الحاج شريف ال عصاد كان كبير قومه، وخيمة قبيلته ، ورأس عشيرته وزعيم قبيلة عبادة .
وكان يلقب (بعارفة الجزائر ) الجزائر مجموعة عشائر متحالفة في جنوب محافظة ذي قار وشمال البصرة وحينما يقع اختلاف بين عشيرتين يرجعون للحاج شريف العصاد للحكم بينهما وذلك لما يمتلك من حكمة ومعرفة ورجاحة عقل،
وبعد ان تقدم به السن اراد ان يوصي لأحد ابنائه ان يكون وريثة في زعامة القبيلة وقد اختار ولده ناصر.
بين طيات تلك الوصية وفي ثناياها اشياء كثيرة لكن الاهم منها قوله : اوصيكم ان يكون ولدي الاكبر ناصر امتدادا لي، فهو بضعة مني وخليفتي بالمشيخة ، اما الارث فيوزع وفق ماجاء بكتاب الله وسنة نبيه فالشيخ يدرك معنى ان يموت المرء من غير ان يترك وصية ، ويعرف تماما ان ( من مات بلا وصيه مات موتة الجاهلية ).
يبدو ان ناصر بعد ان استلم الوكالة قام بتصرفات لم ترضي والده واحدها واهمها لا يعود لوالده بالمشوره وقد بنى دار ضيافة (مضيف )مستقل بعيد عن مضيف والده ولَم يعد لأبيه في اي شيء من الامور ولا يأخذ بنصائح والده ومشورته.
أخذ ناصر يتصرف حسب الوكالة فورث والده قبل ان يتوفاه الله ! كان يجتهد في فض النزاعات، والقيام بادارة شؤون العشيرة
حينها طلب الشيخ ابنه ونصحه ان يكون متوازنا ، وقال له بالحرف: ياولدي الابن لايرث اباه الا بعد موته وانا مازلت حيا ، فرد على الابن ( بويه انه وكيلك والوكيل كالاصيل ) فاجابة الشيخ ( نعم انت وكيلي لكن ياابني الاصيل بعده بحيله وقادر ان يدير الامور ، فلاتضطرني ان اسحب الوكالة ) !
فارسل الحاج شريف على السيد سلمان البطاط صديقه ونديمه ومحل ثقة جميع العشائر وشاوره في الامر اني اريد ان اسحب وكالة ناصر ويكون الوكيل ولدي عبدالحسين واتفقا على ذلك
الذي كان تسلسه بين اخوته الرابع وكان هناك ثلاثة اخوة اكبر منه ولم يبلغ الحلم بعد وقد
اصبح ناصر في وضع محرج للغاية ، وحاول ان يستميل والده وارسل له عدد من المشايخ والوجهاء والسادة متعهداً بانه سيلتزم بالحدود التي يرسمها له والده ، لكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل وذهب لاحد أصدقاء والده الشيخ محمد المطلق السعدون وطلب منه ان يذهب لوالده لكي يعيد اليه الوكالة واستجاب الشيخ محمد وذهب للحاج شريف وبعد الترحيب وتقديم الضيافة قال له انا متعنيك في امر رد الحاج شريف انت تعرف مكانتك واحترامك عندي اي شي تريده أنفذه لك الا شيء واحد وهو موضوع ناصر لان اعادة الوكالة الى ناصر هو ضياع اسم والدي وانا عملت جاهداً للحفاظ على هذا الاسم ولا اسمح للعاطفة ان تتغلب عليه في هذا الامر وعندما رأى عبدالحسين فقال له هذا ( وغد) ولد بلهجة البادية فرد عليه الحاج شريف الابو صگار أولاده ويعرف بمن تحل البركة والبركة في المسطاح وكانت هذه اخر محاولة من ناصر وبعدها أرسل جماعة من عشيرة بني مشرف وقال لهم اريد ان تذهبوا الى والدي ان يذهب معي نحتكم عند الميرزا عناية الله جمال الدين جد كلاً من السيد ايادجمال الدين ومحسد جمال الدين وبقية السادة) في ناحية گرمة بني سعيد قضاء سوق الشيوخ محافظة ذي قار… حضر الاثنان الوالد والولد عند السيد وكانا في موقف لايحسدان عليه ،وطلب منهم ايهما يتكلم قبل الاخر ،قال حجي شريف بما انه هو الطالب (الحگ) دعه يتكلم ،تكلم ناصر وقال (سيدنا كحيلة ومرسنة وانه تخيلتها طلعت صدري ولاطلعته وسمتها الناس كحيلة ناصر وبعد فترةوگفني ابوي ونزلني منها وصعد غيري عليها )… فسئله الميرزا الفرس أساساً لمن قال لوالدي ورثها من والده فاللتفت السيد الى حجي شريف وقال له حجي شنو دفوعاتك …فقال له حجي شريف( الفرس اله لو الي ) فرد عليه عناية الله لاحجي الفرس الك …فقال له (خلص القرار الي اذن وانه ا عرف خيالها اتتفض عناية الله وقال شد رايتك حجي الحگ الك. …
وهنا عاد حجي شريف العصاد مع مجموعة من كبار عشيرة عبادة كاسبا القضية لكنه حزين على ماالت اليه الامور بينه وبين ابنه العاق ؟
ارسل ناصر بيت من الابوذيه يستعطف به والده جاء فيه:
تركت الغذه بجدواكم وصاميت
وصبرت انه اعلى بلواكم وصاميت
اشيضرك لو توصيني وصاميت
ولاچن عين المجبح جويه
وسارت الامور مثل مااراد الحاج شريف وبعد فترة قصيرة جاء نايف العصاد فوجد ابن اخيه ناصر يكتب بيتاً من الابوذية ويهم بارساله الى والده وهو :
طريح اللطم وره احبابي وناداي
ابهيده الناس طيحتها وناداي
ادين الخللگ مشتبچه وناداي
خللت ماچلبت بحباب اليه
فقال له نايف العصاد رحمه الله (لابويه لاتدز هذا البيت لانه ماايأثر بابوك هو اخوي وانه اعرفه ، ارسله هذا البيت )فكتب نايف البيت الذي اصبح شهيراً ويردده المطربون فيما بعد :
كل مغرم برت علته وناداي
وحرگة اليابس بهجرك وناداي
براس اربع طرق لگعد ونادي
انه المظلوم وانت اگطعت بيه
فقال له ناصر لاعمي هذا البيت مو قوي وبيتي اقوى من بيتك ،قال له نايف خل نرسل البيتين الى والدك ، ونقول له البيتين الى ناصر ، وبعد ان ارسلوا البيتين ، اطلع عليهم حجي شريف وقال احد البيتين لشقيقي نايف والاخر لولدي ناصر وهنا صار ر جدل من الديوان وقالوا له لاحجي انت مشتبه البيتين لناصر فقال لهم انا اعرف اخي كيف يفكر وابني كيف يفكر، فقال الهم ارسلولي على نايف وخل نختبره وفعلاً جاء نايف ،فقل له نايف اشو انت صاير ماتعرف تكتب ابوذيه اشعجب هذا بيتك ضعيف فقال افه لاوالله حجي بيتي أفضل بيت على يااساس تقول لي مو قوي ، هنا ضحك حجي شريف وقال الى جلسائه ( ها شگلنا)
واستمر ناصر بمشاكسانه ضد والده ،حتى انه ازعجه وحاول ان يستفزه اكثر من مره
ويقال في يوم من الايام وعند صلاة المغرب رفع الحاج شريف العصاد اثناء الوضوء يده الى السماء في باحة المضيف والتي تسمى (المشول ) وقال بحرقة الاهي ماضرني ناصر ولكن ضرني حلمك على ناصر ؟
ويقال فعلاً في تلك الليلة وعند الفحر سمع عويل النساء فسأل فقيل له توفى ناصر
كانت نهاية مؤلمة لكنها حتمية وفيها من الكثير من الدلائل والعبر!