصريحات وزير خارجية الامارات نموذجا…لقد دفعت شعوب المنطقة ثمنا كبيراً للحرب غير  المعلنة بين دول الخليج وخاصة الأمارات وايران هذا العداءالذي جعل أبو ظبي  تتصرف كدولة مارقة وتُسخِِْر  كل أمكانياتها المادية والمخابراتية في دعم جبهة التطرف والتكفير في محاولة لمشاكسة ايران الى الحد الذي أصبحت  فيه  الراعي الرسمي والداعم الاساسي لمعظم المنظمات التكفيرية في المنطقة ،،، دعمت طالبان ودافعت عنها وأقامت علاقات دبلوماسية مع نظامها الارهابي  الى آخر أيام حكمها ولم تستنكر في يوم من الايام جرائم طالبان المُروعة  بحق الشيعة في مزار شريف  أو في المناطق الافغانية الاخرى ،، بل أنَّ زعيم تنظيم جند الاسلام عبد الملك ريغي كان يعمل لحساب المخابرات الاماراتية ويتنقل بين مطاراتها المحصنة أمنيا  باسماء مستعارة الى أن أستطاعت طهران ان تكشف ذلك وتُجبر  طائرته المنطلقة من مطار دبي و  المتوجهة الى أذربيجان  وأجبرتها الطائرات الايرانية المقاتلة على الهبوط  لتعتقل الارهابي المطلوب ليعترف بدور أبو ظبي في تجنيده ودعم تنظيمهِ الارهابي الذي يستهدف بعملياته المدنيين العُزَّل في إيران    ،،،،لذلك ليس غريبا على الامارات أن تدعم وتموَّل  كل فصائل الموت  في سورية والعراق منذ بداية الازمة  ،،، نفسه  بن زايد كان يُبرّر للمنظمات الارهابية في سورية والعراق ويقول ان سياسة التهميش هي السبب في قيام  وأنتشار داعش في العراق ،؟؟؟؟متناسيا أن داعش نتاج فكر تكفيري  منحرف يُدرَّس في مدارس الخليج ويُتخَذ كمذهب رسمي للتعبد في معظم دولها  ،،،،، تصريح الوزير الاماراتي  لم يعد ينطلي على المؤسسات والرأي العام الغربي الذي بدأ يعرف تماما الفكر الوهابي والدول الداعمة له ،، خلايا داعش في معظم الدول الاوروبية وفي المغرب العربي وفي شمال افريقيا وجنوب شرق أسيا تشير بوضوح تام ان هذا التنظيم لايحتاج سبب الى أنتشاره لانه عقيدة تبشيرية !!!!  أحد أهم   اهدافها التوسع والانتشار وكسب المزيد من الاتباع  لتدمير الاوطان ونشر الكراهية بين البشر لذلك حينما اغلقت فرنسا  ٣٠ مسجد وهابي لايعني انها دولة طائفية وصفوية!!!!؟؟؟ بل لانها احست بخطر هذا المد الارهابي وما أقدام  بلجيكا على طرد وتسفير كل  دعاة الكراهية وأئمة المساجد الخليجيين لايعني أنَّ بروكسل دخلت في الحلف السوري الايراني !!!! بل دفاعاً عن امنها وعن قيم الحرية فيها .
أن جبهة النصرة التي يدعي الوزير ان دول الخليج جادّة في محاربتها ،، هذه الجبهة أُسسّت في قطر في مؤتمر نصرة الشعب السوري بمباركة  ودعم اعلامي وسياسي ومالي خليجي ،،، وقد أُحرِجَتْ دول الخليج كثيرا بعد أن صَنَفت  الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي جبهة النصرة كمنظمة أرهابية  لجرائمها المروعة بحق المدنيين السوريين .     
الان  وبعد ان انتصرت أرادة الشعوب في كل من سورية والعراق على جبهة الشر والرذيلة والدول الداعمة لها وبعد أن كَسَبنا  المعركة السياسية ووقفت كل شعوب العالم معنا في معركة الحرية ،، شعرت الامارات كغيرها من دول الخليج بالهزيمة والانكسار ،، لذلك يحاول بن زايد في تصريحاته الوقحة بحق الحشد الشعبي  ان يجعل من القوى الوطنية التي قهرت الارهاب وأفشلت مخطّطاته ،، أن يجعل  منها معادلاً موضوعياً للارهاب في مغالطة تاريخية  وأخلاقية تُثير السخرية وكأَنَّ الأرهاب طرفاً في الأزمة  ،،،، كيف يمكن لفصائل وطنية تشكلت بعد أن أستطاعت المنظمات الارهابية المدعومة خليجيا ان تُهدد أمنها الوطني ،، تشكلت للدفاع عن الارض والعرض ،،  
وتحضى بتأييد شعبي وبرلماني وهنالك قراراً سياديا عراقيا يُعتبر الحشد أحد مؤسسات الدولة الامنية ويأتمر بقرارات رئيس الوزراء العراقي ،،، لذلك فأن وقاحة الوزير الأماراتي   وتصريحاته العدائية تجاه العراق تُمثل تطاول على السيادة والكرامة الوطنية ، تطاول على  مرجعيتنا وشهدائنا وعلى  مشاعر عوائل  الشهداء وخرق سافر لمفهوم السيادة التي ترفعهُ دول الخليج  بوجه كل الانتقادات لانتهاكاتاها الفاضحة لحقوق الانسان ،،،، 
الامم المتحدة والمؤسسات الدولية المعنية بحقوق الانسان لديها معايير محددة لتصنيف المنظمات الارهابية لاتنطبق على المقاومة الوطنية والمنظمات المنبثقة عن المجتمعات المحلية  التي تدعم السلطات الشرعية وتدافع عن الاوطان أمام العدوان الخارجي ،،،  بل أن الامم المُُتَحضرَة   تُقدر تضحيات الشعوب ونضالاتها ضد قوى الظلام والتخلف  ، لذلك نحن  لانخشى من التصريحات الطائفية لساسة الخليج … 
الرد الرسمي  العراقي لايتناسب وحجم الاساءة بل لايرتقى لكرامة وطن بمستوى العراق وتضحياته ،، مع ان هذه التصريحات علامة أكيدة على هزيمة دول الخليج واندحارها في العراق وسوريا ….!!!
فعلاً شر الهزيمة مايثير السخرية والضحك …