19 ديسمبر، 2024 12:10 ص

شريكة الكِفاح الحُسيني

شريكة الكِفاح الحُسيني

الشراكة والمقصود منها؛ هي مجموعة من الافراد يشتركون بمشروع ما سواء كان هذا المشروع مادي او معنوي، فالشراكة هنا تمثل بثورة الكِفاح التي ابتدء بها السبط الشهيد “ع” وأكملت مسيرتها زينب “عليها السلام” فزينب “ع”؛ من جهة الأب علي إبن أبي طالب “ع” و الأُم فاطمة الزهراء “ع” بنت رسول الله “صلى الله عليه وآله” والاشِقاء الحسن والحسين “عليهما السلام”، سيدا شباب اهل الجنة، هذا يكفي بان الذي يتربى في حجر النبي “صلى الله عليه وآله” الى احضان علي وفاطمة “عليهما السلام” لايتسأل كيف سيكون مستقبل هذه المرأه.

الاعلام النزيه و الاصيل له دور ريادي في بيان الحقائق وكشف خفايا الامور على جميع الاصعدة، ولولا الاعلام الاصيل لإندثرت معالم كثيرة من تاريخ البشرية جمعاء، وللاعلام دور مهم في مجريات الحياة لان لولا وجود هذه الشريحة لانطمست معالم الصالحين ودُعاة السلام والانسانية وايضاً لما تم كشف جرائم الطُغاة والخارجين عن القيم الاسلامية والانسانية على حداً سواء.

وقائع تاريخية حدثت بعد واقعة الطف لم يقف التأريخ ليسلط الاضواء عليها، رغم فداحة الجريمة وعظمتها والمجزرة التي ارتُكبت بحق افرادها، ذلك لسبب واحد هو ضعف وسيلة الاعلام شاهدنا على ذلك واقعة فخ، التي انتفض فيها العلويين ضد الحاكم العباسي موسى الهادي العباسي في الثامن من ذي الحجة من عام 169 هجرية، وهي اشبه بواقعة الطف من حيث العدد والتعبئة والمضمون ،فالثائر الحُسين إبن علي الخير من ذرية الامام الحسن المجتبى “ع”، قُتل هو ومن معه من اهل بيته واصحابه وسبيت نسائه والصبية ايضاً وتم حملهم من المدينة الى بغداد، لكن لم تأخذ الواقعة صداها كواقعة الطف والسبب كما تم ذكره سلفاً هو ضعف الاداء الاعلامي انذاك.

تمثل دور العقيلة زينب “ع” بِأكمال ما بدء به السبط الشهيد “ع” في نهضته ضِد السلطة الجائرة التي انتهكت كل القيم الانسانية والاسلامية من خلال تشخيصه “ع” للواقع انذاك قال “عليه السلام” اني ارى الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه”، استشهد السبط “ع” بعدما وضع الاسس الصحيحة، انبرى بعد ذلك لِأكمال المسيرة اخته الحوراء زينب للمهمة الصعبة وكان يتمثل بالدور الاعلامي لثورة سيد الشهداء “ع”، لبيان تفاصيلها ومظلومية افرادها فكانت تتمثل بشقين؛ العاطفة التي تمثلت بالدموع التي تبعث رسالة مظلومية في ذلك الوقت وفي كل وقت، والشق الاخر الخُطب التي القتها في مدينتي الكوفة والشام التي بينت حقيقة الواقع المؤلم وكشف صورة يزيد ونظامه المنحرف وانه حاكم غير شرعي.

تكللت مسيرة الحوراء أُخت الحسين “ع” بالنجاح من خلال صبرها وصمودها وعدم انكسارها لطاغية زمانها، من خلال مقولتها التي صكت مسامع يزيد ” كد كيدك واسعى سعيك وناصف جهدك ، والله لن تمحوا ذكرنا ولا تميت وحينا ولا تدرك امدنا وهل رأيك الا فند وجمعك الا بدد وايامك الا عدد” اثبتت ليزيد وللعالم باسره، انهم اصحاب حق ورسالة سامية عادلة من اجل الأمة، وما كان خروج اخيها الشهيد “ع” الا للاصلاح والسير بسيرة جده والهدف الاخر هو اخراج الأمة من السُبات التي كانت تعيشه في تلك الحقبة الزمنية من خنوع واذل الذي اعتراها.
فأسست النهضة الحسينية الزينبية قاعدة للاجيال وهي قاعدة لا اقِر ولا أفِر لتقف كُل أمة وفرد بوجه كل ظالم مهما أوتي الظالم من قوة وسلطان.