تصريح السيد العبادي داخل أروقة مجلس النواب, بكشف خمسين ألف فضائي, أي ما يعادل أربعة فرق, سبب عاصفة من التصفيق من قبل الحاضرين, الذين كثير منهم فضائيين أيضاَ, إما بتغيبهم المستمر, أو وجودهم وعدمه سواء, والحقيقة أن كثير من النواب يمتلك فضائيين خاصين بهم, عبارة عن أسماء وهمية لحراس أو سواق أو غيرهم, يقبضون رواتبهم لجيوبهم الخاصة.
عاصفة التصفيق تلك, انتقلت من مجلس النواب إلى الشارع الشعبي, وأثر امتدادها سبب موجة من الضحك والاستهزاء, من حكومة المالكي, لما تحتويه من أسماء وأرقام وهمية, عند التمعن فيها جيدا نجدها مدعاة للبكاء والنحيب, وحتى اللطم على الرأس والصدر.
الرسوم الكاريكاتيرية الساخرة من حكومة المالكي وأعضاءها, جعلتنا نستهزئ ونسخر من شخصيات كنا نحبها في صغرنا, وكنا نجد فيها الشخصيات الوطنية التي تدافع عن المال, والعرض والوطن (وعن الكوكب ككل), ومعظم من انقضوا على المالكي سيد الفضائيين, هم في الحقيقة أعضاء في حكومته السابقة.
الم يكن العبادي نائبا, وعضو في حزب الحكومة السابقة؟ ومن المقربين من المالكي؟ الأديب؟ الدباغ؟ الفتلاوي؟ العكيلي؟ عادل محسن وغيرهم؟ هل يجوز تحميل المالكي وحده لهذه المسؤولية؟ ثم لماذا السكوت لحد اليوم؟ ولماذا لم نسمع مطارق القضاة تضرب الخشب, ليعم سكوت ضجيج الحاضرين على منصات الادعاء؟
الأعرجي تحول من عامل محل الهواتف في شارع جوان روود إلى كبار مليارديرية العالم, والنجيفي يمتلك (26 مليار ونصف), علاوي يقبع في الأردن لم يقدم شيئا سوى تسلمه لراتبه البرلماني, الزاملي يمتلك ما يمتلك من المباني وقطع الأراضي, احمد نوري المالكي وشركات غسيل الأموال, المطلك والنازحين, عبعوب يجعل من نفسه أضحوكة لتسخيف وتهوين الأمر, والظهور بمظهر البليد, وهو في الحقيقة يمتص حتى الفقر من الفقراء, ويتركهم دون العدم.
ما تحل الأزمات بالضحك والكاريكاتير والاستهزاء والرسوم الكارتونية, وما ترد الحقوق والأموال المسلوبة من العراقيين بنظرية, (بوس عمك بوس خالك وعفا ا__ه عما سلف), إنما الأزمات تحل والحقوق ترد بقاعات المحاكم, وقعور السجون وحبال المشانق, لمن اتخذنا هزئا.