22 أبريل، 2024 11:15 ص
Search
Close this search box.

شريعة قلقة في الاسلام … الختان وصلته بالعنف في المجتمعات المختونة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ
قران كريم هود ٢٩

…………………

…ومن شروط النهضة اننا لانفتش في افكارنا ونتامل في نفوسنا فقط بل و ننظر الى اجسادنا فلعل فيها مايفتح الابواب لسقوطنا كامة فقدت كرامتها بين الامم وقد نظرت في جسدنا فوجدته يتعرض للعدوان في اول العمر بعملية خشنة تخيف الطفل وتفزع روحه وتنغرس في حافظته وتنقص خلقته وتشوه ادق اجهزته واكثرها حساسية وربما ظل الانسان المختون في علاقة غريبة مع هذه الحادثة التي تقع له بالقوة فلايفهم ابعادها وقليلا مايعاد النقاش بشانها واشك بان الختان وما يصاحبه من خوف ودم وورم والام له صلة بالعنف الذي تضرب موجاته المجتمعات الاسلامية  ومن المستغرب اختيار شهر تموز بالذات في العراق لجزر الاطفال على مسمع من بعضهم ان لم يك على مراى ويفترض بالدولة ان توقف هذه الكارثة السنوية او على الاقل تقوم بتوزيع وقتها على ايام السنة وتوزع عمريا بين طفولة مبكرة بحيث لايشعر بها الطفل او تحال الى سن البلوغ.

الختان من اعظم الحوادث التي يتعرض لها الانسان في حياته فهي عملية تغير جسم الانسان الى الابد بقطع قلفة الذكر وبظر الانثى المشتملان على الخلايا العصبية والشعيرات الدموية وهذه الحادثة يتعرض لها الانسان في الطفولة بصورة قصدية وهي عند اغلب الاخذين بها شريعة حيث تحتل مكانا مركزيا في الديانة اليهودية اذ يختن الطفل في اليوم الثامن من ولادته ومن المدهش ان معمودية اليوم الثامن دخلت الى الصحافة العراقية تحت اسم (العمود الثامن) وهو رمز لم يلتفت اليه احد يذكر بالدعوة التوراتية لقتل الغلف.

لايوجد في القران الكريم لافي المحكم ولا في المتشابه اي اشارة الى الختان كما ان الناسخ والمنسوخ خلا هو الاخر منه تصريحا او تلميحا على العكس من الزنا والرضاع وعليه يحال امره فقهيا الى السنة النبوية وهناك احاديث كثيرة حوله وقد انقسم المسلمون في الختان فقد ذهب الحنفية الى انه (سنة في حق الرجال والنساء لكنه ليس بواجب) وقال المالكية انه (سنة مؤكدة في حق الرجال مكرمة في حق النساء )اما الحنابلة والشافعية (فاوجبوه بحق الرجال والنساء) الشيعة يعدونه من سنن الانبياء ويوجبونه بذلك وانفردوا بايقاعه في اليوم السابع كما ان الرواية عندهم ان الارض تشتكي من بول الاغلف اربعين صباحا.
من المؤكد ان الختان امره مضطرب في الاسلام والروايات فيه متضاربة والذي عليه اجماع المسلمين انه ليس ركنا من اركان الدين يخرج تاركه من الملة وقد جوز تركه للصبي وللعلة وفي الزمن المتاخر خلط المسلمون الشريعة بمقولات العلم وراحوا ياتون بشهادات طبية اكثرها كاذبة حول علاقة ترك الختان بالسرطان وقالوا ان المختون اكثر صحة من الاغلف.
احتجت بعض الروايات بقص الاظافر والشعر وقطع الحبل السري كدليل على صحة الختان ومعلوم ان الاظافر والشعر ليس فيها خلايا عصبية تنقل الشعور بالالم او اللذة اما الحبل السري فهو مصمم ليموت بعد انتهاء وظيفته في تغذية الجنين ومن اغرب الحجج هنا ان الختان ميزة عن النصارى مع انه يجمع المسلمين باليهود وهما عدوان يكفر احدهما الاخر ويقتتلان منذ ١٥٠٠ سنة ومن العجائب انهما توحدا في التجمهر للاحتجاج على قرار محكمة المانية قضت بمنع الختان قبل البلوغ وقد انتصر اليهود والمسلمون على القضاء مع انهما لايعترفان بالقضاء ولايملكانه ويكفي ان يقرر  حاخام او شيخ قتل شخص او جماعة او بلد او امة كاملة حتى ينفذ الحكم بكل اندفاع.
العقيدة الاسلامية تقول ان الناس يحشرون غلفا يوم القيمة تحقيقا لقول الله كما بدانا اول خلقا نعيده وعدا علينا انا كنا فاعلين واذا دققنا في الختان سنجد فيه اتهاما مبطنا بنقص خلقة الانسان او عدم كماله خصوصا اذا تطرق الكلام الى انحباس البول داخل القلفة فاذا كان هذا في الرجل هو العلة فما علة خفاض الاناث؟ لقد قالوا انه ادعى لتقليل الشهوة اي ان الله الذي وضع الموازين القسط واعطى كل شي خلقه ثم هدى غير قادر بنظر السادة المسلمين على ضبط موازين الشهوة وانهم اعرف منه في كيفية السيطرة عليها.
الحقيقة ان الختان عادة وليس عبادة وامرها يجب ان يترك لحرية الانسان واختياره لانها تتعلق بخلقته وولايته على جسده ووفقا للقران فان الانسان على نفسه بصيرة والاسلام اختيار حيث لاتقليد في العقائد كما يقال والاسلام عقيدة فكيف يقطع جزء من بدن طفل ثم عندما يكبر نقول له اهلا وسهلا لقد صرت مسلما باختيارك.
ان الذي افسد الناس في امر الدين هو الدين الولادي والنسبة بين الدين الولادي والدين الاعتناقي تكاد تكون واحد بالمليون.
افترض في هذه الورقة ان الطرفة المشهورة حول قطع الرؤوس لها مدلول علمي نفسي اذ يحكى ان شخصا اسلم على كبر  فقالوا له لابد ان تختتن فسال عن هذا الامر فاخبروه التفاصيل، بعد اسلام قصير اعرب الرجل عن رغبته في ترك الاسلام فقالوا له هذا يعني الردة وحين استفسر عن الردة قالوا يعني قطع راسك فتعجب قائلا اي دين لقطع الرؤوس هذا عندما تدخل فيه يقطعون راس احليلك وعندما تخرج منه يقطعون راسك؟
ربما تكون عمليات قطع الرؤوس التي ضربت العالم الاسلامي على صلة بالختان وباي حال فان قطع جزء من بدن الطفل وهو عاجز عن الدفاع عن نفسه امر يحتاج الى كثير تامل.
لماذا الختان على هذه الدرجة من الوضوح والتكرار في التوراة مقابل عدم ذكره في القران؟ ولماذا يقع المسلمون في التناقض بشأن المقارنة مع الديانات الاخرى فعندما يريدون تاييد رايهم بمسالة يقولون انها مذكورة بالتوراة والانجيل وعندما لايعجبهم امر يقولون ان هذا تشبها باليهود والنصارى؟ الحمد لله ان المسلمين يختتنون جميعا والا لصار الختان سبة وتهمة التشبه باليهود.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب