23 ديسمبر، 2024 8:03 م

الأخلاق ، القيم ، المبادئ ، الصداقات ، كلمات لا وجود لها في ( عالمْ السياسة ) ، هذا العّالم فعلاً غريباً في مُدخلاته وتفاعلاته ومُخرجاته .السياسة الأمريكية تتميز بأنها الأكثر غرابة ، الأكثر تقلباً ، الجميع تابع الحملات الأنتخابية للرئاسة الأمريكية وآخرها الانتخابات التي تنافس بها ترامب الجمهوري وهيلاري كلنتون الديمقراطية ، وقبلها تنافس أوباما مع جون مكين ، ونتذكر الوعود الانتخابية والمناظرات التلفزيونية والكلمات في مراكز الدراسات والبحوث الأستراتيجية ، ونكاد نجزم أن لا مرشح أمريكي جمهوري أو ديمقراطي لم يضع ( مصلحة اسرائيل وأمنها ) في مُقدِمة برنامجه الأنتخابي .
ما لفت انتباهي وشدني لكتابة هذه السطور هو الخطاب الأخير لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، هذا الخطاب الذي ( أبهر !!!! ) الكثيرين ( بإنحيازه !!! ) للقضية الفلسطينية – هذا على الأقل الذي يُفكر ويعتقد به الملايين من العرب ( العاطفيين !!! )- الذين أعتقدوا أنّ جون كيري ( أنّبَهُ ضميره !!! ) أو أنه ( أعتذر أو اصابه الهووس كما قال عنه نتنياهو بعد أنْ سمع خطابه )، ولكن لنتريث قليلاً. 
إليكم بعض ما قاله جون كيري في خطابه الأخير ( وفيما يخص القضية الفلسطينية حصراً ) :
– حل الدولتين الأساس لإحلال السلام .
– قيام دولتين عربية واسرائيلية عاصمتهما القدس.
– ضمان أمن اسرائيل .
– حل مشاكل اللاجئين الفلسطينيين.
– وضع حدود آمنة بين الدولتين على أساس حدود ١٩٦٧مع تبادل الأرض.
– إنهاء الصراع وتطبيع العلاقة على اساس المبادرة العربية .
– حل الدولتين في خطر.
– الوضع الراهن يقود إلى احتلال دائم .
– اسرائيل تواصل احتلال أراضي عربية في الضفة الغربية.
– اللوم يقع على الحكومة الأسرائيلية في عرقلة الحل.
– عدد المستوطنين الاسرائليين زاد بواقع ١٠٠ ألف خلال إدارة أوباما.

وما أنْ انتهى خطاب جون كيري حتى جاء الرد من نتنياهو ( كلمة كيري منحازة ضد اسرائيل والخطاب مهووس ) ، ثم جاء رد الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب ( لا يمكن السماح بمعاملة اسرائيل بمثل هذا الإزدراء وعدم الاحترام ).

الأسئلة والأستغرابات :
كما يقول بعض العرب ( صح النوم ) ، وكما يقول أهل البادية ( مرحبه إساع )، أين كُنتَ السيد جون كيري وقد جلستَ على كرسي الخارجية الامريكية ٤ سنوات ، وقبلكَ هيلاري كلنتون ٤ سنوات وهو مجموع ٨ سنوات للرئاسة الديمقراطية ( اوباما )، ماذا قدمتم للقضية الفلسطينية وأنت وهيلاري حطمتم الرقم القياسي كأثر وزيرين للخارجية الأمريكية في قطع الكيلومترات سفراً بالطائرات خلال فترة حكمكم ؟ فلماذا الآن تطرح مثل هذه الأمور وليس قبل ٨ أو ٤ أو ٢ سنة ؟؟ وما فائدة قول بعض الحقيقة عند ترجلكَ من كرسي الخارجية ؟
بأعتقادي الأسباب هي أولاً للتشويش على ألادارة الامريكية الجمهورية الجديدة ، وثانياً ( إبراء جزء من الندم لكسب تعاطف انساني ) ، وثالثاً ربما سنجدك تحمل حقائبك للبحث عن عمل أو إلقاء محاضرات مقابل مئات آلآف الدولارات عند العرب كما سبقك توني بلير و بيل كلنتون والجنرال بترايوس،
الخلاصة : أيها العرب لا تستعجلوا المدح والفرح بما قاله جون كيري لأن النتيجة ستكون ( دعم أمريكي غير مسبوق لأسرائيل في ظل الأدارة الترامبية الجديدة …. وعسى أنْ أكون مُخطئاً)،
نعم في السياسة كل شيء مُتغير وسرها غير علانيتها.